لو تمثل الصدق بهيئة رجل لجاءنا  رجل  بسيط يمشي الهوينى من غير تكلف ولا مظاهر زينة او حمايات او تدافع وذلك لانه واثق من نفسه  مقتنع بقوته وفرض هيبته .. وعلى هذا المنوال يمكن قياس كل ما يتعلق بالصدق من مناسبة , وفي هذا الاطار الماسي الجميل تواضعا العظيم معنى يمكننا ان نضع الحفل التأبيني الذي أقامه نادي الكرخ لمناسبة مرور سنة على رحيل رئيسه ومجدد تأسيسه النجم الكبير شرار حيدر .
في ميزان الأضواء كان من الواجب ان يكون الحفل اكبر مساحة واكثر حضورا واسطع نجوما واثقل مسؤولين ولكن هل توزن مثل هذه المناسبة بميزان الأضواء الذي قلما يصدق , فكان ميزان الصدق هو الأنسب والأجدر لها وهذا ما أضفى على الحفل استحضارا حقيقيا لروح الحبيب شرار حيدر التي لم تبتعد بعيدا عن الكرخ جغرافية وملعبا وعن العراق واهل العرق حبا  وبرَا وعن افئدة الاخوة والأصدقاء والزملاء حبيبا نقيا مخلصا جريئا في انتزاع الحق مؤثرا غيره على نفسه.
كانت في البدء كلمة رئيس النادي الأستاذ كريم حمادي , وهو الرياضي والإعلامي المبدع كما عرفته شخصيا وكما يشهد له اهل الاختصاص , ولكن لم يكن المقام مقام اعلام وشاشة وانما مقام قلوب تطيب لها المناجاة واستعادة الذكريات مع الحبيب الحي تحت رخامة قبره بما تركه من طيب الأثر وجميل الصنيع .. فتحدث قلبه عن قلبه بل قل الى قلبه الذي كان حتى الثاني والعشرين من أيلول  العام الماضي بين جوانحه حتى شاءت اراداة الله سبحانه ان تدع له واحدا متعه الله به صحة ونقاء وادخر له الآخر شاهدا على نبل الاخوة  الى يوم .. لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
ثم تحدث معالي وزير الشباب والرياضة الأستاذ احمد المبرقع الذي لم اكن قد رأيته من قبل فحمدت الله  على اني  رأيته في مثل هذه المناسبة حيث  لا مكان فيها إلا للصادقين الذين يشيدون بالصادقين المخلصين في عملهم الباذلين كل ما عندهم من اجل وطنهم في زمن قل فيه الباذلون وكثر فيه النهابون .. كانت كلمات الوزير تنساب مع ما  يتفق وجلال المناسبة وتشهد بما يرضي الله إن شاء الله بسيرة الراحل الكبير مواطنا عراقيا شريفا قام بدوره على افضل حال ما دام حيا ..وصار علينا ان نقدمه قدوة ونموذجا .
كلمتان او خطبتان ثم توجه الجمع المبارك الى قاعدة شمخ فوقها تمثال نصفي  للراحل الحبيب شرار حيدر عرفانا بدوره وشهادة بحسن سيرته وتأكيدا على نزاهة ادارته وترسيخا لمسيرته نجما متألقا واداريا ناجحا تحكى للطامحين لخدمة العراق ورياضته بشرف وإخلاص ..
تحرك الجمع خطوات فمساحة الاحتفال محدودة على خلاف سعة قلوب المحتفلين الذين منهم شقيق الراحل شرار الأخ الرائع خلقا لهيب حيدر الذي منحني الله شرف صداقته كما شقيقه منذ ما يزيد على الاربعين عاما ..ومن الجمع المبارك الأستاذ علي الاسدي رئيس نادي الكهرباء هذه الشخصية الرياضية التي تجلت صورتها في اكثر من مناسبة مطالبة بحقوق الرياضيين ..ومن الجمع النجم الكبير كريم محمد علاوي ومن الاعلامين الزملاء الكبار مقاما في عالم الاعلام الرياضي حسام حسن وحسين سلمان وضياء حسين وفريق الرياضية العراقية يقف بينهم متألقا المخرج المبدع احمد منادي رئيس قناتهم .. ومن الجمع ما لم يخطر على البال ان أراه الا ان استذكار روح الحبيب شرار كانت هي المناسبة الموعودة فشرار معطاء وان غادرنا فذكره ونسمات روحه باقية لتسعدنا , لقد رأيت وما أروع مارأيت أستاذ الرياضة في ثانوية 30 تموز في حي الوشاش وان شئت في حي العربي أي المنصور للدقة .. استاذنا الرائع الذي لم أره منذ اكثر من خمسة واربعين عاما الأستاذ مجيد .. وكان في الجمع أحبة آخرون لهم التحية فمساحة المقال لن تتسع لكل نفحات القلب الذي زادته احتفالية الكرخ وجدا وحنينا لمن لم يغب عن هذا القلب وان حرمت منه العين ..
شكرا نادي الكرخ ..شكرا معالي وزير الشباب .. شكرا لهيب حيدر ..شكرا لمن حضر احتفال القلوب الصادقة في استذكار شرارحيدر روحا وسيرة وقدوة أملا .