نمو الوعي الصحفي لدى ايً منا يقترن بالمرحلة العمرية.. فلكل مرحلة سمات وخصائص ترتبط ارتباطاً وثيقاً بها..ففي مرحلة الطفولة وهي المحطة الاولى في العمر الصحفي والتي تلج عبر بوابة مادة “الانشاء” احد فروع درس اللغة العربية حيث يبدأ الطالب “الصحفي” بخيلاء وكبرياء بالتصدي لمهمة لا يتصدى لها غير الكبار..وغالباً ما يتسم منجز هذا “الصحفي” الصغير بالوصفية المبالغ فيها واستعارة مفردات غير مألوفة من اجل لفت انتباه “المعلم” وشحذ اهتمامه بما يتمتع به هذا الصحفي الصغير من كفاءة..
يتتابع هذا النمو في الوعي الصحفي بعد ان يصبح الصغير يافعاً ثم يلج مرحلة المراهقة ليكون بعد حين رجلاً ثم شيخاً وقد يرافق الشيخوخة اعتلالاً في الصحة .. من بين اهم هذه المراحل والتي لابد من تسليط الضوء عليها هي المراهقة ثم الشيخوخة التي يصاحبها تردي الحالة الصحية ..ففي المراهقة والتي غالباً ما تتميز بـ “ قبل غزو التقنية في مجال الاتصالات“، كتابة الرسائل وقراءة القادم منها ..حيث يسعى “الصحفي” المراهق للتنقيب عن مفردات لمخاطبة من يسكن في القلب وإثارة اهتمامه واهم مايميز هذه المرحلة هو االضبابية وعدم الوضوح الى حين يترجل الحبيب من القلب ليدخل البيت حيث ينقشع الضباب وتشرق الشمس ويبدو كل شيء واضحاً وجلياً..تنطلق الهموم التي تبدأ بالتربية وما يرتبط بها من مستلزمات مرورأً بعدم توازي الدخل مع المصاريف وليس انتهاءاً بطلبات من كان في القلب المرهقة والمؤرقة من عينة” شوف فلانة شلون لابسه ذهب” أو “ولله ابوعلان اشترى لمرته موبايل ايخبل بمليون دينار..!” الخ..كل هذ ينعكس شئنا ام ابينا على عمل الصحفي ونتاجه فيتسم بالتذمر والشكوى وربما حتى السوداوية..!
ثم تأتي المرحلة الاخيرة .. وهي “الاخيرة” بكل ما تحمل المفردة من معنى ،هذه هي مرحلة الشيخوخة وما قد يرافقها من امراض وتردي الحالة الصحية الذي تتخلله العديد من الاحتمالات .. ان اهم ما يميز هذه المرحلة هي الصراحة المتناهية والشفافية والتحدي ومن المؤكد ان كل هذا يأتي بذريعة مفادها “شبقه بالعمر..شو خلي اكتهن كلهن” وليكن من بعدي الطوفان.!!