رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
المعلم بهنام ميخائيل.. راهب المسرح العراقي ومؤسس التربية والأخلاق الصارمة بالفن


المشاهدات 1758
تاريخ الإضافة 2024/12/29 - 12:54 AM
آخر تحديث 2025/01/22 - 6:59 AM

حينما يشار الى المدرسة الأخلاقية بالمسرح العراقي ولأجيال مختلفة لابد ان يذكر بهنام ميخائيل او راهب المسرح العراقي، كونه مربيا فاضلا، رسخ مبادئ احترام المسرح واعتباره شيئا مقدسا في الحياة، ولأن والده كان عسكريا، تربى بهنام ميخائيل على المثل العسكرية، ونقلها الى طلابه في الانضباط واحترام الواجب والانصياع لأوامر المعلم والمخرج على حد سواء، والالتزام بكامل قواعد العمل في المسرح، لذلك يعتبر الفنان الأستاذ بهنام ميخائيل من جيل شذب الشوائب وسعى الى مسرح أخلاقي لأنه من المتخصصين في الإخراج والتمثيل المسرحي.. له علاقة وثيقة بالحركة الفنية، ولاسيما الحركة المسرحية التي انتعشت بسبب اهتمامه بالمسرح الطلابي، الجيل الناهض بمسؤوليته اتجاه بلده فغرز روح الوطنية عبر الاعمال التجريبية التي كانت تقدم على مسرح قاعة معهد الفنون الجميلة.
لذلك فنحن جيل درسنا وعلمنا وهذبنا بهنام ميخائيل في أصول بناء الشخصية الإنسانية من خلال المسرح، جيل يفخر بانه تتلمذ على يديه فعلمه دروس الثقافة والمهنية والتعلم.. بهنام ميخائيل.. هذا الانسان والفنان الكبير في كل ما يطرح من قيم شريفة وكريمة في مسرحنا العراقي، غيبته الاوجاع والحاجة والفقر في سنواته الأخيرة على حين غفلة منا.. فما زلنا بحاجة الى جهاديته في عالم المسرح بعد ان سادته فوضى متعمدة وقسرية وتغيب واهمال وابعاد كلمن لا يمدح او يغني للدكتاتور.. كنا بحاجة الى مواقف صلبة منه لهذا الجيل الذي نحرص عليه كما نحرص على ماء في عيوننا.. وبهنام واحد من الجديرين بهذه المسؤولية الصعبة.. لكن القدر شاء ان يستلبه منا روحا نظيفة نقية كالثلج وانسانية عميقة عمق  البحر.. وندعو كل من اغترف من علمه ومعرفته ان يقتدي به فذاك ابسط الوفاء الى المربي، والاستاذ، والمعلم، والفنان. بهنام ميخائيل.
بالرغم من ان بهنام ميخائيل تأثر بوالده العسكري , والتي اثرت على نمط حياته وسلوكيته الخاصة وعلاقاته بالمحيطين به، الا انه يحمل في طيات ذاته , التواضع والطيبة وعفة النفس ، هذه الصفات الانسانية القيمة اهلته للدخول الى كلية اللاهوت في اميركا  «وحسب رغبة والده» لكنه عدل عن هذا الراي  وانخرط مع طلاب الدراما في شيكاغو ، وحينما عاد الى بغداد وهو يحمل شهادة عليا في دراسة المسرح في سنة 1959 عيين استاذا  لمادة التمثيل والاخراج المسرحي في معهد الفنون الجميلة ، حيث كان علامة متميزة بين اقرانه من  الاساتذة الاجلاء  في التدريس وفي ترسيخ مبادئ احترام المسرح وتقديس خشبته ورسم مفاهيم جديدة للمسرح العراقي ، لان المسرح  ليس غايته عرض الواقع وكشفه دلالاتها ببساطة ، انما التحريض على تغييره  وتعرية السلبيات وكشفها وترسيخ مفاهيم القيم الانسانية والفكرية والعقائدية التي تحترم حرية الانسان، حيث تهدف ايضا الى تطوير حياته الاجتماعية والثقافية والفكرية  الى الافضل ، وقد يعود هذا الى ما كان يحمله من العقائد الايمانية التي اهلته لدراسة اللاهوت ليصبح رجل دين كنائسي ، لكن الاقدار قد رسمت له غير ما كان مخططا لها   .
