رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
المخدرات بين العقوبة والإرشاد


المشاهدات 1055
تاريخ الإضافة 2024/10/20 - 9:11 PM
آخر تحديث 2024/10/24 - 3:40 PM

من البديهيات التي لا يمكن نكرانها او تجاهلها أن التربية تبدأ من البيت، فالبيت هو بداية إصلاح الأبناء ثم تأتي المدرسة مكملة لعملية الإصلاح، ولا ننسى دور المؤسسة الدينية التي هي عماد إصلاح المجتمع حيث تقوم بالتوجيه والنصح والارشاد، وهذه الأركان الثلاثة هي الاركان القادرة على بناء مجتمع سليم خالٍ من سموم المخدرات.. وحيث ان مجتمعنا الحالي يمر بـأوضاع خطيرة نتيجة انتشار هذه الظاهرة، ولمحاربتها لا ينبغي تغليب العقوبة على الارشاد مثلما نوهنا، ولتجنب هذه المشكلة قبل وقوعها لنضع النقاط على الحروف ولنبدأ بمعرفة أصول المشكلة وثم وضع المعالجات لحماية ابنائنا من ولوج هذا النوع من التصرف غير المنضبط، واولها كثرة ارتياد الصبية بعمر ١٠ الى ١٦ سنة للمقاهي والكافيهات، وتناولهم «الاركيلة» او الشيشة ولا نعرف ما الفائدة من تناول الصبية هذا النوع من السموم، وأكاد اجزم ان تناولها تحيطه ألف علامة استفهام لا يعرف مكنوناتها إلا ذوو الخبرة والدراية في عالم المخدرات الغامض وما خفي كان اعظم، ‏واتمنى من المسؤولين في وزارة الداخلية تنفيذ زيارات او مداهمات للحد من هذه الظاهرة بالنصح والارشاد بعد الاتصال بعوائل هؤلاء الصبية لمنعهم من ارتياد المقاهي والكافيهات بعد ان تزايدت عمليات تعاطي المخدرات، واصبحت تشكل مشكلة كبيرة خاصة في المناطق الشعبية والفقيرة حيث لم تعد هذه الظاهرة عابرة بل اصبحت مشكلة تؤرق مضاجع الحكومة والمجتمع.. وتؤكد الدراسات ان معالجة هذه المشكلة لا يكمن في أعداد المعتقلين من المتعاطين او المدمنين بل في إيقاف عمليات الإدمان والتعاطي والمتاجرة بهذه السموم والمتاجرة لا تتم إلا بعد ضبط الحدود ومنع دخول هذه السموم الى داخل العراق عن طريق تفعيل عمل دوائر الكمارك وتشديد العقوبات الجزائية على مروجي المخدرات من خلال تعديل قانون المخدرات وتعزيز ودعم البرامج العلاجية للمدمنين وتحويل صفة المتعاطي من مجرم الى مريض، حيث تؤكد الاحصائيات الرسمية أن نسبة التعاطي في المناطق الشعبية والفقيرة بلغت بحدود ٧٠ بالمائة من المتعاطين، وان اسباب انتشار تعاطي المخدرات جاء بسبب غياب الحلول التي تعالج الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وقلة الوعي، وعدم وجود تقنيات حديثة للكشف عن المخدرات في المناطق الحدودية وغياب مراكز التأهيل، اضافة الى قلة الوعي لدى العائلة العراقية لتوجيه أبنائها بمضار المخدرات وتأثيراتها السلبية على مستقبل العائلة، والله هو المستعان لعلاج هذه المشكلة.


تابعنا على
تصميم وتطوير