يعتبر سوق الغزل في بغداد من اشهر اسواق العاصمة ، والذي بدأ قبل أكثر من قرنين كسوق لبيع الصوف والغزل, ويتخصص حاليا في بيع وشراء الحيوانات والطيور المتوحشة والأليفة، يكاد يكون أكبر ملتقى لأهل بغداد من عشاق الحيوانات, يعيدون فيه سرد حكاياتهم صباح كل جمعة.
وسوق الغزل، إضافة إلى سوق الهرج المتخصص في بيع الأجهزة الكهربائية في منطقة الباب الشرقي، وسوق الكتب في شارع المتنبي، والسوق المتخصص في بيع الدراجات الهوائية، من أهم الأسواق التي تفتح أبوابها أمام الباعة والمشترين. ويشير احمد شهاب والذي يملك أقدم محال السوق الذي يتوسط بغداد “هذا السوق يباع فيه جميع أنواع الحيوانات كالأفاعي والحمام والكلاب والدببة والقردة والدجاج وحتى الذئاب المتوحشة التي يصطادها متخصصون في الصحراء.وذكر شهاب المتخصص في بيع الأنواع النادرة من الحمام كيف يقتنص الباعة غير الملمين, فالطيور المتوسطة الجودة من كل الأنواع تشترى وتباع دون تأخير في الصباح الباكر, أما الفاخرة فيحدد مكانها وتعرف أسعارها فتشترى بسعر منخفض بعد أن يتعب أصحابها, وهو ما يحصل عادة قبيل انفضاض السوق, ويعاد بيعها إلى كبار هواة الأنواع النادرة وبأسعار مرتفعة إذا حالفنا الحظ.
المواطن زياد طارق يعرض القرود في كل يوم جمعة للبيع وباسعار متفاوتة حتى ترتفع كلما كان من الانواع النادرة والتي تمتلك ورقة خاصة من العيادة البيطرية “شهادة صحية” فضلا عن امكانية تدريبه بسهولة.
في السوق التاريخي وهو يشير إلى كنيسة مريم العذراء التي شيدت قبل مئات السنين تماما في مواجهة جامع الخلفاء الذي يقع وسط السوق وبني قبل الكنيسة بعقود.
وتشير التقارير الرسمية الى انه قبل خمسين عاما كان المسيحيون والمسلمون وحتى اليهود يتاجرون بأنواع فاخرة من الطيور والحيوانات بعد أن يقوموا بتفريخ أصناف متطورة منها يسمونها بأسماء عائلاتهم, فهناك الهنداوي والأورفلي والخارشت باسم أحد الهواة اليهود.
اللافت انه كان أعيان البلد يترددون على السوق وحتى اللحظة لما يعتبر متنفس اخر مهم في بغداد .