ولد المخرج والمعلم والانسان بهنام ميخائيل في بغداد، واكمل دراسته الاولية في كركوك، والاعدادية في الجامعة الامريكية في بيروت ، ثم درس طب الأسنان في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم تركها، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة اللاهوت كي يصبح رجل دين كنائسي حسب رغبة والده وعائلته، لكنه غيَّر ذلك ليدرس في معهد المسرح (Goodman Theatre) في شيكاغو...ثم واصل دراسته في معهد ( غودمان ) بالولايات المتحدة الامريكية، فدرس نظريات المسرح وتاريخه والاخراج المسرحي في الخمسينيات ومارس المسرح ممثلا ومخرجا وناقدا لتجربته في المسرح الامريكي
بعد ان نال الشهادة من معهد كودمان ثييتر، عاد إلى بغداد في عام 1959 فعين في معهد الفنون الجميلة، مدرسا لمادة التمثيل والإخراج المسرحي في المعهد. وعمل في الاذاعة والتلفزيون فاحصا للنصوص ومعداً لبرامج مسرحية وعمل حينا في مؤسسة السينما والمسرح، كما مارس التدريس في اكاديمية الفنون الجميلة في اواسط الستينيات. اعد تقارير عديدة هي مشاريع لتطوير المسرح العراقي محفوظة لدى ارشيف المؤسسات الفنية في العراق. ترجم عدداً من الاعمال ذات العلاقة بعالم المسرح منها (المسرح) لهيليام وايت و (الممثل) لميخائيل تشيوخوف و (ايمانك بالتمثيل) لستنسلافسكي. يعد في رأي نقاد المسرح والمتخصصين بالأدب من أبرز من عمل على تكريس التيار الواقعي في المسرح العراقي، ولجهوده وسعة ثقافته ومهنيته اختير مديرا للمسرح القومي في الأيام الأخيرة من حياته، اضافة الى استمراره في التدريس. 
انتقل من معهد الفنون الجميلة الى الاكاديمية مدرسا فيها، ولكن مما يؤسف له تثمينا لجهوده ولمثابرته واخلاصه لمهنته التدريسية، فصل من معهد الفنون الجميلة ، لتلفيق تهم باطلة بحقه ، مما اضطرته الظروف الاقتصادية القاسية ان يشتغل في احد المطاعم السياحية في متنزه الزوراء ، الا ان العناية الالهية راعته واعادته الى وظيفة مدير المسرح القومي ، بعد اكتشاف بطلان ما قيل بحقه ، ولحاجة معهد الفنون الجميلة لثقافته وخبرته ، اعيد مرة ثانية استاذا فيه ، اضافة الى التدريس في اكاديمية الفنون الجميلة .
قد يستغرب من لا يعرف عن ظاهرة بهنام ميخائيل , وسلوكيته في الحياة اليومية، وايمانه المطلق بمبادئه التي يؤمن بها ، ففي جميع محاضراته كان يوصي بنقاوة الفنان وسلوكيته الايمانية باتجاه علاقاته الانسانية ، وبأفكاره التي يطرحها من على خشبة المسرح ، فيؤكد  واكثر من مرة ( بانه يجب على الممثل ان ينظف اذانه  ولسانه  وقلبه واقدامه ونواياه ، قبل صعوده على خشبة المسرح  وان يؤمن كل الايمان بما يطرحه على مسامع الجمهور في العرض المسرحي ، فلو انه كان لا يؤمن يما يطرحه على مسامع المتلقين فكيف يطلب من جمهوره الايمان بما يطرحه، ومرة طلب من طلبيته الاعتذار من الحمار لكون  المجتمع يقسوا عليه بتعامله معه ، لا تتعجبوا من هذا ،لأنه بعد ذلك شرح لنا اسباب هذه العلاقة التي يتعامل بها الممثل مع الحيوانات ، لأنه يجب على الممثل التأقلم مع الحيوانات والتعرف على غرائزها وتقريبها الى الشخصيات والمراد منها تجسيدها ، مثال على ذلك شخصية شايلوك في مسرحية تاجر البندقية , فان غريزته الحيوانية هي الثعلبية التي يجب ان يجسدها الممثل  في تمثيل هذه الشخصية  ، وفي مسرحية عطيل  يجب على الممثل الذي يجسد شخصية عطيل ان تتجسد فيه معالم غريزة الثور الاحمق وغريزة الثعلبية الماكرة عند ياكو ، هذا هو الغرض من هدف بهنام ميخائيل  .
