رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
وختامها «زوراء»


المشاهدات 1057
تاريخ الإضافة 2024/06/29 - 9:34 PM
آخر تحديث 2024/07/03 - 1:33 AM

أن تختم رحلتك مع الصحافة الورقية التي إستمرت حتى الآن 50 عاما بالتمام والكامل بالصحيفة التي إفتتحت عهد الصحافة بالعراق “زوراء” فهذا مجد وعرفان بالبدايات الصعبة والنهايات الأصعب. فـ”الزوراء” التي تصدر الآن عن نقابة الصحفيين العراقيين والتي نحتفل هذه الايام بذكراها الـ 155 لم تكن مجرد مسيرة طويلة شهدت حالات وحالات عبر الأعصر والعهود منذ أن كان العراق ولاية عثمانية ومن ثم أصبح دولة بنظام ملكي ومن بعدها جمهورية بأنظمة مختلفة فإن حال الزوراء بقي مثل حال المتنبي حاله واحد في كل حال بينما حالات الزمان عليه شتى. ومع أن المتنبي “فيك” كثيرا حتى إنه شبه نفسه بالأنبياء مثل “المسيح بين الهيود” أو “كصالح في ثمود” لكن الزمن بل قل الأزمان تغيرت حيث إختلط الصالح بالطالح بينما تناسلت ثمود أقواما وأمما وشعوبا ليتعاركوا لا ليتعارفوا مثلما هي مسيرة التاريخ الذي وصلنا منه مالا يسر أكثر مما يسر. 
وسط هذا التاريخ الطويل بعهوده المختلفة عراقيا على الأقل منذ 155 عاما لم يكن يخطر في بالي أن مسيرتي في الصحافة الورقية التي بدأتها نهاية عام 1974 في الصحف القطاعية آنذاك “صوت الفلاح” و”صوت الطلبة” ومن بعدها الصحف الرسمية التي كانت تصدر آنذاك مثل “الثورة. الجمهورية. العراق. القادسية” والمجلات الأسبوعية “الف باء, فنون” والمجلات الثقافية والفكرية “آفاق عربية, الأقلام, الطليعة الأدبية” يمكن أن تختتم ورقيا على الأقل في “الزوراء” التي وجدت فيها ومثلما قال زميلي وصديقي الدكتور طه جزاع الذي تزاملنا معا على إمتداد هذا الزمن المتطاول كل الحرية في التفكير قبل الكتابة. ففي “الزوراء” التي يشرف عليها الزميل نقيب الصحفيين الأستاذ مؤيد اللامي ويتولى إدارة تحريرها الزميل يحيى الزيدي لاتكلف نفسك الإ وسعها في الإختيار والكتابة بل حتى عدد الكلمات. 
اكتب ماتريد فأنت بوصفك صحفيا محترفا وعضوا قديما في نقابة الصحفيين مسؤول عما تكتب دون قيد أو شرط. فلا أحد يفرض عليك رأيا أو نمطا من الآراء والتفكير, ولا يرفض لك مقالا تحت هذه الذريعة أو تلك. وبما أنك مطلق الصلاحية فيما تكتب وفيما تدلي من آراء فإنك في الوقت الذي تشعر بالإمتنان لهذا الكرم الزورائي الذي يقل نظيره في الصحف الأخرى منذ الصحف الأولى “صحف إبراهيم وموسى” الى الصحف الأخيرة صحف الورق المحتضر ماعدا بريق هنا وهناك تمثل “الزوراء” بقيادة نقابة الصحفيين أحد مشاعله المضيئة, فإنك حين تخلو الى نفسك تشعر إن النقابة قيدتك بخمسين قيدا وأنت لاتدري. فعند كل سطر تخطه تراجع تفكيرك عدة مرات خشية أن تخون هذه الثقة المطلقة أو تتجاوز على ثوابتها التي ينبغي عليك معرفتها دون حاجة لأن يذكروك بها ضمن لوائح النشر. 
وحين أقول إن ختام تجربتي الورقية في الزوراء لأني لا أعرف في ظل تراجع الصحف الورقية وطغيان الصحف الالكترونية وتوابعها من المحتويات التي تبثها الشبكة العنكبوتية بوسائلها ووسائطها المختلفة متى يمكن أن يستمر الورق في منافسة الآيباد الصحفي الذي لايكلفك سوى “نكرة” على الشاشة فتنتفح لك بيضاء تسر الناظرين. لكن الفارق يبقى فارقا في النوع وفي الجوهر. ففي الورق تحترم المعايير وقواعد المهنة بينما الأون لاين كل شيء مفتوح بحيث تبدو مقالاتك الجادة لا شيء امام طغيان المحتوى الهابط الذي كلما إزداد هبوطا جاء بلايكات أكثر وهنا المصيبة بل قل الطامة الكبرى. لكن مازلنا في “السيف سايد” والحمد لله .. الزوراء تصدر في عهد مؤيد اللامي مثلما كانت “زوراء” قبل 155 عاما تصدر في عهد مدحت باشا وتحمل في العادة فرمانات الوالي وأخباره .. مدحت باشا لم يكن واليا فقط بل كان نقيب نفسه حيث لاصحف سوى “زوراء” التي كانت البداية ومازالت على قيد المواصلة والتحدي.


تابعنا على
تصميم وتطوير