رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
التشكيلي حامد سعيد بين عبق البصرة ورؤى الفن المعاصر


المشاهدات 1346
تاريخ الإضافة 2025/01/06 - 8:58 PM
آخر تحديث 2025/01/21 - 1:58 PM

•حامد سعيد، الفنان التشكيلي البصري، يحمل بين أنامله إرثًا فنيًا مستوحى من طبيعة البصرة الساحرة وبيئتها الريفية الغنية. وُلد عام 1976 في منطقة أبي الخصيب، حيث شكلت بساتين النخيل، الأنهار العذبة، والحياة اليومية البسيطة في الجنوب العراقي منابع إلهام مبكرة أضاءت مسيرته الفنية المميزة. هذا الفنان وبعد أن شحذ موهبته وسط جماليات البصرة، انطلق حامد سعيد إلى آفاق جديدة لاستكمال دراسته في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية في مصر، وهي إحدى الصروح الفنية العريقة في العالم العربي. تحت إشراف نخبة من أساتذة الفن التشكيلي البارزين، صقل مهاراته وتعمق في أسس الإبداع، ما أثرى أعماله برؤية فنية ناضجة.  
- أهلا وسهلا بك في الزوراء.
- أهلا بكم .
- كيف أثرت نشأتك في البصرة عام 1976 على رؤيتك الفنية ومسيرتك التشكيلية؟  
- يعني بالتأكيد أثر المدينة واضح على شخصيتي وعلى أدائي وعلى عملي، خصوصًا بالرسم. خصوصًا أنه أنا ابن منطقة ريفية، ابن أبي الخصيب، فطفولتي كانت في أبي الخصيب، نشأتي شبابي، فكنا نهتم بالبساتين ولعبنا وكل يومياتنا هي طبعًا بالبساتين. وهذه الكائنات والأشياء الحية التي نعيشها، الأنهار، المياه العذبة، الأشجار، النخيل، بالتأكيد أنه تحصيل حاصل راح يكون لها أثر كبير على تجربتي الفنية.
- ما الذي دفعك لاختيار دراسة الفنون الجميلة في جامعة الإسكندرية بمصر؟  
- يعني السؤال الذي جعلني أكمل دراستي بجامعة مصر، خصوصًا بجامعة الإسكندرية في دولة مصر، كلية الفنون الجميلة، كلية عريقة يعني تأسست على أيدي أساتذة مهمين، منهم محمود سعيد وصبري راغب وكثير من الفنانين، سيف وانلي وأدهم وانلي، يعني من مؤسسي هذه الكلية العريقة. بها أساتذة مهمين فنانين. كانت تجربة جدًا مهمة لي أن أكمل دراسة الماجستير في جامعة الإسكندرية. إضافة خبرة لأن الأساتذة الذين يدرسونني أساتذة كبار جدًا في مصر وعلى مستوى المنطقة العربية، منهم دكتور فاروق وهبة، مصطفى عبد المعطي، دكتور عبد السلام عيد، محمد شاكر. فأضافت إضافة كلش مهمة، وهذا كان طموح أن أضيف إلى تجربتي خبرة.
-  كونك عضوًا في عدة جمعيات فنية، كيف ترى دور هذه الجمعيات في دعم الفن التشكيلي في العراق؟  
- يعني أنا الآن أرى بالنسبة للجمعيات أو النقابات هو دورها الطبيعي. يعني حتى بدأت من خلال أدائها للمعارض التشكيلية، معارض كلاسيكية جدًا يعني وما بها أي تجديد. ممكن يعني تشوف أكو تجربة تجربتين ثلاثة لكن ماكو تجديد في سياق الأنشطة وفي ابتكار أنشطة حديثة أو في ابتكار تشكيل جماعات حديثة أو تجارب حديثة تقدم من خلال هذه الجمعيات. 
-  حدثنا عن مشروع «صورة العالم في العراق» بالتعاون مع مؤسسة سارينكو الإيطالية. ما هي أهميته وتأثيره؟  
- طبعًا مشروع صورة العالم هو عبارة عن كتاب مجلد مصدر عن تجارب الفنانين التشكيليين العراقيين. أكثر من 120 فنان تشكيلي شارك بهذا الكتاب من خلال أعمالهم وسيرهم الذاتية مترجمة للإنجليزية واللغة الإيطالية مع مقدمة لصاحب الفكرة مؤسسة ساري ساريناكو. وحضرتي أنا قدمت أيضًا مقدمة بالكتاب وكانت عبارة عن ورشة أقيمت في مصر من قبل المؤسسة الإيطالية وأنا اشتركت بهذه الورشة وطلبوا طبعًا من كل دولة يشترك فنان وبعدين نكلف نحن كفنانين مثلاً أنا يعني في العراق بعمل ورشة لمجموعة فنانين وطلعنا بأعمال جيدة وبعدين وديناها للمؤسسة في إيطاليا وإيطاليا طبعت المصادر المهمة ووزعتها على الفنانين، والآن يعرض كل عام في بلد مع الكتب والمصادر. كانت تجربة حلوة، جميلة، توثيقية وثقت الأعمال الفنية لأكثر من 120 فنان تشكيلي مع سيرهم.
