متعة كبيرة تعيشها حين تجد نفسك في قارب علمي ينساب بك في نهر دراسة رصينة فينقلك من صفحة الى صفحة ومن جدول الى جدول ومن شكل الى شكل، وكل هذا بأسلوب رقراق لا تعكر صفوه الضرورة العلمية في استعمال المصطلحات إلا بين حين وآخر مما لا يفسد تلك المتعة إلا في حدود تعذر فهم بعض ما يتعلق بالاختصاص الدقيق للدراسة .
الدراسة هي رسالة ماجستير عنوانها “ تقييم أراضي بعض الملاعب والمتنزهات في العراق “ للباحثة زينب جعفر العلوجي التي اشكرها ثلاث مرات، الأولى لإهدائها لي نسخة من رسالتها المميزة حقا ليس في ميدانها او اختصاصها علوم الهندسة الزراعية فحسب بل في مجال الرياضة أيضا علما وتطبيقا، كما اشكرها كمواطن عراقي حريص على الارتقاء بملاعب البلد . أما الثالثة فبصفتي مديرا للاكاديمية الأولمبية العراقية، إذ وجدت في حدود ما قرأت في الرسالة انها تطرق بابا بحثيا غاية في الأهمية بالنسبة للرياضة العراقية ليس على مستوى المنافسات والمباريات وانما على مستوى التوسع في نشر الروح الرياضية والرياضة للجميع من خلال ازدياد المسطحات الخضر والملاعب الخضر التي يتم انشاؤها بطرق علمية وتجري صيانتها بأسلوب علمي وهو ما اخترناه عنوانا “ أسلوب إدارة التربة “ فما أوسع مديات الإدارة وما اعظم أهمية التربة .
اختارت الباحثة عينة مكونة من ملاعب الشعب والكرخ والنجف والسليمانية ومن متنزهي الجزيرة والزوراء مما يعكس أهمية الدراسة والجهد المبذول في إنجازها من قبل الباحثة ومشرفتها الدكتورة جميلة عبدالجبار، وإن للدراسة اهدافا حددتها الباحثة بتقييم أراضي الملاعب والمتنزهات، واقتراح معايير تقييم لهذه الأراضي،, وتحديد المشاكل الإدارية الناجمة عن استعمال المسطحات الخضر في الملاعب والمتنزهات مع اقتراح خطة إدارية لمعالجة تلك المشاكل .
تلك اهداف الدراسة التي حققتها الباحثة فنالت القبول ومن ثم منحها الشهادة. أما اهداف هذا المقال فهو ان تتبنى وزارة الشباب والرياضة الرسالة للاستفادة من علمية الباحثة وما يمكن ان تقطعه من مراحل في إدارة التربة بعد ان تتوفر لها أجواء علمية نموذجية للمضي قدما في هذا الموضوع، ومن الخطوات الإجرائية في هذا الباب ان تقدم الوزارة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة فرصة اكمال الباحثة لمرحلة الدكتوراه في نفس التخصص الدقيق أي إدارة التربة، والامر يخص أيضا اللجنة الأولمبية ويمكن ان تتولى المبادرة بالتعاون مع الوزارة، لاسيما ان اللجنة الأولمبية تعيش حالة انتعاش اعادت للحركة الأولمبية بمداها الثقافي العلمي الواسع الحيوية والامل في التطلع الى غد افضل، ومن اهداف هذا المقال أيضا تشجيع الرسائل والاطاريح التي تتناول البحث في القضايا الأساسية للمارسة الرياضية والمؤثرة جدا في تطورها حتى على مستوى رياضة الإنجاز .. وما أكثرها .. وهذا ما يتفق مع اهداف الحركة الأولمبية الدولية وما يمكن ان تساعد على إنجازه الاكاديمية الأولمبية العراقية .. مرة أخرى شكرا زينب .. شكرا دكتورة جميلة .. شكرا كلية علوم الهندسة الزراعية .