رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
ماذا سيتغيّر مع عودة ترامب ؟


المشاهدات 1058
تاريخ الإضافة 2024/11/06 - 9:10 PM
آخر تحديث 2024/11/07 - 3:50 AM

باحت الإنتخابات الأميركية بأسرارها وأسفرت بحسب نتائج أولّية مؤكّدة عن فوز كبير لمرشّح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ، ولم تستطع المرشّحة الديمقراطية من الصمود أمام خصمها لفشلها في فكّ الإرتباط مع إرث حُكْمِ جو بايدن ولم تستطع كذلك في تسويق نقاط الضوء في هذا الإرث.
ويبدو أنّ دونالد ترامب الذي مكّن الحزب الجمهوري لأوّل مرّة منذ 35 سنة من الفوز بالتصويت الشعبي على مستوى وطني وذلك بأزيد من 5 ملايين صوت عن كامالا هاريس ، ويتّجه الحزب الجمهوري إلى حيازة الأغلبية في مجلس الشيوخ وربّما تعزيز مواقعه في مجلس النواب ، ما يدعم مستقبلا بقوّة دونالد ترامب ويوسّع قاعدة حُكْمِهِ في الداخل الأميركي ويسّهل عليه التعيينات واتخاذ القرارات وتنفيذ برامجه السياسية .وأظهرت الإنتخابات الأميركية أنّ إهتمامات الناخبين اتّجهت أساسا إلى المقدرة الشرائية والمسائل الإقتصادية وقضايا الهجرة، وبان القضايا الخصوصية التي يتبنّاها الحزب الديمقراطي وهاريس قد تُحقّق بعض المكاسب ولكنّها لا تحسم مصير إنتخابات ، تماما كما أنّ الناخب الأميركي لا ينظر بعين الرضا لسياسات خارجية مكلفة للخزينة الأميركية ، حتّى وإن تعلّقت هذه السياسات بالترويج للقيم والمثل الديمقراطية الأميركية ، خصوصا إذا كان ذلك على حساب حاجيات ورفاهية المواطن الأميركي .ويتطلّع العالم لمعرفة نوايا دونالد ترامب وأجندته الدبلوماسية وسياسته الخارجية، والواضح ان الرئيس الأميركي الجديد لن يخرج عن مسائل أساسية هي أوّلا، مزيد الحمائية للإقتصاد الأميركي وتقليص كلفة التدخلات الخارجية ، وثانيا ، حسم بعض النزاعات مثل الحرب الروسية الأوكرانية ونزاع الشرق الأوسط الذي محوره القضية الفلسطينية بشكل يعزّز مكانة الولايات المتّحدة في العالم والتي تراجعت بشكل كبير ولم تستطع مواكبة التحولات الجيوسياسية الكبرى ، وثالثا ، تحقيق توازن ما في العلاقة مع الصين ، والأكيد أنّ أهداف ترامب للمرحلة المقبلة تحدّدها فقط مصلحة الولايات المتّحدة الأميركية وهي لذلك قد تصطدم بمصالح دول ومجموعات أخرى في العالم مثل أوروبا والصين وحتى بعض دول الجنوب ، ولا نعتقد أنّ مشاريع ترامب يمكن أن تقبل على سبيل المثال ، بوجود مجموعة «بريكس» في إطار ما يسمّى « الجنوب الشامل» لأنّ ذلك يهدّد من جهة ، محورية ومكانة الولايات المتّحدة في العالم .


تابعنا على
تصميم وتطوير