رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
“خطى الشيوعيين”.. شواهد التاريخ ومسارات النقد


المشاهدات 1405
تاريخ الإضافة 2025/01/15 - 9:08 PM
آخر تحديث 2025/02/04 - 11:29 AM

د.صلال المرهج
«خطى الشيوعيين» هو عمل توثيقي ضخم يهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ الحزب الشيوعي العراقي واليسار العراقي من خلال شهادات قياداته البارزة. الكتاب يستعرض العقود الصاخبة التي شهدتها هذه الحركات السياسية، كما يعالج القضايا الجوهرية المرتبطة بتاريخ العراق الحديث، مثل النضال ضد الاستعمار، الصراعات الداخلية، والتحولات السياسية الكبرى.
الكتاب مقسم إلى فصول تضم مقابلات مع شخصيات بارزة مثل:
عزيز محمد: الذي شغل منصب السكرتير الأطول للحزب من 1964 حتى 1993، وتحدث عن التحولات العميقة داخل الحزب في فترة صعبة مليئة بالقمع.
كريم أحمد: قيادي بارز تحدث عن الصراعات التنظيمية والأيديولوجية في الحزب.
بهاء الدين نوري: تناول في شهادته الظروف التي أدت إلى بروز الحزب ودوره في قيادة الحركة اليسارية.
مفيد الجزائري: قيادي تناول التطورات الأخيرة للحزب وعلاقته بالتحولات السياسية بعد 2003.
الفصول تتناول أيضا شهادات شخصيات أخرى مثل:
فاروق ملا مصطفى و حميد مجيد موسى و عبد الحسين شعبان وعزيز الحاج و مكرم الطالباني و جاسم المطير.
 الكتاب لا يقتصر على تسجيل تاريخ الحزب، بل يناقش الأفكار الرئيسة التي بُنيت عليها الحركة الشيوعية في العراق، مثل الصراع الطبقي، التحرر الوطني، وموقف الحزب من القضايا القومية.
و يقدم الكتاب صورة متكاملة عن:
 تأسيس الحزب الشيوعي في الثلاثينيات، ودوره في مقاومة الاستعمار البريطاني وايضا دوره في تكوين الحركة الوطنية.
ايضا قدم الكتاب صورة عن الانشقاقات الداخلية مثل تأسيس «حزب العمل» والانشقاقات الأيديولوجية التي عصفت بالحزب والتحولات بعد 2003 و دور الحزب في العراق الجديد وكيف تغيرت أولوياته.
 والكتاب يقدم شهادات إنسانية ومواقف متعددة مثل الظروف الشخصية والإنسانية للقيادات كتجربة عزيز محمد الذي روى ظروف انضمامه المبكر للحزب، وكيف ساهم في بناء التنظيم في أوقات القمع والمواقف الفكرية مثل النقاش حول جدوى الماركسية في السياق العراقي، والاختلافات بين التيارات اليسارية. اظهر الكتاب اعادة تقييم تجربة الحزب من خلال النقد الذاتي حيث ان بعض الشخصيات تحدثت بصراحة عن الأخطاء التي ارتكبتها الحركة الشيوعية، سواء على مستوى التحالفات أو القرارات التنظيمية.ايضا يناقش دور الحزب في مقاومة الأنظمة الدكتاتورية،والتحولات التي حدثت بعد 2003 ويبرز الصراعات التي واجهها الحزب، سواء الداخلية أو مع القوى الأخرى، مثل البعثيين والقوى الإسلامية.
 ناقش الكتاب القضايا الرئيسة من خلال الذاكرة الشفوية والتاريخ الشفهي لان الكتاب يعتمد بصورة اساسية على التاريخ الشفوي لتقديم سرديات شخصية للأحداث، معترفًا بتحدياته مثل تحيز الراوي أو ضعف الذاكرة. حيث يدعو د. الحطاب إلى دمج هذا النوع من التاريخ مع السرديات المكتوبة لتحقيق صورة أكثر شمولاً.
 الكاتب د. علاء الحطاب استخدم لغة واضحة ومباشرة، مع حفاظه على الروح الأصلية للشهادات. كما أضاف تعليقات سياقية عند الضرورة لتوضيح خلفية الأحداث ويتجنب اتخاذ مواقف منحازة، مع عرض كافة وجهات النظر التي سجلتها الشخصيات. وهذا مما يحسب للحطاب خصوصا وهو يخوض في مراحل تاريخية من تاريخ العراق خطيرة جدا مع شخصيات من الحزب الشيوعي كان لهم الدور الاساس في صياغة توجهات وتحركات الحزب بشكل كامل.ويمكن عد ما عمله الحطاب بانه توثيق نادر وشامل لحركة مهمة في تاريخ العراق و تقديم رؤية متعددة الأبعاد من خلال شهادات قيادات من مختلف الحقب الزمنية لتاريخ الحزب وهذا يسهل كثيرا للدارس والباحث في تاريخ الحزب. لذلك يمكن عد هذا الكتاب مرجعًا مهمًا للباحثين في تاريخ العراق المعاصر، وللمهتمين بالحركة الشيوعية واليسارية بشكل عامو يسهم في حفظ جزء من التاريخ العراقي السياسي الذي تعرض للتشويه أو الإهمال.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير