يتمتع الفنان والرائد المسرحي جعفر السعدي بحضور متميز في ذاكرة الفن والابداع العراقي الاصيل، فهو خلاصة تجربة عميقة تمتد جذورها الى الثلاثينيات من القرن الماضي حين كان فيها المسرح العراقي عبارة عن محاولات فردية متفرقة ليس لها مكان معين ولا تحظى برعاية كافية، تعلم التمثيل والاخراج بالفطرة وأصبح من المتميزين الكبار في هذا المجال، وتعد مسيرته الفنية بحق مسيرة كفاح يندر مثيلها لفنان عراقي، وأصبح السعدي مصاباً بداء الفن إذا جاز التعبير، لاسيما أنه ولد في النصف الأول من القرن العشرين حيث لم يكن هناك فن ولا فنانون .
....نشا في مدينة الكاظمية في بغداد وهي مدينة تنطوي على تقاليد شعبية محافظة ولها طقوس دينية موروثة ومنذ أن كان صغيراً كان ميالا في إنشاء المسرحيات وكان يؤدي فيها أدواراً مختلفة مع أقرانه في المحلة التي سكن فيها، وبمرور الوقت تعرف الى عبد اللّه الصراف (اقاربه) سكرتير نقابة هواة التمثيل عام 1936 وكان عمره حينها 15 عاماً وصار يلاحقه في كل مكان.
هو المربي الفاضل والنزيه دائما مع الممثلين من الذين يعمل معهم، والطلبة الذين يدرسهم وبروحه الابوية يقدم كل ما يمتلكه من ثقافة وخبرة. وعندما اسند لي دور البطولة في مسرحية «عرس الدم» للشاعر الاسباني لوركا وكان آنذاك طالبا في اكاديمية الفنون الجميلة. دشن حياته الفنية كممثل بمسرحية (مظالم الاستعمار) عام (1936) في مسرح المدرسة الثانوية، في مدينة الكاظمية. التحق بمعهد الفنون الجميلة في بغداد، وتخرج فيه عام (1945)، شكّل بعدها (الفرقة الشعبية للتمثيل) عام (1947)، التي تم حَظرُها بعد سنة واحدة لأسباب سياسية.
مات جعفر السعدي في لحظة تراجيدية وهو يختزن العراق في روحه لكنه مات بحضن المسرح ورواده وتلاميذه. وفي المسرح، المكان الذي نذر روحه الكريمة اليه طيلة حياته، رحل عنا عام (2005م) ليترك وراءه إرثا فنيا تفتخر به كل الأجيال ومحبيه. مات عميد المسرحيين العراقيين
بعد رحيل زوجته الفنانة ماجدة السعدي بفترة قليلة بعد ان أطلقت وزارة الثقافة العراقية على الدورة الأولى لمؤتمر الثقافة العراقية باسم جعفر السعدي تكريما له.
الفنان جعفر السعدي أب لكل من عرفه ولازالت مفردة (باباتي) ترنّ في مسمع كل من عمل معه بالمسرح او طلبته، أبوة كبيرة يتعامل معها بطبعه الهادئ ورخامة صوته المحببة للجميع، واهتمامه باللغة العربية في حديثه حتى ذاع صيته في مسلسلات كثيرة في التلفزيون منها: (مكاني من الاعراب)، و(مدينة القواعد) التي ذاع صيتها ايضا في الوطن العربي وكانت هذه البرامج التمثيلية، بمثابة دروس أكاديمية وتعليمية للعديد من الدول العربية. تواضعه الشديد ومحبته لطلابه زرع في نفوس الجميع محبته وتقدير كلمن عرفه.
