رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
لم يغب عن التلفزيون والسينما رغم انغماسه في الحركة المسرحيّة مؤلفا وممثلا يوسف العاني.. أبرز فناني المسرح والسينما في العراق منذ أربعينيات القرن الماضي


المشاهدات 1583
تاريخ الإضافة 2024/09/15 - 8:03 PM
آخر تحديث 2025/01/15 - 7:14 AM

ظافر جلود
 في أكثر من سبعين عاماً قضاها مع المسرح وليس من المبالغة القول إن سيرة المسرح في العراق لا تكاد تذكر إلا ومعها سيرة الكبير والجليل الفنان القدير يوسف العاني، الذي يعدّ واحداً من أواخر من بقي من جيل الرواد الأوائل للمسرح في البلاد. وهو أحد أبرز فناني المسرح والسينما في العراق منذ أربعينيات القرن الماضي، يكنى بـ «فنان الشعب»، أعد ومثل العديد من المسرحيات، وهو مؤسس فرقة «الفن الحديث» عام 1952.
لقد أصبح العاني، منذ أن مَلَكَ خشبة المسرح العراقي وجمهوره، وبحسب كثير من الباحثين والنقاد المحللين منهم والراصدين، الرابط والتاريخ للحركة المسرحية العراقية عبر مسيرته الطويلة بكل آمالها وطموحاتها وإخفاقاتها، واقترابها أو ابتعادها من الجمهور العريق سعى خلالها لذائقة مسرحية جديدة، حيث اعتبره الكثيرون أبا للمسرح العراقي الحديث، واتسمت تجربته المسرحية عبر مراحل تاريخه الفني بالابتكار والتجديد، والبحث عن صيغ تجريبية تجعل الخطاب المسرحي أكثر إثارة لخيال المشاهد، وأقرب لواقعه وأكثر التصاقا مع قضاياه اليومية. وخلال سنوات وتوهجه في سبعين عاماً قضاها بين المسرح والسينما والتلفزيون، لعب أدواراً تنوّعت بين الخفة والكوميديا في بداياته، مثلما فعل في مسرحيتي “مسمار جحا” و” ماكو شغل”، إلى أن تغير مساره كله مع “رسالة مفقودة” والخال فانيا” لتشيخوف. 
رحلة الكاتب المسرحي العراقي يوسف العاني (1927- 2016م) مع المسرح تمتد لأكثر من سبعين عاما أسس خلالها لذائقة مسرحية جديدة، حيث اعتبره الكثيرون أبا للمسرح العراقي الحديث، واتسمت تجربته المسرحية عبر مراحل تاريخه الفني بالابتكار والتجديد، والبحث عن صيغ تجريبية تجعل الخطاب المسرحي أكثر إثارة لخيال المشاهد، وأقرب لواقعه وأكثر اتصافا مع قضاياه اليومية.
في عام 1951 كانت البداية الحقيقية ليوسف العاني مع المسرح من خلال مسرحيته «رأس الشليلة» والتي استفاد فيها من تقنيات الكتابة الإذاعية، وفي هذا النص حاول «العاني» كشف أنماط الفساد في بعض الدوائر الحكومية، عن طريق كشف الإهمال والتسيب الوظيفي، لكن الجديد في هذا النص أن «العاني» جمع بين خاصيتين فنيتين هما «الواقعية»- والتي كانت قرينة للنصوص المسرحية العربية في نلك الفترة. وهذه الخاصية سنجدها تيمة حاكمة في كل نصوص «العاني» التالية، وإن كان هناك تأثر واضح بمسرح بريخت الملحمي والذي نجد له انعكاسات واضحة في نصوص «العاني»، 
استفاد العاني كذلك من تجارب المسرح الملحمي لبريخت فقد تعلم أن المسرح بالضرورة لابد أن يثير الرغبة في المشاهدين من أجل أن يتعرفوا على الواقع المحيط بهم، وبالتالي عليهم أن يعملوا على المشاركة الفعالة فيه. كما استفاد العاني كذل من «بريخت» فكرة الحبكات المتعددة، فبريخت لم تتخذ الحكاية عنده معنى محددا لأنه لم يقم بطرحها على شكل قصة مسلسلة، وإنما كان يأتي بها مثل قصة مسلسلة على شكل حدث متقطع يرى المتفرج أجزاء منه.
