رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
إيران تتحدى النفوذ الأميركي


المشاهدات 1685
تاريخ الإضافة 2024/11/05 - 9:25 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 9:17 AM

بعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الجمهورية الاسلامية الايرانية فجر يوم 26 اكتوبر الماضي، أعلن  المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي أن الرد على الاعتداءات الاسرائيلية حتمي، وقد بدأ العد التنازلي لذلك، لتسارع الولايات المتحدة الاميركية الى تهديد ايران بعد التعرض لإسرائيل، وإنها ستدفع الثمن في حال حصل الرد فعلاً، فيما لا يزال المسؤولون الايرانيون يتوعدون بضربة قاسية للعدو الصهيوني لم يتم تحديد موعدها او شكلها بعد، فهل ستقدم إيران على الرد على الاعتداء الإسرائيلي، وهل يمكن ان تشكل الضربة الايرانية نقطة البداية في اعلان حرب اقليمية واسعة؟
لا شك ان موقف إيران اليوم له أبعاد مختلفة، فهل دخلنا مرحلة الحسم أم مرحلة الحرب الشاملة، بعد ن دخلت ايران مرحلة تحدي النفوذ الاميركي في المنطقة ؟!
في الحقيقة لم يتوقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ اندلاع الحرب في لبنان عن تأكيد رغبته في تنفيذ ضربات للمؤسسات الايرانية النووية، وقد قامت الضربة الاخيرة لتحطم الدروع الواقية التي نصبتها إيران منذ فترة طويلة لحماية مؤسساتها النووية وحماية مؤسساتها الصناعية العسكرية خاصة صناعة الصواريخ والمسيرات. وتعد إيران أن إسرائيل مسّت بأعظم مصادر قوتها ومستقبلها، في الوقت الذي ارسلت فيه الولايات المتحدة الاميركية منظومة “ثاد”، التي تهدف الى حماية اسرائيل من ضربات محتملة من إيران بعد هجوم العدو الصهيوني عليها، وبذلك نحن أمام قناعة تامة ان اميركا تدرك ان الاعتداء الإسرائيلي سيكون له رد ايراني قاسٍ، وعليه تم تزويد اسرائيل بمنظمة (ثاد) قبل اعتدائها على ايران. 
في الوقائع، لا يزال حزب الله ومعه محور المقاومة يصيب أهدافه بدقة ولم تستطع منظومة الدفاع الجوية الاسرائيلية أن تشكل حماية امنية لإسرائيل، اذ يعلن حزب الله بشكل يومي لائحة استهدافاته الصاروخية، وتأكيده على الوصول الى اهدافه بدقة حتى تلك التي طالت ضواحي تل أبيب لجهتي الشمال والجنوب، وبالتالي منظومة اسرائيل الأمنية لم تستطع مقاومة صواريخ حزب الله بشكل كامل، ويعبر الكثير من المحللين الأمنيين ان منظومة “ثاد” الاميركية رغم ثقة أميركا واسرائيل بها لكنها حتما لن تستطيع أن تعترض كل الصواريخ التي يقصفها “حزب الله” و”حماس” ومحور المقاومة في اليمن والعراق.
اللافت في هذه المرحلة تصريحات الجانب الايراني المتعلق بالرد على إسرائيل، خصوصاً بعد كلام رئيس لجنة رسم الخطوط السياسية الاستراتيجية لإيران كمال خرازي في مقابلته الاخيرة مع قناة الميادين، فقد أعلن انه في حال شعرت إيران بخطر يهدد كيانها ووجودها، فهي مستعدة لتغيير عقيدتها النووية، وهذا يعني امتلاك ايران للقنابل النووية. أما مسألة تغيير العقيدة النووية فعمناه أن إيران تعد أن استخدام السلاح النووي هو محرم، لكن إصرار خرازي على تمرير هذه المعلومات دليل على اننا أصبحنا أمام أيام من امتلاك السلاح النووي ليس أكثر، خصوصاً انه وجّه كلاماً خطيرا ومباشراً للولايات المتحدة الأميركية، حين أكد أن إيران قادرة على امتلاك القنبلة النووية خلال فترة وجيزة، وإنها ستمتلكها في حال شعورها بأن هنالك تهديدا للوجود الإيراني. 
إذاً، نحن أمام مفترق طرق خطير يتعلق بالاستراتيجية السياسية للرئيس الاميركي الجديد تجاه الشرق الاوسط من جهة، والرد الإيراني الذي أصبح مؤكداً من جهة أخرى، وبالتالي التداعيات لهذين الحدثين اللذين يمكن لأن يدخلا الشرق اللأوسط في حرب شاملة. 
 


تابعنا على
تصميم وتطوير