في روايته “ الشوك والقرنفل “ يذكر ايقونة الشجاعة والبطولة الشهيد يحيى السنوار وصف بل مصطلح “ العصافير “ وهم المجموعة من العملاء تزج بهم الجهات التحقيقية في زنازين المقاومين للاحتلال الصهيوني على انهم مقاومين أيضا ليورطوا الابطال بكشف الحقائق او جزء منها , أي انهم مصيدة على حد وصف البطل السنوار الذي انهى روايته تلك في سجن بئر السبع عام 2004 أي قبل اطلاق سراحه بسبع سنين في صفقة التبادل المشهورة وهو المحكوم بأكثر من حكم مؤبد ..
المهم ان هؤلاء العصافير موجودون في كل زمان وفي الكثير من الأمكنة التي من شأنها ان تدر عليهم المال الحرام , وقد تكون لهم تسميات أخرى الا ان هذا الوصف الساخر هو الأقرب للانطباق عليهم حين نحلل تركيبته الدلالية وهذا ما لن نخوض فيه الان ولكن نذكر انه موجود منذ زمن بعيد في الاعلام وذلك حين الحاجة لنشر تسريب قد تترتب عليه مسؤولية ما فينشر تحت عنوان “ قالت العصفورة “ ولا جدال ان هذا الوصف يسيء لهذا الطائر الجميل ..
اما عصافير وسطنا الرياضي فقد نشطوا في الآونة الأخيرة مستفيدين من طبيعة الوسط الذي يحييون فيه حياة النفاق حيث كثير من المسؤولين في هذا الوسط يعشقون المتزلفين الذين يكيلون المديح طمعا في المكافأة على أشكالها , كما ان في هذا الوسط الكثير من العاملين غير المحصنين تجاه أساليب هؤلاء العصافير في عمليات “ سرقة اللسان “ فيسردون كل المعلومات , ربما من باب التباهي والتفاخر , وربما من باب اللعب على الحبلين تحسبا للقادم من الأيام وهم الخبراء بدوران عجلة الحياة اذ يعملون تحت شعار, ان كرسي المسؤول , انما هو” كرسي حلاق “ .
كما استفادت هذه العصافير من التطور التكنولوجي في وسائل الاعلام لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي وما يترتب على ذلك من سهولة نقل المعلومة وتلوينها , واستفادت أيضا من وجود من هو مستعد لشراء مخرجات كل هراء وفضلات تطرحها هذه العصافير , كما استفادت هذه العصافير من انزواء الإعلاميين الحقيقيين المحترمين بعد ان اغلق المسؤولون الرياضيون الأبواب بوجوههم ظنا منهم ان الزمن قد تغير وقد فاتهم ان الوسائل هي التي تتغير اما المبادئ فلا تتغير لانها أساس بناء أي مجتمع او مؤسسة .
على المسؤولين الرياضيين ان يعرفوا قدرهم , فالله سبحانه يرحم المرء الذي يعرف قدره وعليهم ان يكونوا اكثر انتباها للمتزلفين الذين يلعبون دور العصافير في مكاتبهم , وان يجتهدوا في تدقيق سلوك من يعمل في معيتهم ولا يتعبوا من المتابعة لكل صغيرة وكبيرة ورصدها ثم جمعها فتحليلها , كما ان عليهم ان يتواصلوا مع الإعلاميين من اهل الخبرة وتوظيف هذه الخبرات بما يتناسب مع وسائل الاعلام الجديد وهو امر هين وبسيط وفيه من الفوائد الكثيرة ما يضمن الهدوء والاستقرار لوسطنا الرياضي وكذلك سرعة تحقيق الأهداف .