ولعل أبرز ما ميّز يوسف العاني هو الذي أسس فرقة «الفن الحديث» مع الفنان الراحل إبراهيم جلال وعدد من الفنانين المثقفين الشباب العراقيين يوم 3 أبريل/نيسان 1952.في تاريخ الحركة المسرحية العراقية هي البساطة والتماهي في الشخصيات التي يؤديها، وانفتاحه على فئات المجتمع المختلفة. كما يحسب له أنه استطاع جذب العامّة إلى مسرح النخبة عبر أعماله التي تناولت قضاياهم ومسّت صميم معاناتهم. وبعد أن كانت مسرحياته ذات مواضيع اجتماعية، اقترب العاني من السياسة في أعمال مسرحية جديدة، من ضمنها “آني أمك يا شاكر”، و” راس الشليلة”، و” عمر جديد”، و”ستة دراهم” وسواها.
كانت مكونات الشخصية البغدادية بكل أبعادها الاجتماعية والثقافية تتمثل في العاني، فحرص على أن يقدّمها مسرحياً عبر أعمال عدة، من بينها “دعبول البلام”. كما أنه سعى إلى استلهام الأساطير القديمة والفولكلور الشعبي للمحلّة (الحارة البغدادية) وإعادة تقديمها كأعمال فنية، منها “بغداد الأزل بين الجد والهزل” والليلة البغدادية مع المُلّا عبود الكرخي”.
وربما كانت إيحاءات المكان البغدادية الشعبية ورمزيته العميقة قد أخضعت نصوص العاني لهيمنتها الروحية، فجاءت مسرحياته التي كتبها (تتجاوز الخمسين) متعمقةً في التراث رغم حداثتها من جهة، وانفتاحها على التجارب العالمية وتعاطيها مع الأفكار الحديثة فنياً وتقنياً من جهة أخرى. فضلاً عن كونها أعمالاً نقدت الواقع السياسي تلميحاً وتصريحاً، وتسببت في اعتقال العاني، المعارض دائماً، أكثر من مرّة.
بعد أن قدّم العاني أربعين عملاً مسرحياً بين الخمسينيات والستينيات، بدأت السياسة تنغص عيشه. فبين منع لأحد العروض أو ملاحقة أو اعتقال، أصبحت الحياة لا تطاق، وإثر ذلك ترك بغداد راحلاً إلى بيروت، حيث عاش أربعة أعوام منقطعاً عن التمثيل وعاجزاً عن الكتابة. كان العاني يعيش وكأنه بلا ذراعيه، فالموهبتان (التمثيل والكتابة) كانتا بالنسبة إليه اليدين اللتين يعيش بهما. قال في إحدى مقابلاته: “سرت في دربي أعمل على تطوير الحالتين معاً حتى صارتا حالة واحدة”.
ولد “سعيد أفندي” نسبة للفيلم الذي لعب يطولنه مع المخرج كاميران حسني يوم 1 يوليو/تموز 1927 في منطقة عانه بمحافظة الأنبار غربي العراق، وجاء في الموقع الرسمي لدار السينما والمسرح التابع لوزارة الثقافة في العراق أن العاني ولد في الفلوجة ، لكنه ترعرع بمحلّة سوق حمادة البغدادية القديمة، ونشأ في جنباتها، إذ تشكّلت مخيلته من الحكايات والقصص التي ترويها العجائز في الكرخ، حيث التاريخ والأساطير في كل زاوية من زوايا المكان، إضافة إلى غنى الحياة الثقافية في هذه المنطقة التي كانت مركز الحياة الثقافية والسياسية البغدادية في العهد الملكي.
رافق العاني السينما في العراق منذ بداياتها الاولى وكان العنصر الفاعل وراء ولادة أحد أهم الأعمال الواقعية في السينما العراقية وهو فيلم»سعيد أفندي» الذي أخرجه كاميران حسني عام 1957، المأخوذ عن قصة شجار للكاتب العراقي أدمون صبري، وقد مثل العاني الدور الرئيسي فيه كما كتب حوار الفيلم.