كان بهنام ميخائيل يطلب من الممثل ان يبحث ما خلف السطور، وان يكتشف معالم شخصيته، وان يجد المعاني المستترة، لتساعده على كيفية الالقاء والتلوين، لأنه كان يؤمن بان لكل كلمة من حوار الممثل لها وقع خاص وفعل خاص والقاء وتلوين خاص ، وبموجب ما تتطلبه عملية فن الالقاء ، وعلى ضوء ردود افعال ودوافع الشخصنة ، سيخرج الصوت مصبوغا بنبرات الحنجرة والمتفاعلة مع الاحاسيس الداخلية ، والتي سيجسده الصوت ، وسيتمثل لها الجسد وبموجب هاذا الالقاء والتلوين. 
كان بهنام ميخائيل يصب جهده من اجل صقل المواهب ويعطيها من تجربته وثقافته ، ويتابع الصغير والكبير ويخلص في ارشادهم وتوجيههم ، وبالرغم من مكافئتهم له بشتى وسائل النقد والعداء الا انهم بعد حصولهم على الشهادات العليا  يستذكرونه والندم على ما بدر منهم بحقه ويترحمون عليه ، معترفين بانه كان المربي الفاضل والاب الروحي ، ولولاه لما وصلوا الى هذا الحال من الرقي والثقافة التي كان اساسها المنهاج التربوي والاخلاقي في مسيرة الفن والفنانين التي ارساها المعلم بهنام واصبحت تذكر على السنة المثقفين من الاكاديميين المسرحيين . 
ان المتطلع الى مدرسة بهنام بالمسرح ليكتشف انها مدرسة ستانسلافسكية ، فهي مبنية على حرفية التمثيل ومهارة فن التمثيل (اعداد الممثل ,,,,, حياتي في الفن ) هاذين المؤلفين للمعلم ستانسلافسكي يستنبط منهم تعاليمه وافكاره التربوية في المسرح ،كانت تكمن في ذات بهنام ميخائيل قوة داخلية مخلصة ومتفانية ليهب كل ما عنده من خبرة وثقافة وتجربة حياتية وفنية  ليهبها ويعمل عليها مع اي ممثل يبحث عن الابداع والتألق، كان يهتم بالصوت والالقاء وبجسم الممثل وبمرونته على المسرح لانهما وكما كان يؤكد سلاح الممثل ، اضافة الى هذا كان يصقل اية موهبة يجدها لدى اية طالبة وطالب من طلبته ويحثهم على الاجتهاد والسعي والمثابرة .
كان بهنام ميخائيل لا تنفك من فمه العبارات التي كان يؤمن بها دائما ويتمثل بها ويوجهها لطلبته وممثليه حينما كان يطلب منهم ان يمثلوا اولا يمثلوا، كان يؤكد على عدم التفكير بحركة الجسد ( من الاطراف وتعابير الوجه ) ويطلب من الممثل ان يترك ذلك للردود وللأفعال الانعكاسية وللأحاسيس الحقيقية ان ترسم هذه المعالم التعبيرية لتخرج بتلقائية وعفوية وغير متكلفة .