-  كيف ترى انعكاس البيئة العراقية على أعمالك الفنية؟  
- عادة البيئة تكون هي المصدر الإلهام الأول للفنان التشكيلي بصورة عامة في كل العالم. فبالتأكيد البيئة العراقية مؤثرة جدًا وواضحة المعالم والملامح والإشارات والرموز وكل التشفيرات في أعمالي الفنية. يعني حقيقة في أغلب أعمالي بالتجارب من قبل تقريبًا أكثر من خمس سنوات أو ستة، من أشياء تشبه الرسم إلى «لا جاذبية» إلى معرض «بين قوسين». تقريبًا كل ملامح لوحاتي هي تتحدث عن بيئة العراق والبصرة بالخصوص، البيئة التي تتميز بها البصرة بالطبيعة والأنهار والكائنات الحية والطيور .
-  ما الذي يميز مشاركتك في مهرجان الو اسطي العالمي ببغداد عام 2010؟  
- يعني هو السؤال أعتقد ما الذي يميز مشاركتك في مهرجان الواسطي؟ وأنا أسأل أيضًا: ما الذي يميز مهرجان الواسطي ببغداد لكي يكون هناك تميز للمشاركة؟ فكانت مشاركة عادية جدًا، معرض أو مهرجان تشكيلي. بحقيقة مهرجانات لم تقدم ولم تؤخر شيئًا، ما تطورت. يعني لا يوجد أي تطور في مثل هكذا مهرجانات. يعني حتى لو كان باسم الوزارة وباسم «الواسطي العالمي». يعني المسمى عالمي كبير على هكذا مهرجانات. نتمنى أن يُعاد النظر بهذه المهرجانات العريقة التي كانت في الثمانينات لها صداها فعلاً العالمي والعربي، ويعاد النظر من خلال لجان ومن خلال اختيار الأعمال الحقيقية ومن اختيار جودة الأسماء التي بالساحة العراقية حتى نقدر.
-  حدثنا عن فكرة معرضك الشخصي «رائحة الشتاء» في اتحاد الأدباء عام 2012.  
- ما يميزها فكرة معرض «رائحة الشتاء» في اتحاد الأدباء 2012. هي جاءت محاكاة لمجموعة أدبية للراحل القاص محمود عبد الوهاب. كاتب الأديب محمود عبد الوهاب عنده مجموعة اسمها «رائحة الشتاء» وهذه حقيقة استوقفتني وقرأتها كثيرًا ورسمتها كثيرًا. فقدمت من خلال النص الأدبي نصًا تشكيليًا محاكاة إلى مجموعة «حتى الشتاء» للكاتب محمود عبد الوهاب في منطقة اتحاد الأدباء 2012 في ذكرى وفاة محمود عبد الوهاب.
 - دافعك الشخصي لتنظيم معرضك بين قوسين ؟
- الدافع في تنظيم المعرض الشخصي «بين قوسين» في متحف السليمانية عام 2018 هو الانفتاح أكثر، يعني على مستوى العراق مثلما نعرض في بغداد في البصرة. أيضًا يعني فكرة إقامة المعرض في متحف السليمانية في كردستان بالتنسيق مع بعض الأصدقاء والتعرف على بعض الفنانين والأصدقاء وأيضًا يتعرفون هم من خلال هذا المعرض على تجاربنا. يعاود تجربتي الشخصية. يعني هو هذا الدافع: كيف تعرف بتجربتك الشخصية؟
-  كيف أثرت تجربتك في بينالي الإمارات للفن التشكيلي 2016 على مسيرتك الفنية؟  
- يعني مشاركة أي فنان في أي مهرجان أو بينالي طبعًا هي إضافة لمسيرته الفنية سواء على مستوى السيرة الذاتية وعلى مستوى التجربة التشكيلية. طبعًا هذه التجربة مهمة لأنها كانت بمشاركة أكثر من 30 فنان عربي وأجنبي بمختلف التجارب، وهي عبارة عن ورش يومية وتشاهد من خلالها الفنانين زملاءك من الدول الأخرى العربية 
-  شاركت في العديد من الورش الفنية مثل ورشة الرسم المباشر 2019. ما هو الدور الذي تلعبه هذه الورش في تطوير قدراتك الفنية؟  
- الورش الفنية ودورها. يعني حسب ما أذكر أنا هنا من عام 2019 وقبلها، أكيد لها دور في تطوير قدرات الفنان، خصوصًا إذا كانت هذه الورش عبارة عن حوارات فنية وعبارة عن محاضرات وعبارة عن أعمال رسم مباشر بالهواء الطلق أو داخل القاعات. أكيد تنتج مرحلة إيجابية للتطور، لعملية التفكير، لعملية القراءة. وهذا مهم جدًا لأي فنان أو كاتب أو مسرحي. عملية الخوض في الورش هي لها دور مهم جدًا في تطوير القدرات.