وقليلاً ما يخطر ببال جهة إنتاج، حتى لو كانت حكومية أن تغامر بتكاليف مسلسل تلفزيوني طويل، للحديث عن اللغة العربية، ولكن العراق فعل، وكان السعدي هو الحامل، وكانت حلقات برنامج “مدينة القواعد” رفيقاً حميماً لأجيال نشأت وتعلّمت ما كان يتحاور حوله (أستاذ القواعد) جعفر السعدي مع أمل حسين (الآنسة قواعد)، ولا ينسى العرب عبارة “وبينما كان أستاذ القواعد غارقاً في النوم… شعر بأنه يطير على جناح الأحلام إلى مدينة القواعد”، حيث كان السعدي يذهب في رحلة خيالية إلى مدينة اللغة العربية، التي تختلط فيها الحداثة مع التراث والأًصالة.
في حياته الفنية عمل الفنان السعدي في السينما ممثلا في اول فلم عراقي هو عليا وعصام، وايضا في فلم سعيد أفندي. وكانت له ادوار مهمة في المسلسلات التلفزيونية والتي جعلت منه فنانا لا يمكن ان ينساه الجمهور كما هو الحال في مسلسل (الذئب- والنسر وعيون المدينة) عندما مثل شخصيته المهمة عبد الله السلمان.
حيث صبغ هذا العمل ذاكرة العراقيين والمشاهدين العرب، في مناخها الروائي المليء بالتفاصيل والأحداث ومواكبة الزمن، وكان دور جعفر السعدي (عبدالله أفندي) فيه هو الأكثر تركاً للأثر، فلم تغب عبارته الشهيرة “غريب أمور عجيب قضية” منذ سمعها المشاهدون من فمه أول مرة حتى هذه اللحظة، لذلك شكل مسلسل “الذئب وعيون المدينة” و”النسر وعيون المدينة” تأليف عادل كاظم وإخراج إبراهيم عبدالجليل، مناخا للمحلة البغدادية في زمن بغداد القديم من منتصف القرن العشرين، وكان صورة عن العراق الحديث المدني الذي في خيال العرب، والذي جرت محاولة تحطيمه في العقود التالية. يقول السعدي عن تلك التجربة: “أحس بمسؤولية كبيرة عندما أُمثل أَيّ شخصية، فشخصية عبداللّه السلمان على الرغم من أنها شخصية فضولية لكن الجمهور أحبها كثيراً .
ولد السعدي في الكاظمية في العام 1921، وفي سن التاسعة أي في العام 1931 دخل المسرح أول مرة، متفرجاً مسحوراً بمشاهدة مسرحية تاريخية على خشبة مسرح مدرسة المفيد الابتدائية في الكاظمية، ثم رأى الرائد الكبير حقي الشبلي وشاهد مسرحيته “شهامة العرب”، ولم يفارقه هذا الشغف منذ تلك اللحظات حتى آخر هواء تنفسّه في العام 2005
كانت معظم عائلته من رجال الدين، ولكنه في مرحلة دراسته المتوسطة في الأعظمية، تلقى مساعدة ودعماً معنوياً الدكتور عبدالله الصراف، الذي عمل سكرتيراً لنقابة هواة التمثيل في العراق، ليحصل له على موافقات رسمية لتقديم أول عمل مسرحي له ضمن فرقة نقابة هواة التمثيل، ليبدأ في طريق التمثيل في مسرحية “مظالم الاستعمار” في العام 1936 في مسرح المدرسة واشترك بعمل مسرحي عن الثورة الليبية ضد الاستعمار وعرضت هذه المسرحية لحساب مدرسة المفيد الأهلية ولاقت نجاحاً كبيراً وكان دوره كومبارس لكنه ناطق فقد نطق في المسرحية جملة واحدة هـي: (سيدي.. بالباب رجل)”.
ولم يستغرق السعدي الكثير من الوقت ليقنع المشرفين على الحياة المسرحية في العراق في تلك الأيام، بإمكاناته الكبيرة رغم صغر سنه، فالتحق بمعهد الفنون الجميلة ببغداد، وتخرج منه في العام 1945، وفي العام 1940 كانت قد تأسست جمعية “بيوت الأمة” التي قامت بإنشاء فرقة مسرحية، تم تكليف السعدي بإدارتها، فبدأ بتقديم عدد من المسرحيات العربية والأجنبية مثل “نهر الجنون” لتوفيق الحكيم وغيرها.
