ضفدعان سقطا في حفرة عميقة، فحاولا الخروج منها بالقفز بقوة، بينما وقفت بقية الضفادع فوق تلك الحفرة وكانوا مدرِكين عمقها فقالوا لهما: (لن تستطيعا الخروج مهما فعلتما فهذه الحفرة عميقة جدًا، توقفا، فلن تجدا نتيجة). لكن الضفدعين أصرّا على القفز والخروج، إلى أن مات أحدهما بينما تابع الآخر القفز بالتزامن مع أصوات الضفادع الأخرى التي تنادي عليه ليتوقّف عن تعذيب نفسه ومحاولة الخروج.
في النهاية نجح في الخروج من الحفرة، وعندما سأله الجميع عن سرّ استمراره في القفز رغم تحذيرهم له أجاب أن سمعه ثقيل ولم يفهم ما كانوا يقولون وكان يظنّ أنهم يشجّعونه ليستمر في القفز.
هذه القصة تجعلنا ندرك كم من مرّة نحطّم فيها أطفالنا في اليوم (بالكلام وبالتعليمات وبالإهانات والتهم والنظرات) وهذه كلّها لا ترّبي الطفل.
نحن نبني شخصيّة أبنائنا بكلامنا لهم، فعندما نقول للطفل أنت ذكيّ فسيحاول فعل ما أمكنه ليكون ذكيًا وعندما أقول له أنت فاشل فسوف يكون فاشلاً في حياته. مع العلم أن التشجيع لا يكون بالكلام فقط فهو قد يكون بالاستماع أو بالنظر إلى الطفل عندما يتحدّث إلينا أو بالابتسامة أو بكلمة لطيفة نقولها له أو بشكره على عمل قام به، والأهم من هذه كلّها هو أن يعلم الطفل كم نحبّه فعندما نملأ مستودع الطفل بالمحبة يصبح أكثر تجاوباً مع التشجيع أو التأنيب مما لو كان مستودعه العاطفي فارغاً.
واذا أردت تطبيقها على طفلك فشاركه نجاحه علّق رسوماته على الحائط وأفتخر بها وأعده بهدية يختارها هو، وعندما يرتّب غرفته وأغراضه أشكره وضمّه وأقبّله وأخبره أنك مسرور جدًا من عمله وحاول أن لا تنقده في حال لم يرتّب غرفته في اليوم التالي .
مع محاولة انتقاء كلمات تشجيع دائمة لأن كل كلمة نقد تتلّقاها النفس تحتاج إلى تسع كلمات تشجيع لتطرد الأثر السلبي لهذه الكلمة من العقل الباطن.
فالنفس مخلوق رقيق حساس مثل الزهرة ينمو بالرعاية والرفق، أما كلمات الذمّ فهي تسحق النفس وتحنيها وتدمّر محتوياتها. ونحن كأهل مؤتمنون على هذه النفس  نسقيها بالمحبة ونقلّمها بالتشجيع ونغذيها بالصلاة .