شغب الملاعب الرياضية ظاهرة طبيعية رافقت الممارسة الرياضية منذ نشأتها، وارتبطت أساساً ببعض الدول الأوروبية، لذلك حينما تحدث مواجهات بين الأنصار من الطرفين، وتقترف أعمال تخريب، تبقى تلك الممارسات في إطارها التقليدي. وهكذا ما كان يجب أن يحدث وينطبق في حالة الأحداث التي سبقت وأعقبت مباراة في كرة القدم بين فريق من الكيان الصهيونى وفريق أجاكس أمستردام الهولندي. لكن ما حدث أن المباراة خرجت عن إطارها الرياضي الأخلاقي وأقحمت في حسابات وخلافات سياسية، وتحولت إلى ساحة من ساحات المواجهات السياسية الساخنة.
مؤشرات كثيرة تدل على أن جهات استخباراتية خططت لتوظيف هذه المباراة لخدمة أجندة سياسية وضيعة، ولم تكن هذه الجهة غير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بدلائل كثيرة.
أولاً، لم يحدث في تاريخ المباريات التي أجرتها الفرق الرياضية الإسرائيلية أن تنقلت معها، ولمسافة طويلة جداً آلاف الجماهير، وأن تنقل أكثر من ثلاثة آلاف مشجع صهيوني من إسرائيل إلى غاية أمستردام، وتنقل آلاف أخرين من دول أوروبية كثيرة إلى هناك، كان عملاً منظماً من طرف جهاز المخابرات الصهيونية.
ثانياً، حرص أنصار الفريق الصهيوني على اقتراف ممارسات لا علاقة لها بالرياضة وبأخلاقها، بأن رفعوا شعارات تبارك جرائم قتل الأطفال، واحتقار العرب والمسلمين، وقبل بداية المباراة لم يمتثلوا لأخلاقيات إجراء المباراة، بعد أن أشعلوا الشهب الاصطناعية وأطلقوا العنان للصفير أثناء الوقوف دقيقة صمت ترحماً على أرواح ضحايا فيضانات إسبانيا، والسبب سياسي يتمثل في ردة فعلهم على اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين. وهذه ردة فعل مخطط ومحضر لها من قبل.ثالثاً، انتشروا في شوارع أمستردام قبل وبعد المباراة، واعتدوا على سيارات الأجرة و أنزلوا أعلاماً فلسطينية من على جدران مساكن خاصة، وجابوا شوارع العاصمة الهولندية مرددين شعارات، ليس ضد أنصار الفريق الهولندي الذي أكرم ضيافتهم بنتيجة مذلة، بل ضد العرب والمسلمين الذين لا علاقة لها بالمباراة، بما يؤكد أنه لم يكن همهم مباراة كرة القدم، بقدر ما كانوا بصدد تنفيذ أجندة استخباراتية خبيثة جداً.رابعاً، حينما يقع التمعن في الفيديوهات التي انتشرت بشكل مثير، نلاحظ ما بدا جمهوراً لفريق رياضي، هم في حقيقتهم مجموعة من الشباب المندفع الذين لا تبدو عليهم ملامح جمهور رياضي، بل مجموعة من الصعاليك والبلطجية مدججين بالعصي والهراوات، سخروا لتنفيذ مهمة إجرامية .