في عام 1950 عين جعفر السعدي في دار المعلمين الريفية كأول مدرس للتمثيل في دور المعلمين في العراق ويتم انتخابه سكرتيراً للفرقة الشعبية للتمثيل بعد اعادة نشاطها الفني، ثم أصبح مدرساً في معهد الفنون الجميلة بعد ان نقل إليه من دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية ، حتى العام 1957، أما مشاركته السينمائية التالية فقد كانت في فيلم “ليلى في العراق” في العام 1949، عن نص وإخراج لأحمد كامل مرسي، وتمثيل عفيفة اسكندر، وعبدالله عزاوي، ومثّل السعدي في فيلم “سعيد أفندي” في العام 1955، الذي أنتجته شركة سومر التي أسسها عبد الجبار توفيق ولي وحقي الشبلي وإبراهيم جلال وجاسم العبودي، عن نص للكاتب العراقي إدمون صبري أعدّه يوسف العاني، وكان من إخراج كاميران حسني، ولكن الرقابة منعت الفيلم في عامي 1956 ـ 1957، ثم تم الإفراج عنه، وكان من بطولة يوسف العاني.
وتتالت الأعمال التي شارك فيها السعدي، بين السينما والمسرح وبعدها التلفزيون. سافر الى أمريكا في البعثة الامريكية لإكمال دراسته ليعود عام 1961 ومعه الماجستير في الإخراج المسرحي ويعود مدرسا لمادة الإخراج المسرحي في معهد الفنون الجميلة. واختير مع الفنان يوسف العاني كعضوين في لجنة اليونسكو عام 1969.كما اختير رئيساً لقسم الفنون الجميلة في الأكاديمية وكان هذا القسم يضم فروع المسرح والسينما والتلفزيون والاذاعة والتربية الفنية وبقي في هذا المنصب لغاية عام 1981.
جهوده واضحة في بناء اركان المسرح العراقي فكان يساهم في تأثيث وتطوير المسرح العراقي، هو ومجموعة اخرى من الطلبة الهواة آنذاك يقدمون مسرحياتهم في المدارس، يؤجرون التخوت من المقاهي ليجلسوا الجمهور عليها، ومن اجل دعم جمعية بيوت الامة الخيرية، أسس فرقة مسرحية لتقديم اعمال مثل مسرحية نهر الجنون لتوفيق الحكيم، ومسرحية اخرى باسم وفاء. كان أحد المؤسسين للفرقة الشعبية للتمثيل عام 1948 ومن خلالها قدمت الكثير من الاعمال المسرحية بالتعاون مع ابراهيم جلال وعبد الجبار ولي وخليل شوقي اهمها مسرحية شهداء الوطنية. وكان له الفضل الاول في تأسيس فرقة المسرح الشعبي العريقة وكان رئيسها حتى آخر لحظات حياته، وعندما تغضب عليها السلطات في مختلف العهود لجرأة ما تقدمه من مسرحيات ذات نمط سياسي معين، كان هو حريصا على اعادت تشكيلها من جديد، فقدم شهداء الوطنية 1948، القبلة القاتلة 1949، كذلك مسرحية «عقدة حمار» إخراج الراحل د. فاضل خليل.
قال عنه الرائد الراحل الكبير يوسف العاني: “جعفر السعدي، الأب المهيب، حامل تجربة فن التمثيل والقادر على أن يكون (نغمة) عالية العزف عميقة الأثر خالية من (النشاز) بعيدة عن التشنج أو التكلف، خالصة الأثر المسرحي”، لذلك فكل من وقف على خشبة مسرح في العراق والعالم العربي، يحتفظ بقسط من الوفاء لجعفر السعدي، فغالبية هؤلاء يعتبرونه أستاذ فن التمثيل، مع زملائه من جيل جاسم العبودي وإبراهيم جلال وسامي عبد الحميد وبدري حسون فريد ويوسف العاني، كان السعدي يقول: “جل سعادتي أن يقف أمامي على خشبة المسرح أحد طلبتي وهو يلعب دور البطولة، ويكون أهم مني، إذ تلتمع عيناي فرحا وأنا احصد ما زرعته في هذا الطالب أو ذاك من علم وصبرت عليه حتى وقف ندا لي فوق الخشبة”.
