رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أحمد نعمة : “على العنوان ” رسخت اسمه في ذاكرة المستمعين


المشاهدات 1338
تاريخ الإضافة 2025/01/13 - 12:42 AM
آخر تحديث 2025/02/04 - 7:12 PM

الفنان أحمد نعمة هو أحد رموز جيل الثمانينيات في الغناء العراقي، وصوتٌ مميز أثرى الساحة الفنية بأعمال خالدة. برز في أروقة الإذاعة والتلفزيون ليس فقط كمطرب، بل أيضًا كأيقونة ثقافية تسهم في الحفاظ على الإرث الموسيقي العراقي.. وُلد أحمد نعمة في بغداد عام 1964 في بيئة بغدادية أصيلة، حيث تأثر منذ صغره بالموسيقى والغناء. كان والده حارس مرمى في فريق الحرس الملكي، مصدر إلهام كبير له، ليس في الفن فحسب، بل في الرياضة أيضًا. طموحه الأول كان أن يصبح لاعب كرة قدم، حيث لعب مع الفرق الشعبية ثم نادي العمال، وانتقل لاحقًا إلى شباب نادي الشرطة تحت إشراف المدرب عبد القادر زينل. لكن القدر قاده إلى عالم الغناء، حيث برزت موهبته الصوتية منذ الطفولة بفضل تشجيع معلمه عبد الجبار.
الانطلاقة الفنية لأحمد نعمة
بدأ أحمد نعمة مسيرته الفنية عبر الملحن فاروق هلال، الذي قدمه إلى الجمهور بأغنية “يا طير ودي للحبايب سلام” عام 1983، والتي كانت بداية انطلاقته نحو الشهرة. أول ألحانه كانت أغنية “لو صدك تريدون العشرة” للملحن محسن فرحان، بينما أغنيته الشهيرة “على العنوان أكتبلك” من ألحان الراحل كنعان وصفي رسخت اسمه في ذاكرة المستمعين.
التحديات والإنجازات التي واجهت مسيرته
واجه أحمد نعمة عقبات كبيرة خلال مسيرته، أبرزها تراجع الاهتمام بالإرث الغنائي العراقي وتهميش جيل الثمانينيات من قبل بعض القنوات التلفزيونية. دفعه ذلك إلى السفر والمشاركة في مهرجانات خارجية، مثل مهرجان طريق الحرير في اليابان ومهرجان المدينة في تونس. رغم ذلك، ظل ملتزمًا بإحياء الموروث الغنائي العراقي من خلال عمله كمدير لبيت المقام العراقي.
بصمته في السينما والمسرح
لم تقتصر موهبة أحمد نعمة على الغناء فقط؛ بل خاض تجارب تمثيلية ناجحة. شارك في فيلم “أحمد وحمود” بدور العاشق، كما مثّل في أعمال أخرى مثل مسرحية “المحلة” ومسلسل “دار الزمن”. رغم أنه اعتبر التمثيل هواية، إلا أن تلك المشاركات أضافت بُعدًا آخر لمسيرته الفنية.
أسلوبه الفني وتأثيره
يعتمد أحمد نعمة في اختيار أغانيه على رؤية أكاديمية تعكس أصالته البغدادية. تعامله مع كبار الملحنين، مثل سرور ماجد ومحسن فرحان، أضفى على أغانيه طابعًا فريدًا يدمج بين الحداثة والأصالة. أغاني مثل “يصبرني” و“تسميني وأسميك” تبرز قدرته على التعبير عن المشاعر بصدق.
أحمد نعمة مُحاضراً ومُوجهاً
في السنوات الأخيرة، ركز أحمد نعمة على الجانب التعليمي، خاصة عندما عمل  مدير لبيت المقام العراقي ويدرّس في المدارس الأهلية. احمد نعمة يرى في ذلك دورًا محوريًا في نقل الإرث الموسيقي للأجيال الجديدة. نصيحته للمطربين الشباب هي ضرورة التسلح بالثقافة الموسيقية والموروث العراقي، مشددًا على أهمية الكلمة واللحن في خلق أغنية ناجحة.
أحمد نعمة ليس مجرد مطرب؛ بل هو رمز ثقافي يسعى جاهدًا للحفاظ على الهوية الموسيقية العراقية. حبه للفن يظهر في كل جانب من جوانب مسيرته، سواء من خلال أغانيه التي تمس القلوب، أو عمله التعليمي الذي يهدف إلى تخريج جيل جديد يحمل مشعل الموسيقى العراقية.
آخر إنتاجه
يقول احمد نعمة لجريدة الزوراء في اتصال هاتفي معه عن آخر أعماله بعد أن اجري عملية جراحية في أمعائه : إن آخر إنتاج غنائي  هو أنشودة  (حلوه يا بغداد) على القناة العراقية سجلتها وصورتها لكنها لم تعرض ولا يعرف السبب، علما أنها من إنتاجهم كذلك قام بتسجيل أغانٍ تراثية رمضانية للأستاذ علاء مجيد وهي قصائد خالدة للحلاج ولبدر شاكر السياب وللملا حسن البزاز، سجلناها في استوديوهات مصر وصورناها وعرضت على قناة الشرقية. ويؤكد نعمه انه كان يرتدي  الزي العربي والعباءة العربية وهي أصلا موشحات عباسية وليست أندلسية لان زرياب هو الذي اكتشفها في العهد العباسي.
 وعن طموحاته وما ينوي القيام به بعد إجرائه العملية الجراحية، يقول نعمة عن مستوى الغناء العراقي فنيا : الحقيقة صرنا نتراجع على كل المستويات فنيا وثقافيا ورياضيا وجميع المجالات ولكن والحمد لله بوجود بعض الاسماء من الفنانين العراقيين الاصلاء في الخارج هم يحملون مستوى الفن العراقي والبقية للأسف، فالأغنية العراقية غابت عنها الرقابة، وبعض منها طبعا وصلت إلى مستوى يؤسف عليه، نتمنى أن يغذي الشعب العراقي والمعاهد الموسيقية الفن العراقي بالموروث العراقي، ونحن والحمد لله نمتلك ملحنين جيدين لكن الموروث الغنائي بما نراه اليوم تحاسبنا عليه الأيام .
أخيرا رغم التحديات، يظل أحمد نعمة شخصية ملهمة، تحثنا على التمسك بالجذور مع مواكبة الحداثة، ويبقى إرثه شاهدًا على عصر ذهبي للغناء العراقي، وإسهاماته التعليمية والثقافية ستظل مصدر فخر للأجيال المقبلة.


تابعنا على
تصميم وتطوير