يعبر عن الاعلام بانه مصطلح يطلق على اي وسيلة  او تقنية مهمتها نشر الاخبار ونقل المعلومات  أيا كانت طبيعة تلك الاخبار والمعلومات يتم من خلالها  نقل المعلومات والمعرفية والثقافة الفكرية والسلوكية بطريقة معينة  عبر ادوات ووسائل الاعلام والنشر بقصد التأثير في المجتمع .. وغالبا ما يتناول الاعلام مهاما متنوعة اخرى تتعدى موضوع نشر الاخبار فيقوم بنقل اخبار الترفيه والتسلية وغير ذلك  خصوصا بعد الثورة التلفزيونية التي شهدها العالم  .
ووفق تلك المفاهيم ينطلق الاعلاميون والكتاب في التعبير عن افكارهم وآرائهم ليكتبوا مقالاتهم بهدف ايصالها الى المتلقي  والتي ينبغي ان تكون تلك المقالات والافكار او ما يكتب من صلب الحقيقة والابتعاد عن المعلومات المضللة التي من شأنها الاساءة والتشهير وضرورة  اعتماد الاخلاقيات  والمعايير المهنية وعدم مجافاة الحقائق باعتبار ان ذلك جزء من المسؤولية التي يتحلى بها الاعلامي او الكاتب . في احدى الحروب الامريكية على العراق في التسعينيات وردت معلومات في حينه تشير  الى ان الرئيس الامريكي جورج بوش الاب اصدر تعليمات الى المراسلين الحربيين والصحف الامريكية بعدم نشر اي اخبار او معلومات عن التحركات العسكرية او الضربات الجوية على العراق الا بعد العودة الى البنتاغون .. وعندما نشر احد المراسلين الحربيين الذي كان يرافق القطعات العسكرية في احدى البوارج الحربية الامريكية  ان ذاك خلافا للتعليمات  اصدر الرئيس الامريكي امرا الى الضابط المسؤول عن البارجة بمحاسبة المراسل الحربي ومنحه صلاحية قاض  لإصدار حكما بحق المراسل الحربي وهذا ما يؤشر انه حتى في الدول الغربية التي تدعي الديمقراطية فان هناك محددات والتزامات وخطوط حمراء في موضوعة النشر الاعلامي .
وفي ضوء ذلك فأننا امام مطلب قد يكون ضروريا هو على جميع مستخدمي الاعلام تحمل قدرا من المسؤولية و الخسائر مقابل حصاد اعلامي منظم لنتائج ايجابية على صعيد مسارات العمل الديمقراطي في مجال الاعلام  وحرية التعبير والرأي بمعنى انه ليس ان يقوم الاعلام او الكاتب بنشر كل ما يرد اليه من معلومات بل لا بد من تقصي الحقائق كي يكون منصفاً في كتاباته ويبتعد كثيراً عن لغة الاستهداف او التشهير.. فمجالات الديمقراطية والاعلام والسياسات الخارجية الجديدة ماهي الا علاقات عامة وتسويق يساعدها في ذلك التطور الكبير الذي يشهده العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات مما يستوجب ان يكون التناول الاعلامي في مساراته الصحيحة .  
ما اريد قوله في هذا المجال ان ما يشهده بلدنا من تغيير في المجالات السياسية والاقتصادية والعمرانية يدعونا الى ابراز كل ما هو ايجابي دون تزويق او تلميع بل قول الحقيقة وحتى في الحوارات التي نسمعها هنا او هناك من خلال المنابر الاعلامية لابد لها ان تأخذ المنحى الايجابي لأننا بحاجة الى ان نرى بلدنا وهو في افضل حالاته كي ننعم جميعا بالأمن والاستقرار والرفاهية المنشودة.