رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
دولة العار في القائمة السوداء


المشاهدات 1310
تاريخ الإضافة 2024/06/09 - 8:54 PM
آخر تحديث 2024/12/04 - 2:23 PM

قبل أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نهاية الأسبوع  الجاري» قائمة العار» التي ترصد انتهاكات حقوق الأطفال في مناطق النزاع حول العالم، تم تبليغ سفير الكيان الصهيوني لدى المنظمة الدولية بإدراج جيش الاحتلال الإسرائيلي على هذه القائمة، وذلك يعني اقراراً أممياً واعترافاً دولياً بحجم جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها الصهاينة وما زالوا يرتكبونها ضد الأطفال والطفولة على مرأى ومسمع العالم كله من دون خوف ولا رادع، أو شعور بالخجل والعار من بشاعة أعمالهم التي لم تتوقف يوماً ولا ساعة منذ حربهم المدمرة على غزة والمدن الفلسطينية، وآخر تلك الجرائم القصف الهمجي الذي طال مخيم النصيرات وسط غزة صباح أول أمس السبت، وذهب ضحيته أكثر من 210 شهداء، و400 جريحاً فيما سمي بعملية تحرير المحتجزين، وهي عملية بائسة اعتمدت الخديعة للدخول إلى المخيم مع دعم أميركي استخباري وميداني، ومن دون أي اعتبار لعشرات النساء والأطفال ومنهم الرضع الذين استشهدوا أو جرحوا خلالها. وقبل هذه الجريمة، كان القصف الذي طال الخميس الماضي مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين « الأونروا « في المخيم نفسه، وذهب ضحيته أكثر من 37 شهيداً غالبيتهم من الأطفال والنساء اتخذوا تلك المدرسة كمكان آمن يأوي مدنيين هاربين من جحيم القصف العشوائي الوحشي للجيش الإسرائيلي.
إن دول العار التي يتم ادراجها على القائمة السوداء في الأمم المتحدة هي تلك الدول التي تتورط بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الأطفال، أو تتورط في تجنيدهم واستغلالهم وقتلهم وتشويههم، أو تنفذ هجمات على المدارس والمستشفيات التي يفترض أن تكون في منأى عن الأعمال الحربية أثناء الحروب والنزاعات المسلحة، ولا يحتاج العالم إلى أدلة لإدانة إسرائيل التي صدرت بحقها جملة من القرارات والتصريحات الرسمية والشعبية ، فضلاً عن قرار الإدانة الصادر عن محكمة العدل الدولية والذي طالب بضمان وصول أي لجنة تحقيق أو تقصي حقائق بشأن تهمة الإبادة الجماعية، وهي تهمة ثابتة بالأدلة والقرائن التي تنقلها في كل ساعة القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية والصور والفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تحتاج إلى لجنة لتقصي الحقائق، فالحقائق مكشوفة أمام أنظار العالم، والجيش الإسرائيلي مستمر في ارتكاب الجرائم ضد الأطفال دون خشية من عار يلحق به وبالصهاينة الذين لم يعد بإمكانهم تسويغ أعمالهم الإجرامية ضد الفلسطينيين، بعد ان وقف العالم الحر ضدهم، وخرجت التظاهرات في الجامعات الأميركية والأوروبية منددة بتلك الجرائم، وداعية إلى وقف حربهم العدوانية على غزة، وأخيراً وليس آخراً اعلان إسبانيا انضمامها إلى دعوى جنوب أفريقيا التي قدمتها أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، بعد أن أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية، ولم تخضع للاتهامات الإسرائيلية المخادعة بمعاداة اسبانيا للسامية، هذه التهمة المضحكة التي درجت إسرائيل على تهديد العالم الغربي بها طيلة العقود السبع الماضية، لكنها لم تعد تنطلي حتى على أقرب حلفائها واصدقائها، بل وأحرج ممثليها والمدافعين عنها في المحافل الدولية حتى أن قاضي إسرائيل في محكمة العدل الدولية أهارون باراك قدم مؤخراً استقالته التي عزاها لأسباب شخصية، وكذلك مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان الذي ارتكب حماقة تليق به وبدولته حين قام بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة وهو يتحدث مدافعاً عن جرائم بلاده من على منصة الأمم المتحدة، ومحرضاً رفض طلب فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة الذي حظي بموافقة 143 دولة لم تتأثر بخطابه  المتشنج وأكاذيبه. وذلك كله يعكس حجم الأزمة الأخلاقية والسياسية والدبلوماسية التي يعاني منها الكيان الصهيوني في كل المحافل الدولية، بل وأمام شعوب العالم التي كشفت لها أيام الحرب المستمرة على غزة منذ 250 يوماً، بشاعة أولئك الذين كانوا يدَّعون المدنية والإنسانية والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ثم ظهروا على حقيقتهم بأنهم من ألد أعداء الطفولة والإنسانية والإنسان.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير