مع أن مصطلح “اليوم التالي” الذي جرى تداوله في اليوم التالي بعد “طوفان الأقصى” بعد السابع من أكتوبر عام 2023 ينحو أو أريد له أن ينحو منحى سياسيا فقط، لكنه يحتمل أن يكون سؤالا مفتوحا على ماهو أبعد مما هو سياسي. ولكوننا أجرينا بعد أكثر من ثلاثة عقود تعدادا شاملا للسكان (1987) وأكثر من عقدين تعدادا ناقصا للسكان (1997) فإن المحصلة التي ننتهي منها دائما هي نسب الزيادة السكانية المرتفعة التي لامبرر لها سوى ربما رغبتنا في أن “نباهي بها الأمم”.
لكن الأمم ماعدا تلك التي هي في الأصل من ذوي النفوس الكثيرة مثل الهند والصين باتت تباهي الأمم بما لديها من عقول لا من نفوس. تايوان الصغيرة مساحة وسكانا تعادل شعوب مليونية كثيرة من حيث التقنيات وكل أنواع الذكاء الإصطناعي والطبيعي. وهناك أمثلة كثيرة لمن يود المتابعة والإطلاع بعد ان يذهب الى عمنا غوغل ويطلب منه المساعدة كصديق وقت الضيق.
إذن دعونا نبقى في “دردنا” السكاني لاسيما بعد أن ظهرت نتائج التعداد السكاني غير النهائية والتي سوف تكون بعد فترة وجيزة نهائية “ونص” إننا أصبحنا 45 مليون نسمة بعد ان كنا الأسبوع الماضي قبل التعداد 42 مليون نسمة و”كسر” حسب البطاقة التموينية الخالدة.
لذلك عندما أعلنت الحكومة نتائج التعداد السكاني بما يتضمنه من مفارقات منها الزيادة السكانية وأعداد النساء طبقا لأعداد الرجال والفئات العمرية الأصغر من بين العراقيين فإن شغل السياسيين الشاغل ليس مايمكن أن نعمل عليه في اليوم التالي على أصعدة العلم والتطور والتقنيات والتحديات وكل أنواع “الصخاميات”، بل بدا شغلهم الشاغل أمرا واحدا هو كم سيصبح عدد أعضاء البرلمان. إذن هذا هو يوم القوى السياسية التالي “الأكشر”. فلم يشغلهم لماذا يزداد عدد سكاننا باستمرار وطبقا لأعلى الزيادات في العالم بينما الموارد ثابتة وتتجه الى التناقص مستقبلا؟ ولماذا لانضع الخطط الملائمة لمواجهة تحدي السكان على مستويات العلم والتنمية بينما كل مانعمل عليه هو نضع الرقم الجديد على قائمة الرواتب والرعاية وتظاهرات الإحتجاج بسبب قلة فرص العمل أو نقص الكهرباء.