الوفاء اهم ما يحتاجه من قدم منجزا ما لمجموعة ما كانت قد استفادت من هذا المنجز، والوفاء سمة اخلاقية يتمتع بها من تحلى بالانسانية في ابسط تمثلاتها.
في يوم أُعدَّ للوفاء تكريما لاصحاب المنجزات الفكرية والمعرفية والثقافية، وفي اربيل كرمت دار سعاد الصباح للثقافة والابداع الكويتية المفكر العراقي الكبير الدكتور عبد الحسين شعبان، لما قدمه من منجز معرفي واكاديمي مهم اضاف كثيرا للمكتبة العربية والعالمية، اذ كتب شعبان في مواضيع شتى وتناول ملفات معقدة ومتشابكة بالبحث والنقد والتصحيح، فتراه يكتب في التأريخ تارة وعن القانون اخرى، ومرة يكتب في السياسة واخرى عن حقوق الانسان، هو الذي يُعد احد اهم منظري العدالة الانتقالية واشتراطاتها، للادب والشعر كانت له ذائقة جميلة جعلت من كتاباته ومؤلفاته في هذا المجال مطلبا لاقتناء القراء، شعبان لم يكتف فقط بالكتابة والتأليف، بل كان محاضرا ومتحدثا جميلا في كل مجلس يكون فيه، صوته الاذاعي الرخيم، واداؤه اللغوي الرصين جعله يتحدث بثقة كبيرة كمذيع لبق يجبرك على الاستماع لقصصه وافكاره ورؤاه.
ما يهمني هنا هو ان الدكتور شعبان جعلني فخورا بعراقيتي اولا وبمعرفتي هذا الرجل ثانيا، فخورا وانا ارى مفكرين وعلماء وادباء وقامات كبيرة من مختلف الدول العربية تحتفي بهذا العراقي “ المنجز “ الذي فرض نفسه معرفيا وفكريا على مساحة واسعة من خريطة الوطن العربي والعالم.
جعلني فخورا وانا ارى ما يقوله وما يكتبه هؤلاء وهم يتغنون بمنجز الدكتور شعبان المولود في النجف الاشرف، فكانت بحق لوحة كانت الكويت فيها مُكرِما، واربيل فيها مُستضيفا، والنجف فيها مُكَرَما.