جميع هذه التمارين التي مارسها مع طلبته هي عبارة عن تمارين لضبط النفس وتقوية الارادة  بالسيطرة على ردود افعال الشخصية , واعتبارها تجربة مختزنة يستفيد منها في حرفته كممثل ، يسترجعها وقت الحاجة ليجسدها على معالم الشخصية والمسخرة على المسرح ، ثم ان هذه التمارين هي التي تساعد على تربية روح الشخصية و اذا ما علمنا بان الممثل الحرفي وجب عليه ان يفكر بثلاث دوائر قبل الدخول الى الحدث في الدائرة الصغرى وان يكون في حالة الاسترخاء والتأمل في الدائرة المتوسطة , اي خلف الكواليس و ما بعد الدائرة الكبرى والتي تعني بارتداء الملابس وعمل المكياج , وتتوضح اكثر في مقولة الاستاذ بهنام ميخائيل حينما يطلب من الممثل وهو في الدائرة الوسطى ان يسال نفسه “متى  ولماذا ، واين ، وكيف سأدخل» وكذلك يطلب من الممثل ان لا ينسى( لو او اذا السحرية) لأنه من خلالها سيتمكن من الاجابة على عدة تساؤلات تساعد على اكتمال الشخصية بكامل مواصفاتها الطبيعية والداخلية ، اضافة الى كل هذا فحينما يكون الممثل في الدائرة المتوسطة اي ما خلف الكواليس وهو في حالة الاسترخاء والتأمل، عندها سيكون متهيئا لاستحضار الشخصية الخارجية ( المعالم الطبيعية و والداخلية ) وعندها سيكون متهيئا وهو على اتم الاستعدادات لان يدخل الدائرة الصغرى ليواجه جمهوره . مسرح بهنام ميخائيل , هو مسرح تتجسد من خلاله حرفية ومهارة الممثل ، من ابتكارات ذاتية وردود افعال حسية ، لذا كان حينما يرسم الحركة على المسرح وقلما يحاول تحريك الممثل وحسب اهوائه كمخرج انما كان يحاول توصيل معالم الشخصية وجوهرها ومضمونها للممثل ويأخذ منه مما عنده من الابداعات والاجتهادات الذاتية والمختزنة لديه , وعندما تستنفذ طاقة الممثل مما عنده من الخزين والمهارة الابداعية الذاتية عندها  يضيفمن عنده  بما يراه مناسبا ، محاولا صقل موهبته واضافة لمساته الاخراجية على الممثل وعلى المشهد بنفس الوقت ، كان دائما يوجه الممثلين ويذكرهم بعدم التفكير بالحركة  وانما يهتموا بالتفاعل مع الفعل والاحساس النابع من داخل الشخصية , وعن طريق تحليل الشخصية وايجاد ابعادها ، وعلى ضوء تجاربها الحياتية ( التجربة المكتسبة والتجربة الذاتية والتجربة المختزنة ) ومن خلال تحسسهم بها ، فالممثل حينما كان يمثل وعلى ضوء رسم معالم الشخصية من قبل المخرج والممرن بهنام ميخائيل ، تتمخض عن احاسيس واقعية لها ردود افعال حقيقية  والتي حينما كان يجسدها الممثل على الخشبة المسرحية، كان يطلب من الممثل ان يكون رقيبا ومراقبا لشخصيته اثناء التمثيل وان تتحرك الشخصية بإيعاز من ذات الرقيب اي الممثل بشخصيته الحقيقية وبموجب ما مرسوم لها من الحركة المسرحية . ان الأجيال التي درست وتعلمت من بهنام ميخائيل يؤكدون وفي عدة محافل فنية او لقاءات اذاعية او تلفزيونية او حوارات صحفية ، بان التاريخ الفني والمسرحي بالذات ، سوف لن ينجب استاذا مثله، ولا مثل نجوميته في تدريس الطلبة وتربيتهم التربية الاخلاقية الفنية في عالم المسرح العراقي، وان كان صارما بعض الشيئي في اسلوبه وعلاقته مع الطلبة ، انما كان هذا يصب في صقل المواهب وتعويدهم على الاسلوب الصحيح والقاعدة الاساسية لأعدادهم اعدادا حرفيا في الاعتماد على انفسهم في تحليل الشخصيات وايجاد ابعادها وتسخيرها على خشبة المسرح المقدسة ، وهذه هي ايقونة بهنام ميخائيل والتي كان يرسمها بأسلوب تعليمي وعلمي من اجل تطوير وصقل المواهب الفطرية تعويدهم على ضرورة احترام العلاقات ما بين الفنانين ومآبين ما يحيطهم من الانسان والحيوان والجماد ، لا تستغربوا من هذا انها الحقيقة التي كان يؤمن بها بهنام ميخائيل من خلال تقديس واحترام كل الكائنات الحية ، ان كان حيوان او انسان او نبات اضافة الى جميع مكونات الحياة والتي لها علاقة مع حياة الانسان  .
