رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
خروقات إسرائيلية بالجملة و”حزب الله” يُعذر لينذر


المشاهدات 1191
تاريخ الإضافة 2024/12/07 - 10:11 PM
آخر تحديث 2024/12/26 - 4:28 AM

لم يتوقف العدو الإسرائيلي عن خروقات واسعة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ فجر السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي، خروقات وصلت الى التمدد في التوسع الى مناطق جنوبية لم يكن العدو الاسرائيلي قادراً على دخولها اثناء الحرب، فاستغل وقف اطلاق النار للدخول اليها، الامر الذي جعل “حزب الله” يرد بضربة صاروخية على احدى مناطق شبعا المحتلة، معلناً أن هذه الضربة هي “تحذيرية”، وإنها تقع في اطار “وقد اعذر من أنذر”، مؤكداً في بيانه ان “مراجعاته للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح”.
الخروقات الاسرائيلية والتمادي في استهداف المدنيين ومنع سكان أكثر من 60 بلدة من العودة إلى منازلهم في الجنوب وفرض حظر تجوال ليلي جعل عملية وقف إطلاق النار هشةً تقابلها حرب نفسية يمارسها العدو الاسرائيلي في لبنان، واطلاق تهديدات بشن الحرب من جديد. 
هذه الاجواء ادت الى تفعيل خطوط التهدئة وعدم العودة الى المربع الاول، حيث أعلنت الولايات المتحدة الاميركية أن وقف اطلاق النار مستمر، وإن شابته بعض الخروقات، فيما تدخل الجانب الفرنسي ايضا على خط التهدئة، حيث سيصل الى لبنان قريبا وزير الدفاع الفرنسي “سيباستيان ليكورنو” للبحث في تنفيذ قرارات وقف اطلاق النار، والاشراف على لجنة المراقبة الدولية بعد الانتهاء من تعيين كامل أعضائها.
وفي ظل هذا التوتر القائم يبدو ان إسرائيل تسعى الى الحصول على ضمانات أميركية أكبر تحفظ لها غطاءً اميركيا لكل افعالها خصوصا أنها تريد التأكيد للداخل الاسرائيلي الذي وجه الكثير من الانتقادات لأداء حكومة “نتنياهو” خلال الحرب، وعدم تمكنه حتى الآن من إعادة المخطوفين لدى حماس او حتى اعادة مستوطني شمال فلسطين الى ديارهم، كل ذلك جعل من حكومة “نتنياهو” تصب جام غضبها على اللبنانيين بعد وقف اطلاق النار في إشارة منها لداخلها بأنها قادرة على الرد بيد من حديد، وان الكرة بملعبها وليس بملعب الحزب، وإن قرار الحرب هذه المرة سيكون بيدها وحدها. 
من هنا، يبدو المشهد ضبابيا تجاه الواقع الأمني في لبنان، فهل تختلط الامور من جديد ونعود للحرب أم أن سريان وقف إطلاق النار سيكون مرتبطا أيضا باكتمال تشكيل لجنة المراقبة وتوضيح آليات عملها لضمان تنفيذ القرارات، خصوصا أن العدو الصهيوني ينتهج الانكار في خروقاتها رغم استشهاد عدد من المدنيين في الجنوب.
عمليا، ما زال إصبع حزب الله على الزناد، وبإمكان المقاومة اللبنانية اللجوء الى عملية رد إذا استمر التصعيد الاسرائيلي بالوتيرة نفسها، وإذا لم تستطع لجان المراقبة من لجم اسرائيل، وبالتالي يمكن القول إن مرحلة وقف اطلاق النار هي مرحلة انتظار وترقب لما ستؤول إليه الامور ليس فقط على مستوى لبنان بل على مستوى المنطقة، وما يمكن ان تسفره تداعيات ما يحصل في سوريا على لبنان تحديداً. 
باختصار أن الرد المضبوط لحزب الله وصل الى مراكز القرار الدولي، وبالتالي وضع خطوطاً حمراء لحماية السيادة اللبنانية، فإذا لم تنجح الدول الراعية للاتفاق فإن حزب الله سيقول كلمته. وفي المحصلة لا يمكن توقع ما سيحصل لكن مَن يعلم بالاستراتيجيات الاسرائيلية يدرك أن لا مصلحة لإسرائيل بإعادة الحرب بل بالذهاب الى استعادة مستوطنيها الى الشمال والتفرغ لاستعادة المخطوفين لدى “حماس”، وقد تكون عينها على الضفة في فلسطين المحتلة. 
 


تابعنا على
تصميم وتطوير