سبق وأن حذر أحد أبرز رواد للذكاء الاصطناعي من أن التقدم التكنولوجي المتزايد قد يضر بالعالم، وها هو الآن يحذر من رغبة الجهات المسيطرة على التكنولوجيا في استبدال البشر بالآلات.
أخبر يوشوا بينجيو، رئيس معهد خوارزميات التعلم بجامعة مونتريال، صحيفة CNBC، بوجود نخبة تقنية تريد استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي، حيث قال خلال قمة One Young World: «يمنح الذكاء القوة.
 فمن الذي سيتحكم بهذه القوة؟»، وأضاف: «هناك أشخاص قد يريدون إساءة استخدام هذه القوة، وهناك أشخاص قد يكونون سعداء باستبدال البشر بالآلات. إنهم نخبة من الأشخاص، ولكنهم قد يمتلكون الكثير من القوة، ويمكنهم فعل ذلك ما لم نضع ضوابط صحيحة.»
يُعد بينجيو من أبرز الموقعين العلنيين بالرسالة المفتوحة بعنوان «الحق في التحذير»، والموضوعة بواسطة كبار باحثي الذكاء الاصطناعي بشركة OpenAI، والذين يدعون بأنه يتم إسكاتهم عن التحدث بشأن مخاطر التكنولوجيا. يُشار لبينجيو والخبيرين الشهيرين يان ليكون وجيفري هينتون، بأنهم من «الآباء الروحيين للذكاء الاصطناعي».
وفق بينجيو، يكلف بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي مليارات الدولارات، ولكن لا يمكن تجاهل جانب القوة المالية. تابع بينجيو: «سيكون عدد قليل جداً من المنظمات والدول قادرين على القيام بذلك. هذا هو ما يحدث بالفعل»، واستطرد: «سيكون هناك تركيز على ثلاث قوى؛ القوة الاقتصادية، مما قد يضر بالأسواق، والقوة السياسية، مما قد يعرض الديمقراطية للخطر، والقوة العسكرية، مما قد يهدد الاستقرار الجيوسياسي في كوكبنا.»
يختلف الخبراء بشأن إمكانية وميعاد الوصول للذكاء الاصطناعي العام، وهو الذكاء الاصطناعي الذي يتمتع بنفس مستوى الذكاء البشري.
 وفق بينجيو، في حال عدم إصدار سياسة عالمية قبل تحقيق ذلك، سيواجه العالم مشكلةً كبيرةً. واختتم بينجيو: «إذا كان ذلك سيحدث بعد 5 سنوات، فلسنا مستعدين، لأنه ليس لدينا طرق لضمان عدم إضرار هذه الأنظمة بالناس أو إنقلابها عليهم.»  يُجدر بالذكر أن معظم المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي تدور بطريقة أو بأخرى حول سوء استخدامه.
 فقد حذر باحثون من كلية الهندسة بجامعة بنسلفانيا من خطر تعرض مجموعة من أنظمة الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي لعمليات التلاعب والاختراق، والتي وصفوها بأنها «سهلة بشكل مثير للقلق»، واستخدامها في غايات سيئة، مما ينذر بعواقب وخيمة.