رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
العام الدراسي والرسائل الثلاث


المشاهدات 1615
تاريخ الإضافة 2024/09/04 - 9:05 PM
آخر تحديث 2024/09/19 - 12:56 PM

ما هي إلا أيام ويبدأ العامُ الدراسيّ الجديد ليعودَ فيه الطلاب والطالبات إلى مقاعدهم الدراسيّة لتكملةِ مشوارهم العلمي الممنهج، ولتحقيق أهدافهم المشروعة التي يطمحون إليها.
 ففي بدايةِ كل عام دراسي يغزو التفاؤلُ قلوبنا وعقولنا، ونحرص أشد الحرص على وضع آليةٍ ممنهجةٍ للمضي بخطواتِ النجاح والتفوق لأبنائنا الطلبة.
كما يتحمس الطلابُ في بداية العام الدراسي لمواصلةِ مشوارهم العلمي لكي يحصلوا على خبراتٍ ومعلوماتٍ أكبر من السابق.
في مقالي هذا، وبمناسبةِ اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، وددت أن أوجهَ ثلاث رسائل لثلاث فئات لهم علاقةٌ قوية ومؤثرةٌ بالتعليم.
الرسالة الأولى .. إلى الهيئات التدريسية 
إلى كل من سلكَ هذا المسلك العظيم.. أساتذة ومعلمين، الذين شرّفهم الله بهذه المهنة العظيمة، التي لم تتيسر لغيرهم إلا القليل.. إن المهنة التي تؤدونها مهنة عظيمة، وركيزة أساسية لتثبيت دعائم الحياة بالعلم.. وباب واسع من أبواب نيل الرضى من الله -عز وجل- ومن الناس، فهنيئاً لكم ما تؤدونه من واجبات، وهنيئاً لكم هذا الشرف العظيم، ألا وهو تعليم الطلاب والطالبات العلم.
أقول للأسرة التعليمية.. لا يقوم عملٌ إلا بإخلاص، لكننا نجد في بعض ملاكات المهنة أنهم يضيعون كل ما يتاح لهم من أجر وخير، بسبب تركهم للإخلاص.. فترى الواحد منهم لا يؤدي عمله ورسالته بالشكل الصحيح، ولا يهتم بوقتِ دروسه، ولا بفائدةِ طلابه، فلا يبالي بسلوكٍ منحرفٍ عند الطلاب، وأخلاق رذيلة، وتبادل الكلمات غير اللائقة، وغيرها، وأقصى ما يفعله كتابة تعهد، والمهم عنده أن ينتهي وقتُ الدوام ليفك نفسه من همّ ذلك اليوم وغمه، ولم يخطر على باله أبداً أنه يؤدي رسالةً في مجتمعه، ليخرج لنا من تحت يده «الطبيب والمهندس والقاضي والصحفي والوزير والعالم»، وغيرهم من الكفاءات في البلد .
الرسالة الثانية .. إلى طلابنا وطالباتنا
طلابنا الأعزاء.. أوصيكم أولاً بالجد والمثابرة، والاجتهاد، فلكل مجتهد نصيب، ومستقبلكم أهم وأغلى من أي شيء.
أحبابنا الطلاب.. إن أول ما ينبغي عليكم تجاه علمكم الذي تتعلمونه بعد الإخلاص لله تعالى، توقير الهيئة التدريسية واحترامهم، فكم هو جميل أن تكون علاقةُ الطالب بمعلمه علاقة ود واحترام، فعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به .
ومما ينبغي على الطالبِ أيضاً الابتعاد عن أصدقاء السوء والتقرب لأصدقاء الخير الذين يعينونه على دراسته.
يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)).
وإذا تأملنا حياة الشباب، وجدنا أكثر صفاته المكتسبة، وليس كلها، قد اكتسبها من أصدقائه، سواء كانت خيراً أو شراً، ولا يمكن أن يجتمع ضدان، فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، وينبغي على الطالب التميز في أخلاقه وعلمه ولبسه.
الرسالة الثالثة.. إلى أولياء الأمور
أقول لأولياء الأمور.. عليكم التذكير بالمسؤولية الكبيرة في البيت وخارجه.
أولياء الأمور.. تعلمون أن التدريسيين لا يستطيعون تأديةَ عملهم في تربية الأبناء إلا بالتعاون معكم، وكم هو مؤسف أن يتربى أبناؤكم وبناتكم على شيء في المدرسة شهوراً، ثم تأتون أنتم لتهدموه في ساعة.
فنجد الطلاب يسهرون الليالي الطوال على الموبايل وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والعجب أن آباءهم وأمهاتهم هم أيضاً يسهرون للغرض نفسه.
اسمحوا لي أن أقول لكم: إن سبب فساد أكثر الأبناء هو الإهمال.. وترك الأمور تجري كما يحلو لهم.
وأيضاً من الأمور التي ينبغي مراعاتها في البيت تنظيم الوقت، فلا يكون البيت مثل الفندق يدخل أفراده ويخرجون منه كما يشاؤون.
وهنا أذكر بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
ختاماً.. أتمنى أن يكون العام الدراسيّ الجديد عاماً حافلاً بالرخاء والإنجاز، سائلا المولى -عز وجل- أن يوفق طلبتنا لكل خير، وأن يسدد خطاهم.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير