بغداد/ الزوراء
دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نعيم العبودي، اللجنة المنظمة لجائزة التعليم العالي للقراءة، لشمول طلبة الدراسات العليا لتقديم الرؤى البحثية والقراءات التحليلية للمتون المختارة من الكتب العلمية والثقافية الرصينة، مشيرا الى أن الوزارة وفرت كل الظروف المساعدة لتحفيز الطلبة، منها تقديم الجوائز.
وقال العبودي، خلال احتفالية تكريم الفائزين بجائزة التعليم العالي للقراءة بنسختها الثانية، وتابعتها «الزوراء»: إنه «منذ ثلاثة عشر شهراً، التقينا في جامعة النهرين حينما كرمنا الفائزين بجائزة التعليم العالي للقراءة بنسختها الأولى واليوم نلتقي مجددا لنحتفي بالفائزين بهذه المسابقة في عامها الثاني ونكرم أعداداً جديدة من طلبة الجامعات الذين وضعوا بصمتهم وتميزهم في مشوار حافل بالتنافس وأصروا على أن يكونوا جزءاً من معادلة الثقافة والوعي والنجاح».
وأضاف: «لم يكن توقيت النسخة الثانية لجائزة التعليم العالي للقراءة بعيدا عن التزامن مع أحداث وتداعيات وظروف المرحلة الراهنة مما يجعل فلسفة المسابقة وأهدافها حاضرة بقوة في أذهان الطلبة وشاخصة في بيئة الجامعات العراقية التي اعتادت أن تكون وسط الميدان لتغذي سواتر المواجهة بالوعي المطلوب والتي لم تكن ولن تكون ضمن مساحة الاستهلاك الذي يهدد المجتمع ويحاول فتح الثغرات في جدار القيم والثوابت العليا».
وتابع أن «المشروع الذي تبنته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لأول مرة، فتح المجال واسعاً للمراجعة وتعضيد سياقات الثقافة العامة التي لا بد لأبنائنا وأعزائنا في الجامعات أن يشاركوا في استيعاب مدلولاتها العلمية والثقافية حتى يجتمع لديهم التحصيل العلمي وتتكامل معه مقتضيات المسؤولية الثقافية التي تجسد هوية المجتمع وامتداداتها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً».
وأكد على «أهمية هذه البرامج والفعاليات في الدراسات الجامعية الأولية وتمهيد الانتقال بها من حيز المسابقات إلى بيئة البحوث العلمية التي تحقق جدوى الشهادة الجامعية التي ينبغي أن تعالج ما تتعرض له مجتمعاتنا من تحديات وأخطار وتترك أثراً واضحاً يختصر الجهد والوقت على صعيد إنتاج الحلول وتفكيك المشكلات».
وأشار إلى أن «وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لم تدخر جهدا أو سعيا في هذا المجال حتى وفرت كل الظروف التي تساعد طلبتها على تحفيز طاقاتهم وأطلقت العنان إلى العديد من الجوائز المهمة التي منها جائزة الإبداع والتميز للخريجين الأوائل في كليات الطب وجوائز يوم العلم وجائزة التغير المناخي والمسابقة البحثية الخاصة بالذكاء الاصطناعي».
ودعا، «اللجنة المنظمة إلى دراسة مقترح بأن تكون النسخة الثالثة من جائزة التعليم العالي للقراءة، تتضمن سياقات جديدة لشمول طلبة الدراسات العليا بهدف تقديم الرؤى البحثية والقراءات التحليلية للمتون المختارة من الكتب العلمية والثقافية الرصينة حتى تتضافر كل الأهداف التي نطمح إليها في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي».
وواصل: «لقد بات واضحاً في سياق هذه الفعالية الرائدة التي أعلنا عنها في العام الماضي واستكملنا مسارها في هذا العام والتي سجل في منصتها آلاف الطلبة، أن الرسالة المتوخاة من هذه الجائزة لا تقتصر على المئة مليون دينار بل ترتكز على أساس استراتيجي متين يهدف الى حماية أبنائنا وأجيالنا من الأجندات التي تحاول الإضرار بهذه الأمة وشعوبها وتقاليدها ومصالحها ورأس مالها البشري الذي يمثله شريحة الشباب الذين تقع على عاتقهم مسؤوليات ليست باليسيرة في مستقبل الأيام».
واختتم بالقول: «يمكن لنا أن نرى بوضوح مساحة تأثير هذه المسابقة وجائزتها في تعزيز الوعي وحماية المجتمع وبهذه المناسبة أوصيكم يا أبنائي بأن تكونوا حائط الصد الأول في هذه المنازلة التي لا تقل خطراً عن الحروب المباشرة التي يسعى من خلالها المغرضون إلى تقويض النجاح الذي يحققه العراقيون في هذا البلد الكريم».