رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
“السدارة “.. تراث وتأريخ ووجاهة


المشاهدات 1181
تاريخ الإضافة 2024/12/18 - 9:28 PM
آخر تحديث 2024/12/21 - 5:32 PM

الزوراء/ محمد داود 
لعبت “السدارة أو الفيصلية” دورا مهما في الحياة العامة للعراقيين ،إبان العهد الملكي، فيما كانت تزين رؤوس من يرتديها في إشارة للفخامة والتميز الذي توارثه الآباء عن الاجداد ليواكب تطور الزي البغدادي “ الانيق “ .
ولا يكتمل الزي الرسمي الا بعد ارتداء السدارة، ويطلق عليها اسم الفيصلية كناية عن الملك فيصل الأول والذي يعتبر اول من لبسها ثم توارثتها الاجيال.
ففي صبيحة كل يوم “جمعة المتنبي” يعود بنا التاريخ إلى عقود سابقة كان البغداديون يشتهرون بارتداء “ السدارة”، والتي تعني الكثير لمن يرتديها.
والسدارة، ذلك الإرث الشعبي الذي ظل رمزاً للاناقة في بغداد وعموم المحافظات قبل أن تتوارى شيئا فشيئاً،لاسيما بعد عام 1958، ولا يزال البعض يرتديها لكن في “ جمعة المتنبي حصرا” فيما تعود أصل كلمة “السدارة أو الفيصلية أوالمسموطة”الى آلارامية، فهي معربة من الألفاظ الفارسية  حيث كانت عند ملوك الفرس القدماء تعنى غطاء الرأس، ورددت بنفس المعنى في معجم المنجد للغة الآباء الكاثوليك.
وبرز ارتداء “السدارة” مع تولى فيصل الأول عرش العراق كأول ملك للمملكة العراقية الحديثة في 23 آب 1921، والذي أدخل عددا من التقاليد والنظم السياسية والاجتماعية الحديثة للبلاد لتميزها عن العهد العثماني الذي كان يسيطر على العراق لمئات السنين بحسب مختصين بالشأن الشعبي .
ومن جملة هذه التغيرات إيجاد لباس وطني للرأس بدلاً من الطربوش أو الفينة ليكون زيا رسميا لموظفي الدولة، أو الأفندية كما كانوا يعرفون، فأوجدت السدارة، ووزعت أول مرة للوزراء من قبل رستم حيدر أحد مستشاري الملك حينها. وليميز أهل العراق عن الجيران، مثل العثمانيين الذين يرتدون الطربوش، وعرب شبه الجزيرة العربية الذين يرتدون الثوب والعقال والكوفية.
فيما تميّز العراقيون وتحديدا البغداديون بارتداء ما تسمى قبعة “السيدارة - السدارة” أو السدارة الفيصلية منذ منتصف عشرينيات القرن الماضي، وهي القلنسوة بلا أصداغ، ولباس للرأس، في العهد الملكي بالعراق، وبدأت بالاحتضار مع صعود الجمهوريين إلى الحكم بانقلابهم على الملكية عام 1958، وكانت تلبس في المناسبات الوطنية والرسمية.
والسدارة العراقية هي قبعة يمكن طيها بشكل مسطح عند عدم ارتدائها، وعلى الرغم من ارتباطها بالزي العسكري منذ منتصف القرن التاسع عشر، لكنها في العراق ارتبطت بالعسكريين والمدنيين على حد سواء.
ويرى مختصون:” ان تاريخ “السدارة” بدأ في 23 اب 1921 ، عندما تولى فيصل الأول عرش العراق كأول ملك للعراق لتشجيع الناس على ارتدائها، ومنه سميت باسمه “الفيصلية” الذي هو الاسم الثاني للسدارة، فيما استخدمت السدارة بشكل رئيس في المدن الكبرى، مثل بغداد والموصل.
وبعد سقوط النظام الملكي في العراق، تراجعت شعبية السدارة تدريجياً، لكن بعض الشخصيات البغدادية لاتزال ترتديها حتى اللحظة لاسيما في المناسبات العامة ، وأصبح من المألوف رؤية شخص يرتدي السدارة في العراق، باستثناء بعض الأماكن المعينة في كل من بغداد والموصل، وفي المناسبات التي تحمل طابعًا تقليديًا.
 واختفت السدارة من الزي العسكري العراقي في القرن الحادي والعشرين.
وقد ارتداھا الشعراء كمعروف الرصافي وبعض رؤساء الدول ومنھم جواھرلال نھرو والرئیس الافغاني مجیب الرحمن والرئیس الباكستاني محمدعلي جناح وملك المغرب الحسن الثاني والرئیس الیمني عبد الله السلال وكثیر من الفنانین، كما لایزال الجیش البریطاني والامریكي یعتمدھا.. واصبح يوم 25 من الشهر الحالي من كل عام يوميا للاحتفال بالسداره الفيصلية البغدادية، فيما يأمل الكثير ان ترجع هذه الازياء العراقيه الى الواجهه من جديد لإحياء  التاريخ الشعبي .


تابعنا على
تصميم وتطوير