مقطع فيديو مؤثر شاهدته .. ليس كل من يقف أمام السبورة يُسمى معلمًا، فالتعليم رسالة تتجاوز حدود الدروس والكتب، إنها بذور تُزرع في قلوب الطلاب، ليحصد المجتمع ثمارها في المستقبل. هذه الرسالة جسدها المرحوم الأستاذ المربي” سليم يونس نعيس ال شجان “ الرجل الذي علم بإنسانية، وزرع في قلوب طلابه بذور المحبة والتواضع.
إن الوفاء الكبير الذي أظهره طلابه في مراسم العزاء دليل واضح على بصمة لا تُمحى، حبٌ وذكرى ستبقى محفورة في ذاكرتهم. فها هم، في يومهم الرابع من الحزن، يمرون على العزاء مرددين أهزوجة مؤثرة تفيض بالحب والوفاء …
“درسك بالصف ما ننساه.. فراگك مو بالهيّن.”
هذا المعلم لم يكن مجرد ملقن للدروس، بل كان مرشدًا ومربيًا لأجيال، أدركوا قيمة ما قدم لهم من علم وأخلاق. لقد كان يعاملهم بروح الإنسانية والاحترام، فاستحق أن يحصد قلوبهم وولاءهم.
هنيئًا لهذا المعلم على هذا الإرث النبيل، وهنيئًا لروحه العطرة هذا الوفاء. رحمة الله عليه وغفر له، وسيبقى في ذاكرة تلاميذه رمزًا للمعلم المتواضع المحب، الذي لم تغلبه الأضواء ولا زادته المعرفة إلا تواضعًا..
لعل هذه الذكرى تكون درسًا لكل من ظن أن التكبر قد يصنع احترامًا، فالمحبة الصادقة والإنسانية هي التي تخلّد الذكرى، وترفع مكانة الإنسان في قلوب من حوله. لقد أثبت الأستاذ المرحوم “سليم يونس نعيس ال شجان “ أن العطاء الحقيقي ليس في الكلمات، بل في الأفعال التي تمسّ قلوب الآخرين وتبني جسورًا من الود والمحبة.
إن رسالة التعليم ليست مجرد مهنة، بل هي نداءٌ للقلوب قبل العقول، رسالةٌ تتطلب تواضعًا وإخلاصًا، وهذا ما زرعه هذا المعلم الفاضل في كل من عرفه. طلابه اليوم يحملون إرثه التعليمي والإنساني، مؤكدين على أن الذكرى الصافية والوفاء الصادق لا يتركان للنسيان سبيلًا.
سيظل الأستاذ المرحوم سليم نموذجًا يُحتذى به في التربية والتعليم، وستبقى روحه الطيبة عالقة في ذاكرة تلاميذه الذين عرفوا فيه المعلم الصديق، والأب الحنون، والمربي الفاضل. فليرحمه الله ويغفر له، وليحفظ لكل معلمٍ كريم محبة طلابه وإخلاصهم، فليس هناك ما هو أعظم من أن يخلد الإنسان ذكراه في قلوب الآخرين بمحبة صادقة وذكرى عطرة.