رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أين تتجه أخلاقيات الصحافة؟


المشاهدات 1107
تاريخ الإضافة 2024/10/15 - 9:39 PM
آخر تحديث 2024/10/25 - 6:43 PM

 استعانت وكالة رويترز بخبراء الأخلاقيات في الدفاع عن مضمون قصتها في واحدة من المعالجات الإخبارية المثيرة للجدل بشأن الدور المرتقب لجاريد كوشنر صهر المرشح الرئاسي دونالد ترامب في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.
تستعين الوكالة في الدفاع عن مضمون قصتها المتعلقة بكوشنر كمفاوض حكومي أميركي بشأن اتفاق سلام مرتقب بين إسرائيل والسعودية، بما يقوله خبراء الأخلاقيات (من دون أن تذكر أسماءهم). 
وتقول إن شارك كوشنر في المحادثات الدبلوماسية كمواطن عادي في حال تولي ترامب ولاية رئاسية ثانية قد يشكل تضاربا كبيرا في المصالح بوضع كوشنر في موقف غير عادي تجري فيه مفاوضات على مستوى حكومي مع السعودية أحد أكبر المستثمرين في شركته!
مهما يكن من أمر، ليس من مهمة هذا المقال تفنيد أو الدفاع عن مضمون قصة الوكالة، بقدر ما يبحث عن أهمية الدور الذي يمكن أن يسهم فيه خبراء الأخلاقيات في صناعة صحافة معاصرة.
فوسائل الإعلام أسوة بالناس تعترف بالمعايير الأخلاقية المشتركة، إن لم تضعها في قمة مدونتها وحساسيتها العالية، لكنها تختلف فيما بينها في تفسيرها وموازنتها بطرق مختلفة، إن لم يكن إيجاد الذرائع لتبرير أفعال لا أخلاقية بالأساس!
يستعين الكاتب ديفيد إغناتيوس بجملة كان روبرت كايسر المحرر في صحيفة واشنطن بوست قد أطلقها، من أجل تعريف علاقة الصحافة بالقراء، بالقول إن “القراء يستحقون لقطة واحدة وواضحة على الحقائق حتى يتمكنوا من تحديد من هم الرجال الصالحون ومن هم الأشرار”.
ولكن إغناتيوس المشغول بمصير العالم في مقالاته، يعتذر من نفسه ومن زملائه الصحافيين بالقول “حتى في أفضل أيامنا، فإننا لا نفي دائما بهذا الاختبار العسير”.
وكما يبدو لا بد من إعادة التفكير في أخلاقيات وسائل الإعلام وإعادة اختراعها بعد سحق الصحافة المستقلة بأموال الحكومات في أغلب دول العالم، بما فيها الديمقراطية.
فالسؤال المثير الآن هو إلى أي مدى قد تكون أخلاقيات الإعلام مناسبة لوسائل الإعلام الحالية والمستقبلية التي تتسم بالتفاعل الفوري.
لقد تم تطوير المبادئ على مدى القرن الماضي، حيث نشأت في إطار بناء الأخلاقيات المهنية والموضوعية للصحف. بيد أن التغييرات التي طرأت على الإعلام تشكل تحديا لأسس أخلاقياته. والتحدي أعمق من مجرد المناقشات حول مبدأ أو آخر، مثل الموضوعية. بل إن التحدي أعظم من مجرد مشاكل محددة، مثل كيفية تمكن غرف الأخبار من التحقق من المحتوى الذي يقدمه المواطنون. وتتطلب الثورة منا إعادة النظر في الافتراضات. فماذا تعني الأخلاقيات بالنسبة إلى مهنة لا بد أن تقدم أخبارا وتحليلات فورية؛ حيث يصبح كل من لديه منصة ناشرا؟
لقد خلقت الثورة الإعلامية توترات أخلاقية على مستويين.الأول، هناك توتر بين الصحافة التقليدية والصحافة الإلكترونية. فثقافة الصحافة التقليدية، بقيمها المتمثلة في الدقة والتحقق قبل النشر والتوازن والحياد والرقابة، تتعارض مع ثقافة الصحافة الإلكترونية التي تؤكد على الفورية والتحيز من قبل المواطن الصحافي والتصحيح بعد النشر. وعلى المستوى الثاني هناك توتر بين الصحافة المحلية والعالمية. فإذا كان للصحافة تأثير عالمي، فما هي مسؤولياتها العالمية؟ وهل ينبغي لأخلاقيات وسائل الإعلام أن تعيد صياغة أهدافها ومعاييرها بحيث توجه الصحافة التي أصبحت الآن عالمية النطاق والتأثير؟ وكيف يبدو ذلك؟
يمكن تلخيص التحدي الذي تواجهه أخلاقيات الإعلام اليوم في سؤال: إلى أين تتجه الأخلاقيات في عالم الصحافة متعددة الوسائط؟
إن أخلاقيات الإعلام ينبغي لها أن تفعل أكثر من مجرد الإشارة إلى هذه التوترات. فمن الناحية النظرية، لا بد أن تعمل على فك تشابك الصراعات بين القيم. ولا بد أن تقرر المبادئ التي ينبغي الحفاظ عليها أو ابتكارها. ومن الناحية العملية يجب أن توفر معايير جديدة لتوجيه الصحافة على شبكة الإنترنت أو خارجها.


تابعنا على
تصميم وتطوير