كان بهنام ميخائيل، يميل الى الواقعية، ويعتبرها مدرسة حقيقية، وفاعلة في عملية التغيير لاي واقع، فوجهة نظره هي ان هذه المدرسة منبثقة عن واقع المجتمع والمختلف الثقافة والقوميات والاطياف، كان ستانسلافسكيا يميل الى مدرسة ستانسلافسكي بطريقته التدريسية النظرية والعملية  من خلال المحاضرات المستمدة من كتاب اعداد الممثل وحياتي في الفن ( ستانسلافسكي ) .
كان مسرح بهنام ميخائيل، معتمدا على جمالية وعلاقة الممثل بالديكور وبالأثاث وبالإكسسوارات المسرحية حيث كانت تضفي شيئا من الجمال لحركة الممثل مع السينوغرافيا المسرحية، ولهذا كنت تراه يفرح وينشرح حينما يشاهد الممثل وهو يتحرك بانسيابية وبتلقائية غير مفتعله. كان بهنام ميخائيل يناجي الروح والجوهر للشخصية لترسم رد فعل معاكس من خلال احساس الشخصية مترجمة هذا الاحساس بلغة تعبيرية بواسطة وسائل التعبير الجسدية من الجسم والوجه، ولهذا كنت تشاهد الممثل في مسرح المخرج والاستاذ بهنام مليئا بهذه الاحاسيس والتي تلعب دورا في تنمية الصراع المتنامي باتجاه العقدة والذروة، ومن ثم الى الحل .
لقد غير بهنام ميخائيل الكثير من المفاهيم البالية ومن نظرة المجتمع العراقي السيئ الصيت للمسرح، بعد ان كان يعتبره ملهى ليليا لقضاء متعة رخيصة وسويعات مزاجية ومليئة بالنزوات التي كان يقدمها ويعرضها بعض اصحابي النفوس الرخيصة والوضيعة من على المسارح الليلية ، جاء ليساهم في تطهير المسرح من هذه النفوس الضعيفة والوضيعة ويغير نظرة المجتمع المتدنية  الى واقع  نظرة  تقديس واعجاب واحترام الخشبة المسرحية  مبتدئا من طلبته قبل جمهوره معمقا على بعض الاخلاق التربوية والاعراف المقدسة لاحترام الخشبة وسماها الخشبة المقدسة  مما حدا به الى فرض تقبيلها قبل الصعود عليها  .  وهكذا بدأت عملية التغيير لنظرة واقع المسرح مبتدئا من طلبة الصفوف الاولى من الطالبات والطلاب , وتوصيل نظرتهم المقدسة  وواقع ايمانهم واحترامهم لهذه الخشبة وما يعرض عليها  الى ذويهم وعوائلهم من خلال دعوتهم لحضور عروض المسرح التجريبية في معهد الفنون الجميلة وتطهير افكاهم وغربلة نظرتهم المتدنية الى المسرح ، مما خلقت جمهورا واعيا ومثقفا ومثمنا دور المسرح كونه فعلا محركا للتغيير والتجديد نحوى الافضل فتوطدت علاقة المجتمع بالعروض المسرحية ومتابعاته المستمرة لهذه العروض وذلك يعود الى بناء القاعدة الاساسية في محاضرات المعلم المخرج بهنام ميخائيل في حث الطلبة على التعرف بأخلاقية المسرح المقدسة والعمل على صقل مواهب المتقدمين من هؤلاء الطلبة والراغبين في دراسة فنون المسرح وبإشرافه المباشر مما سهل الكثير على انتاج العروض المسرحية للأساتذة الكبار  من أمثال ابراهيم جلال , و جعفر السعدي وجاسم العبودي وجعفر علي  وبدري حسون فريد واخرين في الاستعانة بطلبة بهنام ميخائيل في عروضهم المسرحية الناجحة والمتخرجين من مدرسة  هذا الاستاذ المربي  راهب المسرح  بهنام ميخائيل . توفي سنة 1988 في بغداد بعد ان ترك بصمات تربوية اخلاقية في المسرح، وهذا ماكده كبار الاساتذة من الفنانين والمخرجين الرواد.


تابعنا على
تصميم وتطوير