ومن أفلامه الأخرى «المنعطف» للمخرج الراحل جعفر علي عن رواية خمسة أصوات لغائب طعمة فرمان و»ابو هيلة» و»المسألة الكبرى» لمحمد شكري جميل، و»بابل حبيبتي» لفيصل الياسري و «ليلة سفر» لبسام الوردي وفيلم «اليوم السادس» للمخرج يوسف شاهين.
درس العاني القانون وتخرج محامياً من جامعة بغداد. وفي هذه الفترة من حياته، وقف على المسرح ممثلاً لأول مرة في 24 شباط/ فبراير 1944، وأسس مع زملائه، أثناء دراسته، فرقة مسرحية أطلق عليها اسم “مجموعة جبر الخواطر”. وبعد تخرجه، لم يطق أن يترك الفن الذي بدأت علاقته به أيام الدراسة، فعاد متفرغاً إلى عشقه الأول، المسرح، ممثلاً ومؤلفاً، فكتب بواكير أعماله في الأربعينيات، من أهمها “القمرجية”، و” مع الحشاشة” و” طبيب يداوي الناس” و” محامي زهكان”، وأعمال أخرى. وأدواراً تنوّعت بين الخفة والكوميديا في بداياته، مثلما فعل في مسرحيتي “مسمار جحا” و” ماكو شغل”، إلى أن تغير مساره كله مع “رسالة مفقودة” و” الخال فانيا” لتشيكوف.
دخل معهد الفنون الجميلة فرع التمثيل لمدة أربع سنوات بتشجيع من استاذه حقي الشبلي، وفصل في السنة الأخيرة عام 1952 لمواقفه الوطنية.  لكنه تخرج في كلية الإدارة والاقتصاد بـبغداد، وقد شهدت دراسته الجامعية بدايات انطلاقته الفنية عندما أسس أول فرقة مسرحية إبان حياته الطلابية. شغل منصب معيد في كلية الإدارة والاقتصاد في بغداد (1950ـ1951) للإشراف على النشاط الفني في الكلية، ثم عين مديرا للبرامج في مديرية الإذاعة والتلفزيون بعد ثورة يوليو/ تموز 1958 .
كما شغل منصب أول مدير عام لمصلحة السينما والمسرح عام 1960، فرئيس فرقة المسرح الفني الحديث، والسكرتير العام للمركز العراقي للمسرح التابع للمركز العالمي. وكان أيضا عضوا في اللجنة التنفيذية للمركز العالمي للمسرح للفترة من 1983-1985. قضى عاما كاملا (1957 و1958) في عدد من مسارح الاتحاد السوفياتي سابقا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الديمقراطية وقتها، وهناك تعرف العاني على مسرح بريخت، وقضى أيضا أشهرا في مسارح فيينا.
ونظرا لخبرته الطويلة، تولى رئاسة هيئة تحكيم مسابقة الدراما في المهرجان العالمي للتلفزيون ببغداد 1988، ورئيسا لهيئة تحكيم مهرجان التمثيلية التلفزيونية الأول في تونس 1981، وعضو لجنة تحكيم مهرجان الشباب السينمائي في دمشق 1972. ومارس العاني أيضا النقد السينمائي والمسرحي منذ عام 1952، وكتب في مجالات النقد والمتابعات الفنية لا سيما المسرحية السينمائية، داخل العراق وخارجه. 
بعد أن العاني حقق قفزة ونجاح والتفاتة للنص المسرحي العراقي خاصة بين الخمسينيات والستينيات فقدم خلال مسيرته الفنية أكثر من خمسين مسرحية، منها مسرحيات اجتماعية قصيرة قدمها في سياق المسرح السياسي في الخمسينيات مثل «رأس الشليلة» 1951 و»حرمل وحبّه سودة» عام 1952 و»آني أمك يا شاكر» عام 1955.، بدأت السياسة تنغص عيشه. فبين منع لأحد العروض أو ملاحقة أو اعتقال، أصبحت الحياة لا تطاق، وإثر ذلك ترك بغداد راحلاً إلى بيروت، حيث عاش أربعة أعوام منقطعاً عن التمثيل وعاجزاً عن الكتابة. كان العاني يعيش وكأنه بلا ذراعيه، فالموهبتان (التمثيل والكتابة) كانتا بالنسبة إليه اليدين اللتين يعيش بهما. قال في إحدى مقابلاته: “سرت في دربي أعمل على تطوير الحالتين معاً حتى صارتا حالة واحدة”.
