رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مَنْ المُنتصر في حرب غزة.. ومَنْ يستطيع إيقافها؟


المشاهدات 1395
تاريخ الإضافة 2024/07/20 - 9:20 PM
آخر تحديث 2024/07/27 - 2:36 PM

لكي نعلم من المنتصر علينا ان نعلم كيف يقاس النصر العسكري في المعارك وماهي ادواته، اما الشطر الاول من السؤال فان النصر في المعارك تفرضه ظروف المعركة والمنتصر هو من يمتلك التكتيك العسكري الذي يؤهله لكسب المعركة ومن ثم استثمار النصر، ومن اهم عناصره المباغتة والتخطيط لبدء المعركة لانزال اكبر الخسائر  وبذلك سيتحقق الهدف فيكسب المقاتل النصر، ولو طبقنا هذه المبادئ على طوفان الاقصى لوجدنا ان اركان النصر قد تحققت في معركة طوفان الاقصى وان ثمار النصر قد قطفت لهم، وان عناصر النصر قد اكتملت منذ الساعات الاولى ليوم 7/10/2023 , اما ما بعد هذا اليوم فلم يعد هناك شيء اسمه نصر للكيان المحتل وكل ما مرت به الايام بعد ٧ أكتوبر ليومنا هذا هي معارك لحفظ ماء الوجه وكذلك معارك ثأر من قبل الصهاينة على شعب اعزل ومخيمات سلميه لقتل الاطفال والنساء والشيوخ وتهجيرهم بأبشع صورة مرت في التاريخ الانساني منذ ان قتل( قابيل هابيل )  وليومنا هذا .
فاين نصر الكيان المحتل ؟، وعلى من انتصر لقد جمع العالم حوله لكي “يمشط ” مساحة ( ٣٦٥ كم وهي مساحة غزة بطول  ٤٦ كم وعرض بين ٦ الى ١٢ كم)  لمساحة تبلغ ١،٣٣%من مساحة فلسطين المحتلة ولم يستطيع ان يسيطر او يوقف قتال الابطال في غزة بل لم يستطيع ان يعلم مواقع قواتهم ويفاجئ يوميا بل في كل ساعة بعملياتهم البطولية، اين النصر وجيش يُعد من اكبر الجيوش في المنطقة بعدده وعدته وامتلاكه للتكنلوجيا عجز عن ايقاف مقاتلين بعدة بسيطة وبعدد لا يمثل فوج او لنقل لواء من جيش العدو، اين النصر وجيش لم يحرز نصرا واحدا وقد اجتمعت امريكا والغرب تسانده، هل نصر الكيان على مخيمات وعزل ؟.
 اما اين نصر المقاومة الفلسطينية فهو نصر مبين وكل من يسأل اين نصر المقاومة بعد ذلك فان سؤاله يساله الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا يبغون من ورائه جواب واحد وهو ماذا حصدت المقاومة الفلسطينية من طوفان الاقصى المبارك ولماذا كان وماهي نتائجه ومن المستفيد ؟.
قوله تعالى :
) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) [ البقرة: 214[.
أسئلة  نقرئها في صفحات التواصل الاجتماعي ونمر عليها ونحن نعلم اجابتها ونعلم ان النصر لا يقاس بعدد المرتقين الى السماء او عدد الجرحى او الدمار الذي حل بالمدينة النصر يقاس بنتائج تلك المعركة المصيرية ويقاس ايضا بخسائر العدو وارتباكه وعدم تمكنه من تحقيق غاياته والوصول الى اهدافه، النصر يكمن بصوت الحق الذي اصبح ينطق في كل ارجاء الدنيا والحديث عن احقية الفلسطينيين في ارضهم واسترجاع كرامتهم والعلو مع غاياتهم، وقبل هذا وذاك هل سمعتم يوما باي نصر خالي من التضحيات، انه قانون النصر ولا يأتي النصر الا بعد ان تمتحن السرائر ويكون الامر وحده لله سبحانه وتعالى .
فهل يعقل جيش الاحتلال الذي اعد هذا الاعداد وجهز بأحدث المعدات مدعوم من امريكا، بشكل مستمر بقنابل ذات الارطال والطائرات القاصفات المدمرات وجسور نقل السلاح بين امريكا والكيان المحتل ناهيك عن الدعم المادي والمعنوي، ومع هذا فان هذا الجيش “العرمرم” يفشل طول هذه الفترة في تحقيق هدف واحد من اهدافه والتي اعلن عنها مرارا على لسان نتنياهو؟
وهل لازلنا نحن العرب “الراكضين” وراء مهرجاناتنا وحفلاتنا الغنائية نبحث عن نصر للمقاومة الفلسطينية ونبحث عن نتائج النصر فهل زاغت الابصار ام عليها غشاوة ام ان قلوبنا قد ران عليها فأصبحت تسجل نتائج نصر المقاومة على انها انتحار لها؟
العالم كله اليوم يتكلم عن أحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعالم كله اليوم يتكلم عن الظلم الذي يوجهه الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال والعالم كله اليوم يدين حرب الابادة التي يقوم بها الكيان المحتل .
فشتان ما بين نصر مبين حققه ابطال المقاومة فجر ٧ أكتوبر، وحرب ابادة غايتها انهاء شعب بقتل او تهجير.
مَنّ المنتصر..؟، عدو يستخدم قوته بكل وحشية على شعب اعزل فيقصف مخيمات سكانها لاجئين فيقتل ويدمر بلا استثناء وبلا هدف سوى ابادتهم ام نصر مبين ” لفتية” عاهدوا الله فنصرهم؟
والسؤال الاهم من سيوقف الحرب “حرب الابادة ” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ؟، الجواب ان زمام الحرب لاستمرارها وايقافها تحددها المقاومة الفلسطينية، بصمودها وتكبديها العدو شر الخسائر وعدم السماح لنتنياهو من بلوغ هدفه، نعم الفلسطيني هو من يحدد يوم ايقاف الحرب، (ولا يحدد من المنتصر)، فان النصر قطفه الابطال واستثمره بفضح العدو اما حرب الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني فهو الحقد والكراهية للعنصر العربي الفلسطيني الذي يحمله قلب ذاك الصهيوني الحاقد ومن سار معه .
  ان المقاومة الفلسطينية استطاعت ان تجعل من هذا الجيش ذي العدة والعدد مجرد اسطورة تتناقلها العجائز ولا يصدقها الغلمان .
هل فهمتم ياعرب اللسان مَنّْ المنتصر ؟.
والله المستعان .
نقلا عن « رأي اليوم «


تابعنا على
تصميم وتطوير