رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
قمّة الناتو في واشنطن: قمة الرجل المريض والقادة المهزومين وداعمي حرب الابادة


المشاهدات 1067
تاريخ الإضافة 2024/07/14 - 8:48 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 2:06 AM

أفتتحها الرئيس بايدن (الرجل المريض)، يوم الثلاثاء والموافق 2024/7/9، في واشنطن، وأُختتمت أعمالها يوم الخميس الموافق 2024/7/11، وكانت قمة مرور 75 عام على تأسيس منظمة حلف شمال الاطلسي (الناتو).
شاءت الأقدار ان تمّرُ الذكرى التأسيسية و ظروف المنظمة ودولها كما وصفناها في العنوان: قمة رئيس مريض وقادة مهزومين سياسياً و ساهموا في دعم كيان محتل في ارتكابه جرائم حرب وابادة وضّد الانسانية، في غزّة، كما شهدها الواقع و الرأي العام الدولي وسيذكرها التاريخ.
قادة مهزومين سياسياً بعد فشلهم في انتخابات البرلمان الأوربي وغيرها فالرئيس ماكرون فشلَ اوربياً، ولم يتصدر في الانتخابات البرلمانية الفرنسية، كذلك الحال في المانيا وفي بريطانيا، وقد يعزّز الخطر المحدق بمستقبل او بفاعلية منظمة الناتو نجاح الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات القادمة ترامب بالفوز والعودة إلى كرسي الرئاسة الأمريكية، وهو الذي سعى و يسعى إلى تقليص دور الناتو.
قمّة عناوينها الأساسية ثلاثة اهداف لم ولن تتحققْ : الدفاع عن أوكرانيا، الردع والدفاع، وتحقيق الامن الدولي.
يوم بعد يوم، يتقدّم الجيش الروسي ويتوغل ويسيطر على مناطق و اراضي في أوكرانيا، وتفشل دول الناتو في الدفاع عن أُوكرانيا، وذلك بالرغم من حجم الدعم العسكري الذي قدمته دول الناتو ولاتزال لأوكرانيا، ويبلغ بمقدار 40 مليار دولار سنوياً، ومنذ اندلاع الحرب في شباط عام 2022، وحسب تصريح الامين العام للحلف للصحفيين خلال التغطيات الإعلامية للقمّة. روسيا لم تتأخر عن مشاركتها في قمة الناتو، ولكن بطريقتها الخاصة، حيث وفي افتتاحية القمة، أمطرت كييف بوابل من الصواريخ، أدت إلى مقتل العشرات. ارادت روسيا توجيه رسالة إلى قادة الناتو، والذين ادرجوا في مقدمة جدول أعمال القمة تعّهد دول الناتو بدعم عسكري كبير وطويل الامد لأوكرانيا من اجل الدفاع عن سيادتها، مثلما صرّحوا.
لم تنجح دول الناتو في تثبيت قاعدة الردع .
و هل لا تزال قاعدة الردع العسكري ،التي تبنّتها الدول و احتمت خلفها فاعلة في الوقت الحاضر؟
ها هي روسيا ضمّت القرم في آذار عام 2014، وشّنت حرب على أوكرانيا عام 2022 .
ها همُ الحوثيون ، وفي اطار دعمهم لغزّة ، ينجحون في استهداف السفن و البواخر المُبحرة إلى الكيان المحتل ،لم تردعهم لا امريكا ولا دول الناتو.
وها هي إسرائيل، وفي مواجهة مقاتلي حزب الله، جنوب لبنان، تتردّد في شّنْ حرب، لأنَّ عدوها يمتلك أيضاً قوّة الردع.
أصبحَ مبدأ الردع لدول الناتو سياسي وليس عسكري ، و فائدته هو تعزيز ميزانية الحلف ،لإلزام دول الحلف بمشاركة مالية سنوية قدرها 2 و نصف بالمائة من الانتاج القومي لكل دولة ،و تصنّف هذه المساهمة تحت باب ” الردع والدفاع ” .
أمّا عن الهدف الثالث لقمّة الناتو وهو تحقيق الامن العالمي ، فهو بالحقيقة أكذوبة قرون وليس ” كذبة نيسان ” . منذ تأسيس حلف الناتو عام 1949 , والذي تزامن مع نهاية الحرب العالمية الثانية ،و مع تأسيس التجمعًات و الاتفاقات الاممية و القانونية و الدولية ، و نحن نسمع و نقرأ عزم امريكا و دول الغرب و العالم على سعيها الدؤوب للحفاظ على الامن و السلم العالميين او تحقيقهما ، ولكن لا أمن ولا سلمْ حلاّ في العالم ،الذي شهد حروب و احتلال و قمع وظلم ، ولا تزال .
و من المؤسف ان نسمع الامين العام لحلف الناتو ،في مؤمره الصحفي ليوم الاثنين ( يوم واحد قبل انعقاد القمة في واشنطن ) وهو يقول ” اتّباع الناتو لنهج 360 درجة نحو الامن العالمي ” ، ويقول أيضاً ” على الرغم من ان الناتو لايريد ان يصبح شرطياً عالمياً ،فأنَّ مفهوم الامن اصبح عالمياً اكثر فأكثر ” ، يقولها في الوقت الذي تدعم فيه امريكا و دول الناتو حرب ابادة ترتكبها اسرائيل ضد شعب بالكامل.
وتحت ذريعة سعي الحلف لنشر الامن ، وجّه الامين العام للحلف دعوته إلى قادة استراليا واليابان و كوريا الجنوبية و نيوزلندا للمشاركة في القمة ، قائلا ” وهذا دليل على ان أمننا ليس إقليمياً بل عالمياً “
مثلما أخذت روسيا دورها في المشاركة في افتتاحية القمة ، وبطريقتها ، كما ذكرنا أعلاه ،كذلك الصين لم تتأخر ،هي الأخرى عن المشاركة ،حيث سارعت بكين إلى ادانة تصريحات الامين العام لحلف الناتو، و وصفتها ” افتراء ” ، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ” ما يسمى بأمن الناتو هو على حساب أمن الدول الأخرى ، و يدعي الناتو انه منظمة امنية اقليمية ،فيما يواصل توسيع قواته خارج حدوده …” .
ما يعزّز ” اكذوبة أمن العالم ” ، والذي يدرج حلف الناتو الامن ، هدفاً استراتيجياً ، هو تطبيق ” ازدواجية المعايير ” ،فالحلف مستقتل في دعم أوكرانيا ” للدفاع عن نفسها ضد المحتل الروسي ” ، ولكن الحلف مستقتل لدعم كيان محتل و متمرد على القوانين و الشرعية الدولية،و مجرم حرب بحق شعب مُحتلْ و مقاوم ويطالب بحقوقه ! أليس في هذه المواقف ” ازدواجية معايير ” ؟
سؤال أوجهه إلى الرئيس الفرنسي ماكرون ،الذي صّرّح يوم امس ،وعلى هامش حضوره ومشاركته قمة الناتو ،برفضه اتهام دول الغرب بازدواجية المعايير تجاه أوكرانيا وتجاه غزّة ، وقال بقدر اهتمامنا بأوكرانيا ،مهتمين ايضاً بالأوضاع في غزّة .
كلام الرئيس الفرنسي صحيح جداً ،ولكن اهتمام يفرق عن اهتمام .
رئيس المركز العربي الأوربي للسياسات و تعزيز القدرات في بروكسل.
نقلا عن « رأي اليوم»


تابعنا على
تصميم وتطوير