كانت الفرصةُ، التي أتاحتها الهيئة العليا للحج والعمرة لعدد من الكتاب والصحفيين والفنانين لإداء مناسك العمرة، من الفرص النادرة التي يلتقون فيها وجهاً لوجه ويتعايشون سوية لعدة أيام في أجواء روحانية سيما أثناء الطواف والسعي، وقبلها زيارة الحرم النبوي والسلام على المصطفى والصلاة في الروضة الشريفة والاطلاع على المعالم التاريخية حيث يثرب القديمة قبل أن يدخلها النبي في السنة الأولى للهجرة لتصبح المدينة المنورة، وطيبة الطيبة. وابتداءً من مغادرتنا مطار بغداد حتى عودتنا بعد هذه الرحلة المُبهجة التي أُعد لها بمبادرة كريمة من الشيخ سامي المسعودي أثناء لقائه عددا من الصحفيين والممثلين الذين جمعتهم خطى في خطوة من خطواتها الكثيرة، فإن المؤسسة ممثلة بشخص أيقونتها علاء الحطاب وزملائه حرصت على تذليل الصعوبات التي عادةً ما ترافق السفر، وكان وجود حسن الكناني الناطق الرسمي للهيئة عامل اطمئنان للجميع لما يتصف به الرجل من هدوء وكياسة وتهذيب ورحابة صدر.
هل كانت الرحلة متعبة؟ بالتأكيد. فهي فضلاً عما تتطلبه من مجهود بدني قد يرهق بعض كبار السن، إلّا أن منهم من كان يتسابق مع عمره وزملائه ليكون في مقدمة الركب في الطواف والسعي، فكنت ترى الممثل المحبوب عزيز كريم يحمل أعوامه الثمانين على كتفيه ويهرول متقدماً الجميع مراهناً على قوته وشبابه، وهكذا كان يحاول ماجد ياسين وكريم محسن وفارس طعمة التميمي ومحمد طعمة، ولا أحد ينافس الإعلامي الشاب المتألق أحمد العذاري، فيما أدى محمد حسين عبد الرحيم العمرة منفرداً على كرسي متحرك بمساعدة ولده حازم، لكنه كان حاضراً مثل بقية الممثلين الذين احتفى بهم المعتمرون العراقيون أينما صادفوهم وحرصوا على التقاط الصور التذكارية معهم. أما رهط الصحفيين بقيادة زيد الحلي ومعه هاشم حسن وحمزة مصطفى ومحمد خليل وستار الشمري وكاتب هذه السطور، فإن حسهم الصحفي قادهم إلى خارج مكة حيث مصايف الهدا والشفا والطائف، وعند أطلال مسجد “الكوع” الذي أقيم في المكان الذي اتكأ عليه نبي الرحمة بعد دخوله الطائف وتعرضه للأذى.