لندن/ متابعة الزوراء
أضرب الصحفيون في «ذا غارديان» و«ذا أوبزرفر» لمدة 48 ساعة، يومي الأربعاء والخميس، احتجاجاً على بيع الأخيرة لشركة تورتواز ميديا الناشئة، في أول إضراب تشهده الصحيفة البريطانية منذ أكثر من 50 عاماً. وقال متحدث باسم صحيفة ذا غارديان: «نحن ندرك المشاعر تجاه البيع المقترح لصحيفة ذا أوبزرفر، ونقدّر رغبة أعضاء اتحاد الصحفيين الوطني في التعبير عن آرائهم، لكنّنا لا نعتقد أن الإضراب أفضل مسار للعمل في هذه الحالة». أضاف: «لقد وضعنا خطة لتقليل تأثير الإضراب في الموظفين والقراء والمشتركين، وسنستمر في النشر عبر الإنترنت وإنتاج النسخة المطبوعة كالعادة». وصوّت 93% من أعضاء الاتحاد الوطني للصحفيين في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لصالح الإضراب، واعتبروا أن بيع الصحيفة لشركة تورتواز ميديا سيكون «خيانة» لالتزام صندوق سكوت تراست، المالك النهائي لمجموعة غارديان ميديا تجاه «ذا أوبزرفر».
قال رئيس «سكوت تراست»، أولي جاكوب سوندي، في رسالة بالبريد إلكتروني إلى الموظفين: «طوال العملية كان هدفنا دائماً القيام بما هو صحيح لقراء وموظفي ذا غارديان وذا أوبزرفر، حتى تستمرا في الترويج للصحافة الليبرالية ولتزدهرا على المدى البعيد المستقبل البعيد. كان هذا في طليعة مناقشاتنا كمجلس إدارة».
ونبّه إلى أن الصفقة تنصّ على احتفاظ الصندوق بجزء من ملكية الصحيفة، مشيراً إلى أنّ أي مالك جديد «يجب أن يجسد قيم الاستقلال التحريري وحرية الصحافة والصحافة الليبرالية»، وأضاف: «أنا واثق من أنها كانت وما زالت عملية (بيع) مفصّلة ومدروسة».
وظهرت الأخبار عن خطط «تورتواز ميديا» لشراء أقدم صحيفة أسبوعية في العالم في سبتمبر/ أيلول الماضي، وقدمت الشركة التي يديرها رئيس تحرير صحيفة ذا تايمز ومدير هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) السابق جيمس هاردينغ، خطتها لمواصلة نشر «ذا أوبزرفر» كل يوم أحد، مع تعزيز حضورها الرقمي من خلال الجمع بين البث الصوتي والنشرات الإخبارية والأحداث الحية لـ»تورتواز».
وأشارت الشركة إلى أنّها ستعطي موظفي «ذا أوبزرفر» في حال إكمال الصفقة، خيار الرحيل مقابل تعويضات أو الاستمرار في العمل بالشروط والقواعد السابقة نفسها. من جهتها، قالت الأمينة العامة المنتخبة لاتحاد الصحفيين الوطني، لورا دافيسون: «يحظى أعضاء ذا غارديان وذا أوبزرفر بدعم كامل من اتحاد الصحفيين الوطني، في قيامهم بهذا الإضراب الكبير والأول منذ أكثر من 50 عاماً». أضافت: «يُظهر التصويت الجماعي لاتخاذ هذه الخطوة رغبة الصحفيين في تسليط الضوء علناً على مخاوفهم الجماعية بشأن مستقبل الصحيفة للقراء والمسؤولين»، مشيرةً إلى أنّ «ذا أوبزرفر تحتل مكانة فريدة ومهمة في الحياة العامة، وأعضاؤنا قلقون على مستقبلها». ولفتت «ذا غارديان» إلى أن القراء قد يلاحظون بعض الاختلافات في موقعها الإلكتروني الأربعاء والخميس، وكذلك في نسختها المطبوعة يومي الخميس والجمعة . وأشارت إلى أن الموظفين في نسختي أستراليا والولايات المتحدة من «ذا غارديان» ليسوا مشاركين في الإضراب.