رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الانتخابات.. الطريق السالك إلى الديمقراطية


المشاهدات 1177
تاريخ الإضافة 2024/07/22 - 8:28 PM
آخر تحديث 2024/07/27 - 3:07 PM

بدأ العدّ التنازلي لانتخابات الرئاسة في تونس التي تنطلق يوم 6 أكتوبر في جولتها الأولى، وتكتسي هذه الانتخابات أهمية كبرى لجهة ما تحتلّه مؤسّسة الرئاسة في النظام السياسي التونسي، حيث يعتبر الرئيس محور العمل السياسي والحلقة الأهمّ في مؤسّسات الدولة ، وهو ما يفسّر الاهتمام الكبير الذي توليه كلّ الأطراف السياسية والحزبية لهذا الاستحقاق الانتخابي ، 
ويطمح التونسيون أن يكون مناسبة تتجلّى فيها الممارسة الديمقراطية بما يرسّخ قيم الحرية والديمقراطية ويقطع نهائيا مع عشرية الدمار التي عاشتها تونس بعد 2011 ويضع حدّا لحقبة الاستبداد التي طبعت دولة الاستقلال منذ 1956 .
 ومن المنتظر أن يتنافس على هدا الموقع المهمّ عدد هامّ من المترشحين، حيث قارب عددهم الثمانين مترشّحا ، وذلك في انتظار التصديق النهائي على هذه الترشحات من طرف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات 
وتجري هذه الانتخابات في أجواء من الأزمة الاقتصادية والغموض السياسي ، رغم أنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد إلتزم إلى حدّ الآن بكلّ المواعيد والاستحقاقات المعلنة ومنها استكمال بناء المؤسّسات باستثناء تركيز المحكمة الدستورية التي تعتبر صلاحياتها أساسية لتحقيق التوازن بين مؤسسات الدولة .
 وعلى عكس الاستحقاقات الانتخابية السابقة فإنّ الانتخابات الرئاسية القادمة ستشهد ،بحسب ما تبيّنه استطلاعات رأي ذات مصداقية ، نسبة مشاركة هامّة ، قد تفوق ال50 في المائة من مجموع الناخبين المسجلين ، ويتوقّع خبراء استطلاعات الرأي أن تكون مشاركة المرأة كبيرة ، وكثيرا ما حسمت المرأة في تونس المعارك السياسية والانتخابية ، وهي من العوامل التي تحدّد حسابات وطموحات كلّ الأطراف السياسية والحزبية .
ويتنافس الرئيس التونسي الحالي قيس سعيّد مع مرشحين من أفاق سياسية وفكرية مختلفة وينتظر أن تشتدّ المنافسة رغم الأسبقية التي يتمتّع بها الرئيس الحالي 
ويتطلّع التونسيون إلى أن يكون هذا الاستحقاق الانتخابي الرئاسي فرصة سانحة لتحقيق قفزة نوعية تطوي صفحات الأزمات السياسية وتفتح طريقا من أجل توفير سبل العيش الكريم والكرامة لكلّ المواطنين ، وتكون ضربة البداية لانطلاقة جديدة توحّد التونسيين على أساس عقد اجتماعي وسياسي يجمع ولا يفرّق .
ومعلوم أنّ هذه الانتخابات هي محلّ متابعة من طرف عديد الأطراف الاقليمية والدولية ، وتعلّق كلّ الأطراف آمالا كبيرة على نجاح التجربة الديمقراطية في تونس التي يُراد لها أن تكون مثالا يُحتذى ، وإنّ النجاح في هذه الانتخابات وفي أيّ انتخابات هو الطريق السويّ إلى الدربة الديمقراطية.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير