رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
فلسفة دورينا


المشاهدات 1251
تاريخ الإضافة 2024/09/21 - 9:39 PM
آخر تحديث 2024/12/19 - 8:57 PM

نبارك للكرة العراقية انطلاق دوري النجوم متمنين أن يكون موسما ناجحا نجاحا حقيقيا أي  بما يثمر عن فوائد ملموسة تنفع المنتخبات الوطنية في منافساتها الدولية، واننا نعلم انها أمنية صعبة التحقيق في اطار الاحتراف الذي دمر منتخبات بلدان كانت متقدمة في محيطها وقياسا بمن هم قريبون منها .
الليغا وجولات رجالها وظهورهم الإعلامي بصور شتى منها المحارب ومنها النجم ومنها المسؤول ومنها ومنها .. كلها صور فيها ترسيخ لفلسفة الاحتراف المطلق للكرة العراقية ومما اعطى هذه الفلسفة بعدا مثيرا للاسئلة انها قدمت للمشهد الكروي العراقي بسرعة البرق وكأن العراق بلد اوربي وكل مقومات الاحتراف متوفرة فيه مع ان الاحتراف في كل الكرة الأرضية اثبت لكل ذي عقل انه لا علاقة له بالرياضة فهو نظام من أنظمة الرق التي جرت لها عمليات تجميل وعرضت بألفاظ ومسميات تتناسب مع اخلاقيات عصر الثورة الاتصالية فتوارت الخلق الرياضية وراء استار النفاق والمال والمضاربات والمراهنات المرخصة فلم يعد للرياضة التي يعرفها الناس الطيبون ممن وضعوا ثقتهم بالباورون بيير دي كوبريتان باعث الألعاب الأولمبية الحديثة إلا الاسم والرسم الذي لايدل على الجوهر .
هذه حقيقة الاحتراف الرياضي عالميا مهما دافع عنه أنصاره فهو باختصار شديد نظام يجعل من كرة القدم مملكة للعبيد وليست للنجوم فالسوق مفتوحة ومن يسمى نجما انما هو سلعة معروضة للبيع ولها تاريخ نفاد للصلاحية وموعد اختفاء بعد انحسار الأضواء التي تتوجه بحكم قواعد السوق الى سلعة جديدة جرى تلميعها بعد الصرف عليها في احدى مصانع الإنتاج سواء الاكاديميات او الأندية او أي تسمية أخرى فهي مصانع لإنتاج البضائع البشرية التي ترمى في الميدان بسعر تتحكم فيه قواعد حددها تجار كبار يمتلكون قوة إعلامية ضاربة لا تدع لعشاق الكرة فرصة التقاط انفاس ولو متباعدة للتفكر والتقويم .
هذه هي الفلسفة التي تطرحها الليغا من غير ان نهتم بما وراء الذين جاءوا بها الى كرتنا وماذا جنوا وعلى أي شيء اتفقوا ؟.. الذي يعنينا ان الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا هواء يجب ان يكون في متناول الجميع وليس حكرا على الانوف الطويلة الشافطة، وإلا لماذا هذه التسمية، أي دوري النجوم، فهل الكرة هي للنجوم فقط وايهما الأولى بأن يكون مقدما في التسمية الكرة ام نجومها ؟ أي نقول دوري الكرة الممتاز او الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم .. أم نسميه دوري النجوم، ليقتصر الامر بعد سنين في نهاية المطاف على اسم او اسمين من ابرز عبيد سوق الكرة او إذا شئت قلت سوق نجوم الكرة، فالأمر سيان وكما حدث في ملحمة كرستيانو رونالدو وقصة حضوره مع ناديه النصر السعودي في الأسبوع الماضي الى بغداد وما فيها من تفاصيل يشيب لها رأس الرضيع بكل التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يدفع ثمنها أصحاب القلوب النقية من عشاق الكرة وهم في نفس الوقت ضحايا الضخ الإعلامي عبر الوسائل التقليدية والجديدة .
لابد من فلسفة واضحة للرياضة بكل تفاصيلها ولكرة القدم على وجه التحديد بما يتناسب وطبيعة المجتمع الذي تجري فعالياتها فيه من غير القفز على الحقائق ومن غير التلاعب بالألفاظ والمسميات، ولابد ان تسند الأمور التخطيطية بعيدة المدى الى أناس مخلصين من اهل الرياضة - علماء  - ممن لا مصلحة لهم في منصب او وكالة او تجارة في تحديد فلسفتنا الرياضية .. الأهداف والوسائل الموصلة لتلك الأهداف، ولا تعني مباركة هذا المسؤول او ذاك مهما علا منصبه لخطوات الاحتراف المريبة ان البلد على الطريق الصحيح رياضيا فالمسؤول مشكور على الدعم الذي هو اصلا من خير هذه الأرض الذي هو من فضل الله وحده سبحانه .. ولكن كل هذا الدعم لن يسوغ المضي في دروب النجاحات الوهمية التي لابد ان تدفع الرياضة العراقية ثمنها الباهظ يوما وهو ثمن يستقطع من قوت المواطن وسمعة الوطن.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير