رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
ما تحتاج لمعرفته قبل إطلاق برنامجك الإذاعي على الإنترنت


المشاهدات 1697
تاريخ الإضافة 2024/06/04 - 8:40 PM
آخر تحديث 2024/07/03 - 3:40 AM

باريس/متابعة الزوراء:
قبل نحو عشر سنوات، انتشرت في العديد من دول العالم، إذاعات على الإنترنت، وكانت وقتها منافسًا حقيقيًا للمحطات الإذاعية التقليدية التي تبث على ترددات الأثير المختلفة مثل الـ»إف إم». على سبيل المثال شهدت دولة مثل مصر انطلاق إذاعات ناجحة مثل راديو حريتنا، وتيت راديو، وراديو مدينة البط، وراديو بنات وبس، وغيرهم الكثير، لكن بمرور السنوات تراجع تأثير هذه الإذاعات حتى توقف بث أغلبها، وهو أمر تكرر في دول عدة، وبات التأثير الأقوى لوسائط صوتية أخرى على رأسها البودكاست.. ما الذي حدث؟ وهل من فرصة لعودة فكرة إذاعات الإنترنت مجددًا لكن بشكل مناسب للعام 2024؟ وما الذي تحتاجه من معدات ومهارات حتى يمكنك إطلاق برنامجك الصوتي الناجح على الإنترنت؟ وأسئلة أكثر تجيبك عليها شبكة الصحفيين الدوليين في السطور التالية. 
«الصوت والإنترنت وعشق الراديو هم العامل المشترك بين البودكاست وراديو الإنترنت»، هكذا يقول لشبكة الصحفيين الدوليين الصحفي والمنتج الصوتي محمد فاروق عبد الرحمن، الحاصل على ماجستير في الإذاعة من كلية جولدسمث بجامعة لندن، لكنه يكمل أنّ «واحدة من أهم مشكلات راديوهات الإنترنت التي ظهرت قبل وخلال أحداث الربيع العربي هي أنها كانت محاولة لمحاكاة الراديو التقليدي الذي يبث على ترددات مثل الإف إم، لكن باستخدام تقنيات الإنترنت، إذ كانت غالبًا ما تعتمد على تقنية البث المباشر (Live Streaming)، ويحتاج المحترف منها لاستديو صوت مجهز ومكلف يتشابه بشكل كبير مع راديوهات الإنترنت التقليدية، إضافة إلى فريق عمل كبير مكون من مذيعين ومعدين ومهندسي صوت، وكل ذلك كان يحتاج لمصاريف باهظة»، ويضيف أنه كانت هناك مشكلة أخرى تمثلت في صعوبة الاستماع لراديو الإنترنت داخل السيارات، التي تعد أكثر الأماكن التي تعود الناس على تشغيل الراديو بها، وهو ما جعل راديو الإنترنت بشكله التقليدي يتراجع تأثيره حتى اختفى تقريبًا من عالمنا». 
لكن على العكس يرى عبد الرحمن أن البودكاست كان أكثر إبداعًا ومناسبًا أكثر لطبيعة الإنترنت كوسيط، إذ يقول إنه «تطوير حقيقي لفكرة الراديو وليس مجرد محاكاة له، وقدم لجمهوره مواد صوتية أكثر تخصصًا، تُعرض للمستخدم في الوقت الذي يريده وبالشكل الذي يريده، وعلى عكس راديوهات الإنترنت التي كانت تحاكي برامج الراديو التقليدي وتقدم برامج صباحية ومسائية وأغاني ومقابلات مع نجوم، قرر البودكاست أن يتخصص في مواد بعينها يحتاجها المتلقي ويبحث عنها مثل حلقات عن كتابة السيناريو، أو الخياطة، أو حتى الحياة الإنسانية لصاحب البودكاست نفسه من خلال حديثه عن حياته أو إجرائه لمقابلات مع أشخاص مؤثرين في حياته، كما تفوق في قدرته على إعطاء المستمع الفرصة للاستماع لمادته الصوتية المفضلة عبر تطبيقات التقاط البودكاست المختلفة على الهواتف الذكية، في أي وقت، وليس في أوقات محددة مثلما كان يحدث مع راديوهات الإنترنت التي تعمل بتقنية البث المباشر». 
