رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
قصص صحفية مُحرَّمة


المشاهدات 1099
تاريخ الإضافة 2024/07/01 - 8:31 PM
آخر تحديث 2024/07/03 - 1:31 AM

حين يحتفل صحفيو العراق ومعهم ضيوفهم، بالذكرى الخامسة والخمسين بعد المئة لتأسيس الصحافة العراقية، فإن ظلال المواقف الشجاعة والبطولات الاسطورية للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، وزملائهم الشجعان في الصحف والوكالات والفضائيات العربية والعالمية خلال أيام الحرب الصهيونية البشعة على غزة، كانت تفرض وجودها بقوة، وكانت أصوات الصحفيين والإعلاميين الذين ارتقوا مجد الشهادة، أو تم اغتيالهم غيلة وجبناً، وهم يؤدون واجبهم المقدس، تعلوا على كل الأصوات.
لقد وصل عدد الصحفيين الذين نالوا شرف الشهادة في حرب الإبادة الجماعية هذه إلى اكثر من من 150 صحفياً حتى اليوم والحرب تدخل الشهر التاسع، ومازال العدد مرشحاً للارتفاع مع استمرار العدوان الصهيوني الذي لم يكتفِ بملاحقة الصحفيين والاعلاميين على أرض غزة وأحيائها المقاومة، وفي دير البلح وخان يونس ورفح، بل تعداها إلى مدن الضفة الغربية وجنوب لبنان، وكل أرض تقاومهم داخل الحدود التاريخية لفلسطين وخارجها. بل أن استهداف الصحفيين كان أسلوباً مُمنهجاً لأفراد الجيش الإسرائيلي قبل الحرب على غزة، وما زالت دماء شيرين أبو عاقلة التي سبقتها دماء أكثر من مائة صحفي نالوا شرف الشهادة، لم تجف بعد. وما زالت بطولات وائل دحدوح وزملائه من المراسلين والمصورين ماثلة في أذهان العالم أجمع.
 وفي تحقيق استغرق أربعة أشهر وشارك فيه أكثر من خمسين صحفياً، وخمسة وعشرون خبيراً في المقذوفات والأسلحة، ومئة وعشرون شاهداً، نشرته مؤخراً منظمة قصص مُحرَّمة « Forbidden Stories « - وهي منظمة عالمية تهتم بنشر ومتابعة قصص وأعمال الصحفيين الذين يواجهون التهديدات أو السجن أو القتل، إلى جانب منظمات أخرى مثل «مراسلون بلا حدود « و « حرية الصحافة « – تبين وجود صفة التعمُّد في هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين، بحيث تم استهداف ما لا يقل عن أربعين صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام في أثناء وجودهم داخل منازلهم، فيما أُستشهد أربعين صحفياً آخرين تحت ذريعة بأنهم يعملون لصالح وسائل اعلام تابعة لحماس، ناهيك عن الصحفيين الذين تم استهدافهم بطائرات مسيرة، ومنهم أنس الشريف ومحمود شلحة وعماد غبون ومحمود صباح الذين يروي التحقيق قصتهم حين كانوا على تلة صغيرة في تل الزعتر من أجل البحث عن إشارة إنترنت لنقل مقاطع الفيديو إلى محرريهم، عندما استشهدوا بانفجار صاروخ استهدفتهم به مسيرة إسرائيلية، على الرغم من أن أنس الشريف يرتدي السترة والخوذة المخصصتين للصحفيين. وكذلك استهدفت مسيرة المصور وائل أبو دقة من فريق قناة الجزيرة في خان يونس، وكشف التقرير نقلاً عن المسعفين، أن جثة سامر ممزقة إلى أشلاء، ما يفيد بأنه أصيب بضربتين على الأقل، كما عثروا على السترة الصحفية التي كان يرتديها معلقة على الحائط، وذلك دليل كما يقول التقرير على أنه كان على قيد الحياة في البداية، وأنه خلع السترة لأنها كانت ثقيلة.
إن الصحفيين العراقيين الذين خبروا الحروب، وقدموا مئات الشهداء والجرحى على امتداد العقدين الماضيين، ولاسيما على ايدي قوات الاحتلال الأمريكي، أو في الحرب على داعش والتنظيمات الإرهابية المسلحة، أو في حوادث جنائية، إنما يستذكرون في عيدهم السنوي أولئك الزميلات والزملاء الأبطال من شهداء الصحافة العراقية، ومراسلي ومصوري القنوات الفضائية العاملة في العراق، مثلما يستحضرون تلك القصص المؤلمة عن استشهاد الصحفيين في غزة والتي دُفنت الكثير من تفاصيلها تحت ركام الحرب التي فتكت بالبشر والحجر، وما زالت تكتب في كل يوم قصص مُحرَّمة جديدة، تدين الصهاينة وتكشف حقيقتهم الإجرامية التي لم تعد تخفى على احد .
الصحافة العراقية قدمت ما يقرب من 500 شهيد من الصحفيين والعاملين في الإعلام على مدار العقود الماضية. وقد أثبت هؤلاء بدمائهم وأرواحهم أن الصحافة  كلمة حرة .. وموقف شجاع .. ومسؤولية أخلاقية .. وقبل ذلك كله تضحية في سبيل الله والحق والوطن.
 وما أكثر القصص المُحرَّمة في بغداد وغزة .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير