رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مواقف رياضية إنسانية وليست سياسية


المشاهدات 1288
تاريخ الإضافة 2024/11/09 - 8:23 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 11:26 AM

سلوك رياضي ارتقى بمعناه الى أعلى درجات الإيجابية ذلك الذي احتضنه ملعب الامراء في باريس وكذلك ملعب نادي اياكس أمستردام في هولندا .. ففي دوري ابطال أوروبا رفعت جماهير باريس سان جرمان لافتة كبيرة غطت وجه المدرجات من طرف الى طرف كتب عليها “ فلسطين حرة “ .. كلمتان أرعبتا الحكومة الفرنسية ثم خلعت قلب نتنياهو جزار الأطفال في غزة وفي لبنان، واعادت الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين الى المربع الأول وهو ان كابوس الزوال اقرب مما يظن اركانه ومن تبعهم من حثالات هذا العالم المنافق الذين اعتادوا الدوران في فلكه من غير ان يحسبوا للشعوب الحرة حسابا .
لقد خابت ظنونهم وانقلب السحر على الساحر، فتلك اللافتة في قلب باريس كانت صرخة الإنسانية بوجه التوحش الصهيوني المسنود غربيا من قبل المستفيدين من هذا التوحش سواء حكومات او شركات. أما الشعوب فإنها وإن غرر بها او جرى تضليلها لزمن ما، إلا ان الحقائق لن تظل مخفية وراء ركام القصص الإعلامية الصفراء مهما تطورت وسائل الاعلام حتى ظن أهلها ان غسيل أدمغة البشر بات غاية في السهولة غير ان الفطرة السليمة لابد ان تنتصر في لحظة توقظ الوحوش من سورة غيها وتستفزها من سرحانها في وديان طغيانها، لتعيد هذا العالم الى رشده حيث ينتصر الحق ويزهق الباطل ولن تقوى قوة على وجه الأرض أن تعدل معادلة “ ان الباطل كان زهوقا “ .
الصرخة هذه المرة إنسانية رياضية اوربية مدوية بعد ان تخيل الصهاينة ومَن تبعهم أن العالم قد ابتلع الطعم وصدق رواية دولة إسرائيل بأنها جنة الديمقراطية التي تدافع عن نفسها وعن العالم بالنيابة كي يبقى السلام راية مرفرفة على هذا الكوكب، ولكن غزة ومنذ السابع من أكتوبر كشفت الوجه الحقيقي لهذا الكيان المجرم، وهو وجه يتخفى وراء قناع منسوج بأكاذيب الأموال والاعلام وهو قناع من مادة “زبدية” سرعان ما ساحت فكشفت ما تخفي رغم اننا في هذه الأرض نعرف حقيقة هذا الوجه البشع منذ آلاف السنين، ولكن هناك من خدعه مكر الليل والنهار وقد استرد وعيه اليوم، فالحمد لله رب العالمين، وشكرا لجماهير باريس سان جرمان على موقفهم الإنساني، وشكرا لمن شد أزرهم فأعاد نشر تفاصيل فعلهم الإنساني الرائع .
وفي امستردام في هولندا تصدى جماهير الكرة الحقيقيون من عرب هذه البلاد الى عنجهية الجمهور الإسرائيلي المستهتر بكل القيم، وقد بلغ بهذا الجمهور المتوحش ان يتطاول على كل ما هو جميل، وان يترنم ويرقص على قرع طبول مذابح الأطفال التي يقرعونها صباح مساء في غزة العزة ولبنان الثبات، وما علم أولئك المتوحشون ان الباطل كان ماضيا وهو كذلك مستقبلا زهوقا، فنالوا من العقاب مما ارعب تل أبيب كلها وليس ناديها مكابي تل ابيب فحسب.. وقد ساند الجمهور الهولندي ما حل بالجمهور الصهيوني الذي وصلته الرسالة، وكذلك وصلت حكومته وكل صهاينة العالم ومفادها أن ما قبل السابع من أكتوبر ليس كما قبله، بفضل الله تعالى الذي نصر جنده.. إنها رسالة رياضية إنسانية وليست سياسية .


تابعنا على
تصميم وتطوير