يرى عبد الرحمن أنّ تقنية البودكاست هي التطور الأكثر منطقية للراديو التقليدي، وأنها وفرت لكل موهوب إمكانية إطلاق برامجه الصوتية بشكل أسهل ومناسب أكثر للعام 2024، ويقول: «يمكنك أن تتعامل مع تقنية البودكاست باعتبارها محطتك الإذاعية الخاصة، تصنع من خلالها مواد صوتية مفيدة وشيقة تجذب المستخدمين على الإنترنت وتجعلهم مهتمين بمتابعتك، ووقتها فقط يمكنك أن تعتبر نفسك مالكًا لمحطة إذاعية على الإنترنت». 
«لكن انتظر من فضلك» هكذا يحدثك عبد الرحمن عبر شبكة الصحفيين الدوليين ويكمل: «قبل أن أحدثك عن المعدات التي تحتاجها لصناعة بودكاست خاص بك على الإنترنت دعني ألفت نظرك إلى أشياء مهمة أخرى، في مقدمتها أن يكون لديك فكرة جيدة ومختلفة، وتأكد أن المستخدم بالذكاء الكافي الذي يجعله يرفض الاستماع لمادة مقلدة أو خالية من الإبداع، كما يجب أن يكون صوتك مناسبًا للإذاعة، وهنا ستلعب موهبتك دورًا مهمًا تدعمه الدورات التدريبية التي تساعدك في تحسين مخارجك الصوتية، وتعطيك القدرة على امتلاك صوتٍ حيّ وقادر على التعبير عن كل المواقف، إذ لن تستطيع أبدًا النجاح والمنافسة إذا كان صوتك هادئًا طوال الوقت، باردًا، أو أن تكون قدرتك اللغوية محدودة، أو لديك أخطاء في نطق الكلمات بشكلها النحوي واللغوي السليم والمحترف». 
يرى عبد الرحمن أنّ «الحياة تغيرت، ولم تعد مساحتك الصوتية على الإنترنت تحتاج لفريق ضخم من المعدين والمذيعين ومهندسي الصوت كما كان يحدث قبل عقد من الزمن في إذاعات الإنترنت، ففي العام 2021 يمكنك أن تكون أنت المعد ومقدم المادة الصوتية ومهندس الصوت في الآن ذاته، وستنجح»، هكذا يقولك لكم عبد الرحمن ويكمل أن هناك مثالًا عمليًا ناجحًا وهو جو روجان البودكاستر الذي قرر أن يصنع محطته الخاصة في عالم البودكاست ومحوره حياته الشخصية، ويستضيف أشخاصًا مؤثرين في حياته، ووصل نجاحه لحد أن منصة «سبوتيفاي» وقعت معه عقدًا لعرض مواده الصوتية حصريًا مقابل 100 مليون دولار. إذًا فنحن هنا نتحدث عن فرصة نجاح كبيرة قد يحققها لك البودكاست الخاص بك». 
كل ما ستحتاجه لبدء محطتك الصوتية ضمن عالم البودكاست هو «مايك» من نوع جيد، وبعض برمجيات تحرير الصوت مثل «Audacity» و»Soundtrap for storytellers»، و»Adobe audition» و»Pro tools»، وبعدها سترفع برامجك عبر تقنية الآر إس إس ليصبح متاحًا للجميع التقاطها عبر برامج الاستماع إلى البودكاست العديدة مثل برنامج «Apple Podcast»، و» Google Podcasts» وغيرهما من البرامج. 
هناك ثلاثة أشكال لبرامجك عبر تقنية البودكاست، الأولى هي البودكاست الحواري، والذي تلتقي عبره أشخاصًا متخصصين فيما ستتحدث عنه، فمثلًا لو كانت برامجك ستكون عن الصحافة فيمكنك إجراء مقابلات مع صحفيين مشهورين وناجحين، والشكل الثاني هو البودكاست المعتمد على الحكايات الشخصية، وهو هنا بودكاست شخصي أكثر، كأن تحكي للناس عن هواياتك، أو تحدثهم في موضوع معين لديك خبرة فيه، وهناك كذلك الفيكشن بودكاست، وهو الأقرب للقصص الدرامية، وهناك مثال ناجح عليه وهو بودكاست هوم كامينج، الذي أنتجته شركة صغيرة متخصصة في البودكاست فحقق نجاحًا كبيرًا وقررت شركة إنتاج كبيرة شراء القصة وتحويلها لمسلسل من بطولة جوليا روبرتس. 
