رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مزهر كاظم.. أنموذج أخلاقيات المهنة


المشاهدات 1188
تاريخ الإضافة 2024/12/04 - 9:24 PM
آخر تحديث 2024/12/26 - 9:24 AM

رحل قبل أيام زميلنا الصحفي الرياضي مزهر كاظم بعد ان أدى رسالته الوطنية المهنية على افضل وجه من الاتقان المهني والتفاني الوطني، نسأل الله تعالى ان تكون في ميزان حسناته، وذلك هو جزاء من عمل عملا فأتقنه .
ومسيرة الراحل مزهر كاظم مسيرة مهنية ثرية ليس بحكم امتدادها بعدد السنين التي بلغت الأربعين او تزيد، وإنما بنوعية مفردات وتفاصيل هذه المسيرة التي يمكن للباحث في نتاج مزهر كاظم أن يتناولها من اكثر من زاوية وكل الزوايا مشرقة .
أما أنا بهذا المقال فإنني سأدخل الى عالم مزهر كاظم المهني من أوسع الأبواب، انه باب اخلاقيات المهنة لاسيما ان الراحل قد عايش اكثر من جيل بحكم طول زمن المسيرة وكذلك بتنوع الصحف والمجلات الرياضية التي عمل فيها مما انعكس على طبيعة توجهه المهني مستفيدا من قوة الانطلاقة، وقبل ذلك من الطبع الذي طبعه الله تعالى عليه .
فهو هادئ في مهنة طابعها الأساس في اغلب الأحيان الصخب والبحث عن الاثارة الى حد الاستفزاز ربما بل الشغب أيضا والمناكفة .. وهو بحكم دراسته للأدب الإنكليزي فقد اكتسب عمقا في الثقافة الرياضية لأنه اطلع على ما لم يطلع عليه غيره ممن لا يجيدون لغة ثانية، وهذا العمق جعل من كتاباته في الكثير من الأحيان كتابات نخبوية تحتاج الى قراء ليسوا من عامة قراء الصحافة الرياضية، وهذه الميزة لم تأخذ حقها عند قرائه .
فقراء الصحافة الرياضية في المجمل يبحثون عن المادة السريعة التي تتناول حياة النجوم وتسابق الأندية إليهم او يفضلون متابعة فضائح هؤلاء النجوم وما يقع فيه الحكام في كل الألعاب من مآزق وورطات وما يرتكبونه من آثام فنية، وتلك مادة لم تكن من سمات مواد مزهر كاظم التي تمتاز بالعمق في البحث عن المشكلة الرياضية ثم دراستها وتسليط الضوء على كل جوانبها ثم تقديم الحلول لها ووضعها امام مَن يعنيه أمر المشكلة وهم كثر !!
ومن حسن حظ التاريخ الرياضي العراقي ان الراحل قبل بضعة شهور أصدر كتاب (أحداث غير مروية من تاريخ الحركة الرياضية من عدي صدام الى رعد حمودي)، وعلى الرغم من ضغط الكتابة التاريخية حين تكتب في زمن ليس بعيد، أي في زمن ما زالت مخاطر النطق بالرأي الموضوعي قائمة، إلا ان الراحل مزهر كاظم بما يملك من خبرة كبيرة استطاع أن يروي الكثير مما لم يروَ بأمانة تاريخية وحرفة صحفية تليق باسم كبير مثل اسم مزهر كاظم رحمه الله .


تابعنا على
تصميم وتطوير