رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
تضارب المعلومات حول مخاطر الأمطار الحامضية


المشاهدات 1319
تاريخ الإضافة 2024/10/26 - 9:16 PM
آخر تحديث 2025/04/17 - 9:02 PM

الزوراء / خاص: 
تعددت المصادر وتناقضت الروايات الرسمية حول صحة ومخاطر الأمطار الحامضية وزادت من أثر شائعات الخوف لدى المواطنين ، كما تزامنت مع تضارب في المعلومات عن اسباب رائحة الكبريت في أجواء بغداد، وفيما خصص مجلس الوزراء جلسة لمعالجة التلوث البيئي واصدر عدة اجراءات وقائية وعلاجية وشكّل لجنة وزارية خاصة، توالت الأخبار من مصادر ومراصد مخولة وغير مخولة لتعيد الكرة هذه المرة الى وجود مخاطر وشيكة لهطول امطار حامضية تؤثر على صحة الانسان ، واعتمدت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على تحليلات ( خبراء ومراصد ) كمصادر بغض النظر عن التدقيق بصحة المعلومات التي يدلون بها ، فقد حذر مرصد بيئي من ان خطورة الامطار الحامضية تكمن في التأثير على المزروعات والماشية التي يتناولها الانسان، وبصورة تتضاعف عما إذا هطلت عليه بصورة مباشرة. كما حذرت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، وهي جهة رسمية معتمدة (يوم  الخميس17 تشرين الأول 2024)، من تساقط أمطار حامضية في بغداد خصوصا من ارتفاع معدلات التلوث.
وبعد مرور نحو اسبوعين نفت وزارة البيئة (الشائعات) حول تأثير الأمطار الحامضية على الصحة العامة، والوكيل الفني لوزارة البيئة د. جاسم الفلاحي صرح من جهته بأن اثارة الذعر جريمة ترقى للارهاب ولا يوجد شيء اسمه امطار حامضية. وقال ان المتحدث عن الامطار الحمضية اما يبحث عن “الطشة” او يهدف الى اثارة الذعر بين المواطنين. واضاف الفلاحي ان  محطات الكهرباء ومعامل الاسفلت والطابوق مازالت تستخدم النفط الاسود ، محملا كل مسؤول بلدي وامني مسؤولية حرق النفايات في قاطعه ، كما تفتقر شرطة البيئة للاجهزة والمعدات وعملها مرافقة المراقب البيئي وتنفيذ اوامر اغلاق المواقع المخالفة ، كما اشار الى محاولات متعثرة منذ 2008 لتحويل النفايات الى كهرباء وهناك حراك جدي لاستثمارها. وبيّن ان الكثير من المناطق الخضراء تحولت الى مجمعات سكنية ومولات، وتعزيزا لتصريحات الفلاحي، أكد مدير عام دائرة التوعية والإعلام البيئي في وزارة البيئة، أمير علي الحسون، في بيان عاجل نهاية الاسبوع الماضي، أن ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي حول تأثير الأمطار الحامضية على الصحة العامة غير دقيق ويفتقر إلى المصداقية العلمية. وأوضح الحسون أن التقارير الواردة من الخبراء المتخصصين في الرصد البيئي والمناخي تشير إلى أن الأمطار الحامضية، رغم تأثيرها البسيط على بعض النباتات الحساسة، لا تشكل خطراً على الصحة العامة كما يُشاع. وأضاف أن تأثير هذه الأمطار على النباتات يقتصر على بعض التغييرات الطفيفة في أوراقها، ولا يسبب أضراراً كبيرة. ودعا الحسون المواطنين إلى الحذر في التعامل مع المعلومات غير الموثوقة، مشدداً على ضرورة الإعتماد على البيانات الصادرة عن الجهات المختصة فقط، محذراً من الشائعات التي قد تتسبب في نشر القلق بين الناس.
وجاء في بيان لهيئة الانواء الجوية تحذر فيه من تداعيات ارتفاع تراكيز هذه المركبات في سماء بغداد والتي تنتج عن الأنشطة الصناعية، وحرق الوقود الأحفوري، والنفايات، ووسائل النقل الثقيلة، لما له من مردود سلبي خطير يهدد البيئة والانسان في حال هطول الامطار خلال بداية الموسم المطري الحالي حينما تتفاعل مياه الامطار مع هذه المركبات ليتشكل المطر الحامضي في سمائنا الذي يؤثر على البيئة عموما ومخاطره وآثاره تكاد تكون مدمرة، ناهيك عن تأثيراته على صحة الانسان. فالمطر الحامضي يؤثر في صحة الإنسان وأعضائه الحيوية، فقد يتفاعل ثاني أوكسيد الكبريت وأوكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي لتكوين جسيمات كبريتات ونترات دقيقة تصل إلى الرئتين عبر التنفس.
أما (مرصد العراق الاخضر) فحذر من ان خطورة الامطار الحامضية تكمن في التأثير على المزروعات والماشية التي يتناولها الانسان، وبصورة تتضاعف عن ما اذا هطلت عليه بصورة مباشرة.
وقال المرصد ان الامطار الحامضية في حال هطولها فإنها ستؤثر على الاراضي الزراعية وامتصاصها من قبل الخضروات والفواكه المزروعة والتي من الممكن ان تسبب الاضرار للانسان عند تناولها على المدى البعيد، وان هذه الامطار ستؤثر على الحشائش والاعشاب التي تتناولها الماشية كالاغنام والابقار والماعز ومن ثم تؤثر على الانسان عند تناول لحومها والتي قد تتسبب بأمراض غالبيتها خطرة في المستقبل. وكرر المرصد تحذيره للمواطنين من خطورة هذه الامطار والتي تشبه تلك التي هطلت على العراق عام 1991 وتسببت بأضرار صحية للانسان في حينها منها ارتفاع حالات الاصابة بمرض السرطان والدم والتشوهات الخلقية.
واللافت في التحذيرات والتخويف ومحتويات البيانات الصادرة حول الامطار الحامضية هو صدورها من جهات رسمية او غير مخوّلة، وموجهة الى المواطنين ، فمن نصدّق وماذا على المواطن أن يفعل ؟!.


تابعنا على
تصميم وتطوير