أعيد انتخاب جعفر السعدي سكرتيراً للفرقة الشعبية للتمثيل التي تم إلغاء إجازتها بموجب المرسوم 19 لسنة 1954 مع عشرات من الأحزاب السياسية والجمعيات الاجتماعية والفنية والصحف الوطنية، ليبدأ السعدي في الالتفات إلى حياته الخاصة، فتزوج في العام 1956 من السيدة ماجدة عبدالقادر (ماجدة السعدي) الفنانة المعروفة ثم حصل السعدي على مقعد في البعثة العلمية إلى الولايات المتحدة الأميركية للحصول على شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي، من معهد الفنون في شيكاغو ويعود إلى العراق في العام 1961، ويجري تعيينه مدرساً لمادة الإخراج والتمثيل في معهد الفنون الجميلة..عاد حينها إلى فرقته من جديد، وأسس في العام 1963 “جماعة سمير أميس للتمثيل”، لتستمر حتى العام 1964، لينتقل بعدها إلى التدريس في أكاديمية الفنون الجميلة التابعة لوزارة المعارف، وتم اختياره مع يوسف العاني كعضوين في لجنة اليونسكو في العام 1969 حيث عقدت هذه اللجنة اجتماعاتها في القاهرة لاختيار أحسن كاتب مسرحي من الشباب في العام 1974، ثم اختير جعفر السعدي رئيساً لقسم الفنون الجميلة في أكاديمية الفنون وكان هذا القسم يضم فروع المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة والتربية الفنية وبقي في هذا المنصب حتى العام 1981.
حين وطّن السعدي تجربته بالإخراج، تحلّل من عقدة المعلّم، وبدأ بتعليم ذاته من خلال التجربة كما قال، فقرر الالتفات إلى التمثيل بنفسه، في المسرح والسينما، فكانت مشاركته في فيلم “عليا وعصام” أول فيلم في تاريخ السينما العراقية من إنتاج شركة أفلام بغداد المحدودة ومن إخراج الفرنسي أندريه شوتان، وتأليف أنور شاؤول في آذارـ مارس من العام 1947، عن قصة روميو وجوليت بعد تعريبها إلى اللغة البدوية المحلية، وكان الفيلم من بطولة إبراهيم جلال وجعفر السعدي وسليمة مراد وعزيمة توفيق وفوزي محسن الأمين، وعرض على صالة سينما روكسي في شارع الرشيد، وكانت كلفة إنتاجه 25 ألف دينار..كتب المؤرخ العراقي الراحل أحمد فياض المفرجي في كتابه “الحياة المسرحية في العراق” أن جعفر السعدي كان أحد الأعضاء البارزين والمؤسسين للفرقة الشعبية للتمثيل في العام 1948 وكانت باكورة إنتاج الفرقة هي مسرحية “شهداء الوطنية” التي أخرجها الفنانان إبراهيم جلال وعبد الجبار توفيق ولي، وكانت فرقته “المسرح الشعبي” واحدة من أبرز الفرق المسرحية الأهلية في العراق بعد أن استطاعت تقديم العديد من الأسماء البارزة في المشهد المسرحي بنتاجات مؤثرة كان من أبرزها ما قدمه عوني كرومي، وبدأ السعدي يحصل على لقب “الأب الروحي” للفرقة في سنواتها المديدة، لتتحول مع الأيام إلى مركز من مراكز التفاعل الثقافي في بغداد للشباب والمثقفين والمبدعين، وكان السعدي وقتها مخرجاً مشرفاً على عمل الفرقة ونصوصها، قال عن نفسه في تلك الفترة: “كنت أخفي في داخلي بركانا بشرياً، وكمّاً من التوتر المأهول كاد يحطمني لشدة ما أكتمه في محاولة للسيطرة عليه بقوة التجربة”، ولكن الفرقة التي استأجرت شقة في إحدى عمارات شارع السعدون وصفّت فيها مقاعد صغيرة، لتكون مسرحها الخاص الذي عرف باسم “مسرح الـ60 كرسي” ثم تم حظرها بعد سنة واحدة لأسباب سياسية واعتبارها ممن يحرضون على المظاهرات.
