رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
السيطرة على سوق الترفيه في المنطقة يكلف إم.بي.سي مبالغ ضخمة


المشاهدات 1189
تاريخ الإضافة 2024/07/09 - 8:36 PM
آخر تحديث 2024/10/21 - 1:48 PM

الرياض/متابعة الزوراء:
 تسعى مجموعة إم.بي.سي الإعلامية السعودية إلى الهيمنة على سوق الترفيه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتنافس بقوة مع نتفليكس لتصبح أكبر خدمة بث مباشر في المنطقة، من خلال إنتاج مجموعة واسعة من البرامج التلفزيونية والأفلام العربية وتقديم برامج مجانية مدعومة بالإعلانات عبر منصة شاهد، ورغم أنها مازالت لم تحقق الأرباح إلا أنها تسجل نموا متزايدا.
وسلط تقرير لفايننشال تايمز، أعده أحمد العمران من جدة وكلوي كورنش من دبي، الضوء على المجموعة الإعلامية التي تعد أكبر شبكة بث في المنطقة، وتسيطر الآن على 22 في المئة من سوق البث المباشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقيمة مليار دولار من خلال منصة شاهد التابعة لها. وهو ما جعلها تتفوق بنسبة 4 في المئة على منافستها الإقليمية ستارز بلاي أرابيا وبنسبة 5 في المئة على نتفليكس، وفقا لمحلل الصناعة أوميديا.
وخصصت إم.بي.سي مبالغ كبيرة للاستثمار في البث المباشر خلال السنوات الأربع الماضية، وعلقت آمالها في النمو على منصة شاهد التي لم تحقق أرباحًا بعد، وتكبدت خسائر بقيمة 900 مليون ريال سعودي (240 مليون دولار) بين عام 2020 والنصف الأول من عام 2023، غير أن المجموعة الإعلامية تراهن على نمو المنصة لذلك تعمل على تلبية أذواق أعداد المشاهدين المتزايدة خاصة في دول الخليج.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن سام بارنيت، الرئيس التنفيذي لقنوات إم.بي.سي، قوله إن التلفزيون “ليس المكان الذي سنحقق النمو بفضله… مازالت نسبة المشاهدة التلفزيونية مماثلة لما كانت عليه في السنوات السابقة. نحن نحافظ على حصتنا في السوق. لكن الإعلام هو الذي يتغير… نحن نشهد تحول الناس إلى البث المباشر”.
وتقول منصة شاهد إن لديها الآن 4.8 مليون اشتراك مدفوع الأجر في المنطقة، بينما يشاهد 20 مليونًا بانتظام خدمة البث المباشر المدعومة بالإعلانات، والتي تجتذب المشاهدين بمسلسلات درامية طويلة.
وأضاف بارنيت أن “إم.بي.سي تحدت النقاد الذين قالوا إن القائمين على البث العالمي سيتمكنون من القضاء عليكم. أنتم شركة في سوق شرق أوسطية ضيقة. ليس هناك طريقة للوقوف في وجه نتفليكس وديزني+ وإتش.بي.أو.ماكس”.
وذكر التقرير أن التحول من التلفزيون إلى البث المباشر يشكل تحديًا لمحطات البث في جميع أنحاء العالم، ولكن في منطقة تفتقر إلى بيانات موثوقة عن جمهور التلفزيون فإنه يمثل أيضًا فرصة. ويتم استطلاع آراء المشاهدين في أكثر من 20 دولة في الشرق الأوسط من حين إلى آخر فقط، وغالبًا ما يكون ذلك من خلال استطلاعات الرأي التي تجريها شركات الإعلام نفسها. لكن خدمات البث تسمح لشركات الإعلام بمعرفة ما يشاهده المتابعون ومقدار الإعلانات التي يتعرضون لها.
وفي رهانها على البث المباشر تعتمد إم.بي.سي على التركيبة السكانية، إذ أن أكثر من 55 في المئة من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت سن الثلاثين.
وخسرت شاهد 6 ملايين ريال سعودي في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، لكن الوضع يتحسن مع ارتفاع إيرادات الاشتراكات والإعلانات. وقد بلغت خسائر الفترة نفسها من العام الماضي 102 مليون ريال. وفي الوقت نفسه ارتفعت الإيرادات بنسبة 72 في المئة على أساس سنوي ووصلت إلى 298 مليون ريال سعودي، مع انخفاض خلال شهر رمضان في الربع الأول.
وتتابع العائلات تقليديًا مسلسلات تلفزيونية مدتها شهر خلال تلك الفترة، ما يجعلها فترة الذروة لإيرادات الإعلانات.
وقال كريم سركيس، المتخصص في الإعلام والترفيه في شركة الاستشارات “إستراتيجي”، إن خدمة البث المجانية التي تقدمها شاهد والعروض والأفلام باللغة العربية تساعدها على التنافس مع نتفليكس.
وأضاف سركيس أن “أولئك الذين توقعوا أن تقوم نتفليكس بإنتاج عدد كبير من المحتوى باللغة العربية أصيبوا بخيبة أمل، في حين أن إم.بي.سي تفطنت في هذه الأثناء… إذا استمروا في المنافسة بنفس الطريقة أعتقد أن الفائز على المدى الطويل ستكون شاهد”.
وتأسست المجموعة في لندن عام 1991 كأول قناة فضائية خاصة في العالم العربي، وكانت لاعباً تجارياً استثنائيا في صناعة الإعلام في المنطقة التي تهيمن عليها الشبكات المملوكة للدولة والتي تشكل أهمية بالغة في إبراز القوة الناعمة ومشاريع رجال الأعمال.
وفي عام 2017 انخفضت ملكية وليد آل إبراهيم من 100 إلى 40 في المئة من المجموعة الإعلامية، بينما استحوذت شركة استثمار مملوكة لوزارة المالية على الـ60 في المئة الأخرى. وباعت جزءًا من تلك الحصة في طرح عام أولي العام الماضي، ومنذ الإدراج ارتفع سعر سهم إم.بي.سي بنحو 30 في المئة إلى 44 ريالًا سعوديًا.
ولا تزال الحكومة تمتلك أكثر من نصف أسهم إم.بي.سي، لكن إبراهيم احتفظ بالرئاسة ويشارك بنشاط في الأعمال. وقال بارنيت “مثل العديد من أقطاب الإعلام الكبار، لديه آراء قوية بشأن المحتوى”.
وأضاف بارنيت أن اختيار العروض التي ستنجح أمر بالغ الأهمية؛ فلدى العديد من البلدان في المنطقة قواعد محتوى صارمة، وقد تم توجيه انتقادات لاذعة إلى بعض القائمين على البث المباشر من قبل المشرفين على الإعلام في بعض دول المنطقة لعرضهم مشاهد “تخالف قيم المجتمع”. وفي عام 2019 اضطرت نتفليكس إلى إزالة حلقة من برنامج كوميدي بعد شكوى من السعودية، وهو ما زاد التخوفات من التدخل السياسي.
وتابع الرئيس التنفيذي للمجموعة أن إم.بي.سي وشاهد تحاولان “الاقتراب من الخطوط الحمراء، لكنهما لا تتجاوزانها بشكل يؤدي إلى نفور جمهورهما”، مستشهداً بالدراما الكويتية “زوجة واحدة لا تكفي” التي تناولت موضوع تعدد الزوجات هذا العام.


تابعنا على
تصميم وتطوير