يستعد العراقُ لإجراءِ التعدادِ العامّ للسكان والمساكن في عموم مُحافظاتِ البلاد، وسط أجواءٍ هادئةٍ، وآلياتِ عملٍ دقيقة، من خلال خطةٍ مدروسةٍ وممنهجةٍ أعدت مُسبقاً من وزارةِ التخطيط.
يأتي هذا التعدادُ بعد 27 عاما من الانقطاعِ ليرى النور مجددا، يومي 20 و21 تشرين الثاني المقبل، وسيكون هناك حظرٌ للتجوال في عُمومِ محافظات العراق.
أما أهميةُ إجراء التعداد فتكمنُ في كونه ركيزةً أساسيةً في البلاد، يوفّرُ قاعدةَ بيانات دقيقة ومهمة جدا، سواء كانت اجتماعيةً أم اقتصاديةً لجميع المفاصل في الحياة، ليضعها أمامَ أصحابِ القرار في البلاد، ويمنح كذلك معلوماتٍ مهمةً ومفصلةً في التخطيط والرؤية المستقبليّة للبلاد من خلال معرفةِ عدد السكان والمساكن بشكلٍ دقيقٍ، حيث تقدر نسبة السكان بنحو 43 مليون نسمة، وفقاً لإحصاءاتِ العام الماضي.
للتعدادِ ثلاث مراحلَ مهمةٍ، هي التخطيط، والتنفيذ «المرحلة الميدانية»، والتجهيز ونشر البيانات، لذلك تواصل الحكومةُ جهودها الحثيثة لاستكمال إجراءاته، حيث تعدهّ الأول من نوعه منذ عام 1997.
جميعنا يعلم أن للصحافةِ والإعلام دوراً مهماً في إجراءِ التعداد العامّ للسكان، حيث يلعب الإعلامُ دوراً إيجابياً في تغطيةِ ونشر هذا الحدث المهم، لما يمتلكه الإعلامُ من القُدرةِ والتحمُّل على نقلِ وقائع ومجرياتِ التعداد الميدانيّة، التي تقوم بها فرقُ العمل التابعة لوزارة التخطيط في كل المحافظات عبر عدة وسائل إعلامٍ في البلاد.
ومن هنا كان لابدَّ أن يكون لنقابةِ الصحفيين العراقيين دورٌ مهم وبارزٌ لمساندةِ الحكومة في إنجاحِ التعداد لما له من أهميةٍ كبيرةٍ للبلد .
 نقيبُ الصحفيين العراقيين رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب مؤيد اللامي، خلال ترؤسه اجتماعا موسعا لرؤساء تحرير الصحف، بحُضورِ المتحدث الرسميّ لوزارة التخطيط عبدالزهرة الهنداوي، أكد أهميةَ تبني حملة إعلامية لإنجاح التعداد العامّ للسكان، وإبراز القضايا الوطنيّة في التناول الصحفيّ والإعلاميّ.
اللامي شدّد، خلال اللقاء، على أن نقابةَ الصحفيين العراقيين والأسرة الصحفية تؤدي دورا محوريا ومؤثرا من خلال عملها الإعلاميّ والمهنيّ انسجاماً مع مرحلةِ النُهوضِ الاقتصاديّ والعمرانيّ التي يشهدها العراقُ الجديد. 
مؤكداً على دورِ الصحف المحليّة للقيامِ بواجبها المهنيّ في تبني حملة تثقيفية حيال عمليةِ التعداد العامّ للسكانِ التي ستقامُ في العشرين من الشهر المُقبل لما لها من أهميةٍ في وضعِ خططِ التنمية في البلاد.
من هنا لابدَّ أن تكون للصحفيين والإعلاميين في البلاد وقفةٌ جادة ومسؤولةٌ لإنجاحِ التعداد من خلال الاستعدادِ المُبكر والتكاتف مع الأجهزةِ الرسميّة كافة، لاسيما بعدما سعت الحكوماتُ المُتعاقبة إلى إجراءِ التعداد السكانيّ، لكنها لم تستطع لعدة أسبابٍ حالت دون ذلك.