وتكريما لجهوده المخلصة تم انتخابه رئيساً لفرقة المسرح الشعبي التي منحته شهادة تقديرية لإسهامه الفعال في رفع شأنها وتثميناً لمسيرته الابداعية على مدى اربعين عاماً ، وبقي في هذا المنصب حتى رحيله ، ويحصل في نفس العام على جائزة افضل ممثل التي منحته شهادة تقديرية لإسهامه الفعال في رفع شأنها وتثميناً لمسيرته الابداعية على مدى اربعين عاماً .ل في الدورة الثانية والعشرين لمهرجان (براغ) الدولي للأعمال الدرامية التلفزيونية، حيث شارك في هذه الدورة (45) دولة من انحاء العالم، وذلك عن دوره في تمثيلية (الهجرة الى الداخل) تأليف: عبدالوهاب الدايني، واخراج الفنان خليل شوقي.
وتواصلاً مع هذا العطاء والابداع فقد ترأس بعثة فنية في شهر كانون الاول (1992) من فرقة المسرح الشعبي الى الاردن، لعرض ثلاث مسرحيات هي (صراخ الصمت الاخرس)، تأليف: محي الدين زنكنه، و(الانشودة)، تأليف: آربوزوف، و(ترنيمة الكرسي الهزاز) جميعها من اخراج الدكتور الراحل عوني كرومي، وفي عام (1993) تم تتويجه كرائد من رواد حركة المسرح العربي في مهرجان (قرطاج) المسرحي باعتباره شخصية لامعة من شخصيات المسرح العراقي، وأحد المساهمين في تدعيم الحركة الفنية المسرحية في العراق والعالم العربي.
أبرز اعماله المسرحية التي مثلها واخرجها ايضا: (هوراس)، و(الإنسان الطيب) للمخرج الراحل: عوني كرومي، و(نفوس) للمخرج الراحل: قاسم محمد، و(كشخة ونفخة)، و(رقصة الاقنعة)، و(الدب)، و(هاملت عربياً)، و(عرس الدم)، و(أشجار الطاعون)، و(يوليوس قيصر)، و(اوديب)، ومسرحية (عقدة حمار) للمخرج: فاضل خليل، و(صرخة الألم)، وآخر مسرحية مثلها كانت (حلم ابو حمدان) إعداد وإخراج: د. عبد المرسل الزيدي (1998م).
وباحتفاظ الذاكرة الجمعية بتراث شخصيات من طراز جعفر السعدي، تحافظ بغداد على مكانتها في التنوير العربي والإنساني، فالبغدادي في ذهن الجمهور العربي هو جعفر السعدي لا أقل ولا أكثر.
ولكن بغداد لم تولد وتتوهّج لتصل إلى ما وصلت إليه، فوحدها المعرفة والحزمة الثقافية العملاقة التي يتمتع بها أهلها، كفيلة بإعادتها إلى لعب دورها التاريخي في المشرق والمغرب، ومن يتتبع مسار كل من خرج من بغداد سيدرك أنه لا خيار آخر، سوى استعادة تلك البوصلة، وإن مرّ حينٌ من الدهر، واحد من هؤلاء الذين ولدوا في بغداد كان جعفر السعدي، ومن لا يعرف جعفر السعدي.