-  كيف تختار مواضيع معارضك الشخصية، مثل «أشياء تشبه الرسم» و»لا جاذبية»؟  
- بالنسبة للمواضيع الفنية للمعارض الشخصية مثل أشياء هي مواضيع محلية يعني من بيئتي، من بيئة الفنان. يعني أنطلق من أشياء اليومية التي أعيشها وأعتاشها من ذاكرتي، من طفولتي، من مشاهداتي اليومية. كانت كل مواضيعي الشخصية هي موجودة في معرض «أشياء تشبه الرسم».
-  ما هو دور الفن التشكيلي في إحياء ذكرى شخصيات أدبية، مثل معرض «مئوية رحيل كافكا»؟  
-  أي تجربة لأي معرض شخصي خارج البلد أو خارج العراق في أي دولة أجنبية هو تفاعل ثقافي طبيعي وتبادل للخبرات وفكرة إقامة المعرض في أمستردام فكرة تبادلية وتفاعلية مع مجموعة من الأصدقاء المثقفين المهتمين بالشأن الثقافي. فكان هذا دور المعرض التشكيلي في إحياء ذكرى شخصيات أدبية مثل معرض مئوية رحيل كافكا، والذي استمر المعرض حتى في معرض بغداد الدولي لإقامة مؤسسة مدى مؤخراً، هو دور إحياء جديد للنص الأدبي. يعني ما معروف عن كافكا هو كاتب أديب ومفكر، وأن يتحول النص الأدبي، عفواً، تتحول الفكرة من نص أدبي إلى نص تشكيلي، نص صورة ولون وشكل وخط. هو إحياء لكل هذه القدرات الأدبية، ويعني بدون أن نسميها إضافات، لكنها محاكاة مرئية مثل ما هي مقروءة كنص أدبي. كيف تتحول، كيف يحول الفنان النص الأدبي إلى نص تشكيلي ضمن فكرة موحدة وفلسفة موحدة تقريباً.
- توصياتك للفنانين الشباب ؟
- يعني اليوم عندنا حقيقة من الشباب الفنانين الذين يمتلكون مهارات عالية جدًا، كم كبير ومهم جدًا. النصيحة هي أن يستفيدوا من خبرات الذين سبقوهم بالتجارب الفنية، بتقديم أنفسهم، أن لا ينخرطوا في عالم التكنولوجيا 100%. الفن التشكيلي يحتاج قراءة كثيرة ويحتاج قراءة على كل المستويات، يحتاج مشاهدات للسينما للمسرح، يحتاج قراءة أدبية وقراءة فلسفية وقراءة فكرية. ويحتاج أن يعرف من أين يأخذ المعلومة الحقيقية، وأن لا ينبهر وأن لا ينغر في عدد اللايكات والإعجابات والتعليقات. لأن هذا الكم في التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي حالياً، مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الكم هو ليس معيارًا حقيقيًا لما يقدمه الشاب من عمل فني. ربما يوهم أنه هو فنان لأن عامة الناس غير متخصصين فيها في مواقع التواصل الاجتماعي. يحاور من هم أكثر خبرة بالفن.
-اخر اعمالك وما لديك اليوم ؟
-لدي قاعة فنية في البصرة باسم قاعة جاليري حامد سعيد، وأقيم عدة معارض جماعية مشتركة ومعارض شخصية. استضيف فنانين تشكيليين من داخل وخارج المحافظة، من بغداد، من كردستان العراق، من بابل، من باقي المحافظات. يقيمون عندي معارض شخصية، إضافة إلى أستضيف جلسات وأمسيات أدبية معنية، بالأخرى معنية بالثقافة، أخرى معنية بالعلوم المجاورة للثقافة أو المجاورة للأدب والفنون. وأشتغل على تجربة حديثة جديدة أحاول أن أقدم بها معرضًا شخصيًا لكن لم أحدد الموعد حاليًا.


تابعنا على
تصميم وتطوير