رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
رحيل شيخ المهندسين هشام المدفعي العراق يودع أحد كبار المعماريين


المشاهدات 1260
تاريخ الإضافة 2025/01/15 - 9:07 PM
آخر تحديث 2025/02/05 - 10:04 AM

ودّع العراق واحداً من كبار معمارييه، الذي كان يُلقب بشيخ المهندسين وهو الذي منذ شروعه في حقل العمل الهندسي في أربعينيات القرن الماضي، حمل تجديد العراق هدفاً لا يتخاذل عنه للحظة برغم كل الصعوبات والمحن التي مرت بها البلاد ومر بها شخصياً أنه المهندس المعماري هشام المدفعي.
نشأته
في فصله الأول من كتابه (نحو عراق جديد، سبعون عاماً من البناء والإعمار) كتب عن عائلته بكل صدق وحب هذه الكلمات: “نشأت في أسرة عراقية بغدادية عريقة، لقبت بأسرة المدفعي، إذ كان جدي ومن بعده والدي من ضباط صنف المدفعية في الجيش العثماني في الهزيع الأخير من العهد العثماني في العراق. وكنت اعرف أن جدي من أصول كردية، وأن زوجته من أصول عربية غير أني لم أدرك في نشأتي فوارق في تلك الأصول التي يعج بها المجتمع العراقي منذ قرون طويلة. كما لم أجد في أسرتي من يتحدث عن ذلك إلا في لحظات قصيرة وبصورة عرضية ليس إلا، فقد كان الانتماء الى الوطن هو الغالب على جميع الانتماءات الأخرى” .ترتيبه الثاني بين إخوته فهم: قحطان، هشام، سهام، عصام، إلهام ومن ثم ميادة التي اسماها معروف الرصافي بذلك.
كل من عمل مع هشام المدفعي وكان قريباً منه أقر في قرارة نفسه بأنه حقاً “عرّاب بغداد”.
“كان لأبي دور كبير في جعلي أتطلع الى أحياء بغداد القديمة منها والحديثة بكل فخر واعتزاز، فهو الذي كان يصحبني بجولة نهرية لنتعرف على بغداد القديمة والحديثة، نتابع النوارس في النهر ونرقب السجاد وهو يغسل على سفح دجلة، نتطلع الى المدرسة المستنصرية والقشلة والقصر العباسي عند الرصافة ومنزل مس بيل والسفارة البريطانية ومستشفى الولادة وسوق السمك وشارع حيفا في الكرخ”.
جمعتني الصدفة لأكون ضمن عائلة دار العمارة للاستشارات الهندسية بين عامي 2006 و2007 حيث الدم والخراب، تعرفت على أبي الروحي وعرّاب بغداد واكتشفت أنك ما إن تتجول بنظرك في أرجاء بغداد الا وتجد أن له يداً في أي صرح حولك: العمارات السكنية في شارع حيفا، الفنادق عند دجلتها، قصر المؤتمرات، نصب الشهيد، الطريق السريع محمد القاسم، العمارات السكنية في السيدية، خطط إعمار سكك الحديد، بدالة السنك، الخط السريع بين ساحة النسور وكرادة مريم، جزيرة بغداد، نصب الجندي المجهول وساحة الاحتفالات، وزارة التخطيط، جامع بنّية، بدالات الميكرويف وغيرها العديد من المشاريع والصروح المعمارية التي ساهم فيها إما بشكل مباشر أو كاستشاري، أليس هو حقاً عرّاب بغداد؟!
 تعليمه وحياته العملية
منذ تخرجه عام 1950 في كلية الهندسة جامعة بغداد، كانت دورته الدورة الخامسة. عمل متنقلاً بين محافظات العراق وكانت أول وظيفة يشغلها هي مهندس مسّاح في البلديات العامة شمال العراق ومن ثم في مطار الغزلاني بالموصل ومن بعدها في أمانة العاصمة بغداد لينتقل بعدها الى شركة نفط البصرة وينتقل للسكن في الفاو مع زوجته سعاد علي مظلوم وهي أول مهندسة معمارية عراقية تلتحق بالعمل في شركة نفط البصرة لتلد له غادة وكميت.عمل في مراحل متقطعة في أمانة العاصمة إذ كان أول عمل يشغله فيها هو معاون مهندس في شعبة طرق الكرخ عام 1953 خلال فترة (مجلس الإعمار)، الذي أقامته المملكة العراقية إزاء دخول واردات النفط للخزينة العراقية وتضاعف الميزانية من 7 ملايين دينار عراقي الى خمسين مليون دينار عام 1952، ومن ثم في الستينيات حتى بداية السبعينيات ليعود بعدها في الثمانينيات في خطة اعمار بغداد مع المعماري رفعت الجادرجي.عام 1955 تدرب في إنكلترا على إقامة المشاريع الكبرى مثل المطارات والسدود والمدن وما الى ذلك من مشاريع ضخمة. نتج عن هذه الدراسة بناء أغلب المدن والمصايف السياحية في شمال العراق، إذ عمل في مصلحة المصايف حينها، وعشرون ألف وحدة سكنية في مختلف أنحاء العراق.عام 1962 درس في الولايات المتحدة الأميركية ثم السويد والنرويج والدنمارك سياسات الإسكان والمواد الإنشائية المستخدمة في مشاريع الإسكان .


تابعنا على
تصميم وتطوير