الجزائر/متابعة الزوراء:
أثار التلفزيون الجزائري موجة واسعة من الجدل والسخرية والاستنكار بسبب إصراره على مهاجمة المغرب في أي مناسبة واختلاق الذرائع لتبرير مزاعمه حتى لو كان ذلك عبر تشويه الحقائق، رغم أنه الناطق باسم الدولة ويفترض أن يتسم بالمهنية والمصداقية.
وتداول ناشطون على الشبكات الاجتماعية مقاطع مصورة للتلفزيون الجزائري تناول فيها صورا اقتبسها من وسائل الإعلام المغربية بتعليق مختلف عن الأصل، الأمر الذي اعتبره هؤلاء تزييفا، وأضافوا أن التلفزيون خصص 15 دقيقة في نشرته الإخبارية لمهاجمة المغرب.
ولقيت هذه التغريدة تفاعلا واسعا من قبل المتابعين، حيث اعتبر العديد منهم أن استهداف المغرب والطعن في سياسته من قبل الإعلام الجزائري انعكسا عليه، إذ أثبتا أن المملكة تتمتع بالديمقراطية وحرية التعبير أكثر بكثير من السلطة التي تدعي دعم غزة وفلسطين والمقاومة في حين أنها تمنع المظاهرات التضامنية مع هذه القضية.
وسبق أن استغل الإعلام الجزائري أحداث الفنيدق بطريقة مسيئة، ووصل الأمر إلى حد نشر صور من غزة على أساس أنها في المغرب.
وقال عبدالفتاح الفاتيحي، الباحث المتخصص في قضايا الصحراء والشأن المغاربي، في تصريحات سابقة لموقع هسبريس المحلي إن “الإعلام الجزائري، الموجه بأبجديات الدعاية السوداء للمخابرات العسكرية الجزائرية، لا يتوانى عن استغلال بعض القضايا الهامشية في مسار البناء المغربي لتعليق النقاش السياسي الداخلي لها على مشجب العلاقات المتوترة مع المغرب”.
وأضاف “تكررت الصور والمشاهد الكاذبة في التلفزيون الجزائري الرسمي بعد 2020، والتي نسبت صورا للحرب في أذربيجان بمنطقة ناغورني قره باغ إلى الحرب في الصحراء المغربية، كما زعمت الجزائر دبلوماسيا وإعلاميا أن المغرب أشعل الحرائق في منطقة تيزي وزو صيف 2021، وروجت في تلفزيونها الرسمي أن الأمن الجزائري اعتقل مواطنين مغاربة ضمن شبكة للتجسس على الجزائر، ليتبين أنهم حرفيون يشتغلون في تزيين بيوت كبار رجال الدولة الجزائرية؛ في تزيينها بالزليج المغربي الأصيل وبالنقش المغربي على الجبس والخشب”. ونبه إلى أن “الدعاية السوداء الجزائرية تبقى محدودة التأثير طالما أنها موجهة للاستهلاك الداخلي في محاولة لتعليق تعثرات ونكسات النظام الجزائري، فيما هو سياسي واقتصادي واجتماعي، على مشجب أحداث مغربية معزولة”. وتعكس ممارسات الإعلام الجزائري أزمة كبيرة تتعلق بضعف المحتوى والتأثير إلى جانب أزمة الثقة والمصداقية، بينما تضخ الجزائر مئات الملايين من الدولارات سنويا في شكل دعم مالي لمؤسسات إعلامية حكومية وخاصة، لكنها لم تنجح في بلورة قاعدة إعلامية بإمكانها التأثير ولو نسبيا في الرأي العام الإقليمي والدولي.ويبقى القائمون على الشأن الإعلامي في الجزائر دون مستوى التحديات الحقيقية التي يضطلع بها الإعلام في صناعة الرأي العام وتوجيهه والدفاع عن المصالح الحيوية للبلاد.وخلال زمن الحزب الواحد الذي حكم البلاد (1962 – 1989) لم تسقط فاعلية وتأثير الإعلام الجزائري كما يحدث في السنوات الأخيرة، حيث تحرص دوائر القرار السياسي على جعله منصات دعائية ووسائل تضليل للرأي العام، الأمر الذي أقعده عن أداء دوره ورسالته، رغم أن البلاد تواجه تغيرات إقليمية مهددة للدولة برمتها.ويقول متابعون إن سياسات الإعلام الجزائري أقرب إلى تكريس الفساد والولاءات السياسية وإبعاد الكفاءات عن الواجهة، أكثر من قربها إلى ضرورات ملء الفراغ ومواكبة طموح السلطة السياسية في مدّ خيوط النفوذ والحضور بالمنطقة؛ فإلى جانب تغييب وإقصاء الأصوات والأقلام الناقدة والرأي الآخر، يجري الاصطفاف خلف خطاب السلطة بدل أداء دوره كسلطة موازية أو قاطرة تجر الرأي العام.
(عن/صحيفة العرب)