رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
“العباءة العراقية “ .. حكاية موروث يتجدد ويأبى الاندثار


المشاهدات 1189
تاريخ الإضافة 2024/11/26 - 11:29 PM
آخر تحديث 2024/12/07 - 12:02 PM

حافظت العباءة العراقية على “ رونقها وبريقها ولونها”بالرغم من سطوة المستورد، فيما تعرضت العباءة المستوردة إلى انخفاض في قيمتها شكلاً ومضموناً،و زاد تمسك العراقيات بالموروث الشعبي ،والذي انعكس ايجاباً من الأمهات الى بناتهن.
وطال تمسك العراقيات بالموروثاغلب المحافظات حيث يشاهد قلة من النساء يرتدين العباءة المستوردة في النوع واللون .

ويعود تاريخ العباءة إلى عصر ما قبل الإسلام، وفي العراق لها تاريخ عريق جدا لما لها من خصوصية عند المرأة العراقية، وخصوصا في مدن الجنوب والفرات الأوسط حيث مازالت أكثر المدن ترتدي نساؤها  “العباءة العراقية السوداء، لما لها من ارتباط بالجذور والموروث العراقي العريق للمرأة .
كما أن للعباءة “موديلات” كثيرة في العراق، فمنها ما تغطي الرأس حتى القدمين، وأخرى تلبس على الكتف، والأخرى ذات أردان، ومن الأنواع ما تسمى بالحجاب وأخرى إسلامية وخليجية وأخرى امارتية. كما أن للعباءة أسماء مثل زهرة الخليج وعباءة “الجرجيت” .
وتكون العباءة إما سادة أو تحتوي نقوشا و زخرفة . 
وتسود في العراق اليوم “ العباءة” التي يطلق عليها “بالجبة الإسلامية” حيث تلبس على الكتف وتخيط حالها حال الثوب، وترتديها المرأة. أما العباءة القديمة فتلبسها فقط الكبيرات في السن.
وفي مطلع عقد العشرينيات من القرن الماضي، خالف الشاعر الراحل  جميل صدقي الزهاوي،  ماورد  في الاغنية الشعبية “ياأم العباية حلوة عباتج “ حيث دعا  النساء الى التخلي عن العباءة، فيما قال في قصيدته الشهيرة مخاطبا المرأة البغدادية “اسفري فالسفور للناس صبح زاهر... والحجاب ليل بهيم” وبمرور فاصل زمني طويل على اطلاق دعوة الشاعر الراحل، انحسر استخدام العباءة لدى اغلب البغداديات مع بروز توجه لإرتداء الحجاب لدى الكثير من النساء”.
ويعد شكل العباءة قديما يشبه إلى حد كبير عباءة الرجال، كما تمتاز بملمس خشن و لون أسود، وكانت النساء من الطبقة الفقيرة يلبسن العباءة الوبرية أما النساء الميسورات فقد كانت عباءتهن من الحرير الفاخر.
وفي ثمانينيات القرن الماضي انحسر استخدام البغداديات للعباءة، ولكن ظلت النساء في مناطق وسط وجنوب العراق يلبسنها حتى اليوم مع تطور نقشاتها والمواد المستخدمة في خياطتها وحتى أسعارها. وبالرغم من الانفتاح الذي شهده العراق بعد 2003 تسبب بشكل كبير في انحسار العباءة في مناطق الوسط والجنوب، فضلا عن إغراق الأسواق بالعباءة المستوردة .
وبقي اللون الاسود ملازما للعباءة حتى يومنا هذا، ولعل سر بقائها بهذا اللون هو انحباس الفرح عن الناس هناك مذ ذلك الحين، وعنها كتب الشعراء، وتغنى بها المطربون بأغان شعبية، منها “يم العباية حلوة عباتج”. فالعباءة بلونها الأسود، وشكلها المميز اللذين يمنحانها هيبة وجماليّة خاصة، يجعلانها تختلف عن باقي العباءات، وهي ما زالت تقاوم الحداثة، وتحافظ على شكلها وتاريخها وتثبت وجودها في بعض مدن الجنوب والمناطق الشعبية والريفية.


تابعنا على
تصميم وتطوير