رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
معادلة حزب الله: المزيد من إيلام العدو الإسرائيلي


المشاهدات 1098
تاريخ الإضافة 2024/10/16 - 10:14 PM
آخر تحديث 2024/10/25 - 12:44 PM

حمل الخطاب الثالث لنائب الأمين العام لـ»حزب الله» نعيم قاسم، العديد من الرسائل في اتجاهات تتعلق بالداخل اللبناني واخرى بالعدو الإسرائيلي، واضعا معادلات جديدة للمرحلة العسكرية المقبلة.
من حيث الشكل كان خطاب الشيخ نعيم قاسم هادئاً ومركزاً وواضحاً. أما من حيث المضمون فقد غلب على الخطاب ايضاحات تتعلق برؤية حزب الله وقراءته للمتغيرات التي تحصل في الشرق الاوسط عندما ذكر ان اسرائيل ومعها الولايات المتحدة الاميركية تسعى الى إعادة بناء شرق أوسط جديد، وبالتالي لا يتوقف الامر على الحدود اللبنانية بل يتعداه الى حرب توسعية استعمارية تسعى إليها اسرائيل وتؤيدها الولايات المتحدة الأميركية. 
ولعل الجديد في هذا الخطاب هو تقديم هذه الرؤية لفهم خلفيات مواقف حزب الله واهدافه واستراتيجياته في التعاطي مع العدوان الاسرائيلي. إذاً، المسألة عند حزب الله مسألة وجودية توسعية معتبرا ان الحرب ليست مع اسرائيل فقط بل هي مع داعمتها أميركا. أراد حزب الله التأكيد على ان إسرائيل هي المسؤولة عما يحصل في لبنان وغزة، فمشروعها ليس ارتجاليا وانما مشروع توسعي استيطاني وخطير، ليس فقط على اللبنانيين ولبنان وانما على المنطقة بأكملها، وهذا كان رداً مباشراً لكل من ينتقد حزب الله ويتهمه بافتعال حرب مع العدو الاسرائيلي وبجبهة المساندة التي فتحها من أجل غزة وفلسطين. فطوفان الأقصى ليس إلا رد فعل على غطرسة واجرام اسرائيلي عمره 75 عاما لم يتوقف وسط صمت العالم ووسط دعم الولايات المتحدة الأميركية، وايضا على لبنان الذي عانى من العدوان والاحتلال منذ نشأة هذا الكيان الغاصب.لقد رسم حزب الله ثلاث معادلات مهمة، وهي وجوده في الميدان وصموده في المواجهة العسكرية في الحدود الجنوبية من جهة، والمعادلة الثانية هي ايلام العدو الإسرائيلي خصوصا بعد عمليته الاخيرة في لواء غولاني في حيفا وارتفاع عدد القتلى في صفوف الإسرائيليين، وهذا ما يشكل ردعاً للإسرائيليين من جهة ويجعلهم يعيدون التفكير في كل خطواتهم في لبنان. المعادلة الثالثة المهمة هي رفع السقف حيال رد الفعل على العدوان الإسرائيلي، فخطاب قاسم كان واضحا بأن يد حزب الله تستطيع أن تطول أي مكان في إسرائيل، وإن التطلع اليوم لتحقيق المزيد من الضربات القاسية عليه.إذاً، يجب أن تعيد إسرائيل قراءة هذا الخطاب بسياسة واستراتيجية حزب الله الجديدة، واننا نعتبر أن فائض القوة الاسرائيلي الذي نتج بُعيد الخطاب الثاني عليها مراجعته اليوم، خصوصاً ان خطاب قاسم كان موجها بجزء منه الى الجمهور الإسرائيلي الذي اعتبره جمهورا مضللاً لا يدرك حقيقة الميدان، وانه يجب أن يسمع ويرى ما يمكن للحزب أن يفعله في أعمق نقطة اسرائيلية، وقد كان واضحاً أنّ التهجير في لبنان سيقابله المزيد من التهجير في اسرائيل، وإن هدف نتنياهو في إعادة سكان الشمال لم يتحقق بل سيكون هناك الملايين من المهجرين من حيفا وتل أبيب.الرسالة الإضافية البارزة في خطاب قاسم أنه لا يمكن فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، خصوصا أن حزب الله انتقل من مرحلة الإسناد الى مرحلة مواجهة الحرب الإسرائيلية على لبنان وعلى المقاومة، معتبراً ان «مساندة الفلسطينيين هي مساندة للحق، لأن الفلسطينيين أصحاب حق». مشيراً الى أنه لولا أميركا الشيطان الأكبر لما استطاعت إسرائيل أن تكون في هذه السيطرة التي تقوم بها، فنحن أمام خطر شرق أوسط جديد على الطريقة الإسرائيلية الأميركية. 
 


تابعنا على
تصميم وتطوير