الزوراء/ محمد داود
وجسّد المتحف البغدادي حقبة مهمة من حياة العراقيين، وهو “بيت” تراثي كبير يظهر أنماط الحياة العراقية التقليدية، والتي شغلتهم وكانت موضع رزقهم، والمهن التي كانت تمارس سواء من قبل الذكور أو الاناث، فضلا عن سرده لتاريخ العراقيين .
وتعود الوثائق التاريخية إلى أن مؤسس المتحف البغدادي هو مدحت بن الحاج أحمد سري بن صالح، سياسي وضابط عسكري برتبة لواء في الجيش العراقي، شغل منصب أمين عاصمة بغداد عام 1967 ، والذي أعدمه النظام المباد عام 1970.
عرَّفته الموسوعة العربية بأنه “دار لحفظ الآثار القديمة، والتحف النادرة، وروائع المنحوتات واللوحات الفنية، وكل ما يتصل بالتراث الحضاري، وقد يضم المتحف أعمالاً علمية أو أعمالاً فنية، ومعلومات عن التاريخ والتقنية.”
ومن أشهر ما يمثل المتحف من المهن، “الحلاقة والطبابة والخياطة “وغيرها من عناوين لم تزل تمارس حتى اللحظة. المتحف يحكي لزواره أهم المحطات في تاريخ العاصمة بغداد، منذ عقود خلت، ويبرز للزوار المكانة التاريخية لهذه الحرف، ودورها في المجتمع العراقي، وذلك عبر عرض لمعالم الحياة العامة التي تمارس ببساطة وعفوية تتناول حقباً تاريخية عدة، بداية من الزي الشعبي، ومرورا بالمهن البسيطة، حتى في أدق التفاصيل البيئية.
وسعى القائمون على المتحف بشكل مستمر لتوثيق الأحداث والمناسبات الاجتماعية العامة والخاصة لأهالي بغداد والتي جسدت تاريخ وتراث المواطنين في عموم المناطق والحرف الشعبية التي كانت سائدة في فترات متفاوتة.
ويضم المتحف 385 تمثالا توزعت على 77 مشهدًا بغداديا بأدواتها ومستلزماتها كافة لتمثل الحرف والعادات الشعبية التي تعطي للزوار تصورا كاملا عن الأجواء البغدادية.
فيما تجسدت جميع أنماط الحياة في بغداد القديمة بدقة عالية في “المتحف البغدادي”، فما إن تدخل عبر بوابته العتيقة حتى يعود بك الزمن إلى عقود مضت.
فبين أروقة مبنى تراثي مطل على نهر دجلة، منذ القرن التاسع عشر يوجد المتحف البغدادي الذي يجسد حياة العراقيين في القرن المنصرم.
وتجري عمليات الترميم بين الحين والآخر عبر ورشة داخل المتحف لإدامته على أيدي ملاكات فنية متخصصة تواكب التطور باستخدام التقنيات الحديثة التي بثّت الحياة في تلك التماثيل بإضافة الحركة إلى جانب المؤثرات الضوئية والصوتية.
حيث أضيفت للمتحف مشاهد جديدة متحركة في سوق شعبي يضم الحرف البغدادية القديمة مثل الصفار والنجار والحداد والإسكافي والبقال.ويضم المتحف البغدادي مكتبة تحوي العديد من الكتب والمصادر التي توثق الحكايات التراثية، إضافة إلى مجموعة من الصور واللوحات لعدد من الفنانين العراقيين.