دخل العاني السجن ليس نفسه الذي خرج منه، إذ أضاف إلى حياته صديقَيْ العمر، مظفر النواب ومحمد مهدي الجواهري، اللذين تعرّف إليهما في المعتقل عام 1952. وزاد إيمانه بالفن بعد أن بدأ يعلّم المساجين التمثيل ويخرج مسرحيات سياسية داخل الزنزانة، مثيراً قلق الحاكم العسكري أنور الدين محمود الذي قرر في نهاية الأمر إطلاق سراحه قائلاً: “في الخارج يمكن منع مسرحياتك، لكن ما العمل وأنت في السجن!”.
كما ظهر تأثره بالمسرح الملحمي لدى بريخت كما اسلفنا في بعض أعماله مثل «المفتاح» و»الخرابة» و»الشريعة» و»الخان».وزيادة على الكتابة المسرحية، مثّل العاني في العديد من المسرحيات من بينها «مسمار جحا» عام 1952 و»الليلة البغدادية مع الملا عبود الكرخي» عام 1983 وغيرهما. كما كانت له إسهامات كبيرة في السينما العراقية، ومن أبرز أفلامه «سعيد أفندي» عام 1958 و»وداعا لبنان» عام 1967 و»بابل حبيبتي» 1987.شارك أيضا في العشرات من المسلسلات العراقية أبرزها «يوميات محلة» و»الحضارة الإسلامية» و»الجراح»، وشارك عربيا في فيلم «اليوم السادس» للمخرج يوسف شاهين عام 1986، إضافة إلى مشاركته في العديد من المهرجانات العربية والدولية.
لذلك فان النقاد كثيرا ما يعتبرون نصوص يوسف العاني كانت ثروة وطنية وارتقاء بالنص المحلي بعد ان هجره  المخرجون العائدون من اوربا وأميركا حديثا للعراق مقدمين عوضا عنه نصوص اجنبية مترجمة، ففي مسرحية «ستة دراهم» والتي وظف فيها «العاني» المخيال الشعبي حيث استعار صورة «الشاطر الشعبي» لبطل المسرحية الذي لا يملك إلا عاطفته في مواجهة الطبيب المتسلط صاحب النفوذ، وعلى نفس النمط جاءت مسرحيات «جحا والحمامة» و» وهي نوع من البانتومايم وقدمت على مسرح ستانسلافسكي في مدينة موسكو، ضمن مهرجان الشبيبة في الاتحاد السوفيتي عام 1957م.
أما مسرحية «المفتاح» والتي كتبها «العاني» في مرحلة مفصلية من تاريخ الوطن العربي عام 1967، فنراه فيها مشغولا بفكرة تقدمية الفكر، في مواجهة الأوهام التي أودت بالإنسان العربي وقتها إلى الهزيمة في نكسة يونيو 1967، بطلا المسرحية هما «حيران وحيرى» اللذان يخرجان في رحلة بحث عن الذات ومعهما رفيق ثالث هو «نوار»، لكنهما أثناء الرحلة يدركان أنهما يطاردان الأوهام، ويصلان في النهاية إلى نتيجة مفادها أنه ليس بالمجهود –فقط- الذي يبذله الإنسان يحصل على ما يريد ولكن بالهدف الذي يضعه لنفسه من البداية والذي يسعى – بعد ذلك- لتحقيقه.
وهذا النص يمكن اعتباره حالة خاصة في الكتابة المسرحية العراقية، نظرا لأنه غير من مسار تطور الكتابة المسرحية في بلاد الرافدين، حيث المزج بين الحكايات الشفاهية المتداولة وتجسيدها على خشبة المسرح، وبين احتوائه على مضامين ذات طابع تنويري وفكري عميق في مواجهة كل الخرافات التي كانت تحاول السيطرة على المجتمع في ذلك الوقت.
أما المرحلة التالية في مسرح «العاني» فتأتي من خلال مسرحيته «الخرابة» والتي زاوج فيها بين المسرح الواقعي والمسرح الشعبي، ومسرح العرائس، وكذلك استخدام تقنية «المسرح داخل المسرح»، فالعرض يدور في مكان متخيل من خلال مجموعة من الأشخاص، يقف كل منهم في حالة اعتراف، وهو ملزم أن يكون صادقا فيما يقول، وإن لم يفعل يسري عليه قانون المكان وهو عدم الخروج من «الخرابة» إذا لم يقل الصدق. ونجد في النص حالات أشبه بالمحاكمات الذاتية للنفس من خلال استخدام تقنيات المسرح الشعبي مثل الحكي و الراوي، وتعدد الأدوار لنفس الشخصية، كما أن الخطاب المسرحي في كثير من المقاطع نراه يتوجه إلى  الجمهور.
ومن الخصائص المهمة لمسرح «يوسف العاني» هو الربط بين الحدث الصغير الذي تدور من خلاله أحداث المسرحية وبين الحدث العام الذي قد يتعدى الحدود الجغرافية ليصل إلى تخوم إنسانية ممتدة لا تحدها الخرائط. نرى ذلك في مسرحية «الخان وأحوال ذلك الزمان» والتي ربط فيها بين ما يحدث في الخان الصغير وبين المصائر الشائكة لفكرة القومية العربية ما بعد ظهور عصر الانفتاح، خاصة وأن هذه المسرحية صدرت في طبعتها الأولى عام 1976.
كما يتسم مسرح يوسف العاني بالرمزية الشديدة المبني على صورة جزئية تنبثق منها صور أكثر اتساعا وعمومية عند تفعيل عنصر التأويل من قبل المشاهد، وهو في ذلك يستعين بعناصر مساعدة متعددة منها الألوان والإضاءة، كما في مسرحية «الغرفة الحمراء» التي وظف فيها الإضاءة باللون الأحمر لخلق شعور بالخطر والتشويق لدى المشاهد، وكذلك نفس الأمر في نص «الغرفة الزرقاء».
وهو هنا يلعب على خاصية مهمة من خلال مشاكسة التجربة العاطفية للجمهور لخلق حالة من التعايش مع العرض المسرحي، وذلك لأن مسرح «العاني» يعمل –دائما- على استكشاف العلاقات الإنسانية ووضعها في حيز المناقشة.
ونظرا لرصيده الواسع، وصفه الناقد المصري علي الراعي في كتابه «السينما والمسرح في الوطن العربي» بأنه «ضمن لنفسه شرطي توفيق الحكيم: الموهبة والاستمرار، وزاد عليهما شيئا آخر مهما وهو التمثيل، فهو أقرب من غيره إلى رجل المسرح».
ترك العاني مؤلفات عديدة عن المسرح والسينما منها: «المسرح بين الحديث والحدث» عام 1990 و»بين المسرح والسينما» عام 1967و»التجربة المسرحية معايشة وحكايات» عام 1979 و»سيناريو لم أكتبه بعد» عام 1987 و»شخوص في ذاكرتي» عام 2002.
حصل العاني على تكريمات عدة منها جائزة رائد المسرح ورائد في التأليف المسرحي، أفضل ممثل للأعوام 1981 و1983و1984، وأفضل كاتب سيناريو، ورائد مسرحي للمسرح العربي والأفريقي في مهرجان قرطاج بتونس عام 1985. وبراءة تقدير من نقابة الفنانين السوريين 1979، وتقدير خاص من دائرة الإذاعة والتلفزيون في العراق لمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس التلفزيون العراقي عام 1976.
توفي العاني يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016 في مستشفى بالعاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز 89 عاما بعد صراع مع المرض.


تابعنا على
تصميم وتطوير