يؤمن محمود ربيعي مدير إذاعة الفجيرة، والخبير في صناعة المحتوى الصوتي أن تقديم مادة متخصصة هو مفتاح السر للنجاح في عالم المحتوى الصوتي على الإنترنت، ويؤكد في حواره مع شبكة الصحفيين الدوليين أنه كلما كانت برامجك الإذاعية متخصصة أكثر، كلما استطعت المنافسة وتحقيق النجاح عبر الشبكة العنكبوتية. 
ويرى ربيعي أنّ برامج البودكاست تغلبت على واحدة من المشاكل التي كانت تعاني منها راديوهات الإنترنت القديمة، وهي العثور على أغاني أو مواد موسيقية يمكن عرضها خلال برامج الراديو، إذ كانت شركات الإنتاج تطلب مقابلًا ماديًا كبيرًا كي تعطي أصحاب هذه الراديوهات محتواها للعرض في البرامج أو الفواصل، ويشرح أنّ الأغاني ليست أمرًا مهمًا في عالم برامج البودكاست اليوم، لكن إذا كانت هناك ضرورة للاستعانة بموسيقى وأغاني فيمكن لصاحب البودكاست وضع رابط «بلاي ليست» من مواقعها الأصلية، وبالتالي صاحب البودكاست هنا لا ينتهك حقوق الملكية الفكرية. 
وفي حالة احتياجك لمواد موسيقية للعرض في حلقات برنامجك، يقترح عليك ربيعي التواصل مع الفرق الغنائية الناشئة وأن تطلب بشكل رسمي الاستعانة بأغانيها وموسيقاها في برامجك أو تستعين بمواقع تتيح مواد موسيقية مفتوحة المصدر، مثل موقع «Free Music Archive». 
واحدة من مميزات تقديم برامج صوتية متخصصة بحسب ربيعي هي أنها ستعطيك فرصة أكبر لتسويق محتواك الصوتي بسهولة أكبر على الإنترنت، فإذا كنت تقدم برامج موجهة للصحفيين مثلًا فيمكنك حينها استهداف الصحفيين فقط إذا قررت عمل حملة إعلانات ممولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو جمع أكبر عدد من زملائك الصحفيين في مجموعات على فيسبوك مثلًا وتعريفهم بما تقدمه لهم من برامج. 
ويرى ربيعي أنّ البودكاست فرصة ذهبية لكل المواقع والصحف والمجلات المطبوعة للتسويق لموادها المكتوبة عبر الإنترنت بشكل حي ومؤثر أكثر، ويقول إنه يحلم بأن يكون لكل وسيلة إعلام محطة بودكاست على الإنترنت تعرض بالصوت التحقيقات والتقارير الصحفية المميزة التي يقوم فريقها الصحفي بإنجازها، بهدف نقلها لهواة الاستماع إلى البودكاست في أي مكان، ويشرح أكثر: «إذا قام الصحفي بعمل حوار صحفي مع فنان فيمكنه في نفس الوقت الذي سينشر فيه حواره المكتوب في صحيفته أن يقدمه كبرنامج مسموع على الإنترنت، ونفس الأمر مع التقارير المميزة والقصص الإنسانية التي تستحق أن تتحول لصوت». 
ويقول محمود ربيعي إنّ برامج البودكاست مساحة رائعة تساعد كل موهوب على التعبير عن موهبته بشكل مناسب للعصر وهي استغلال إيجابي للإنترنت الذي صار واجهة أغلب سكان العالم، كما يمكن من خلالها جني أرباح وتحقيق تميز ونجاح وخبرات، وهي كذلك بديل رائع لكن من يعيش في بلد تضيق قوانينها على راديوهات الإنترنت وتضع قيودًا على عمليات البث على الإنترنت، وفي كل الأحوال ينصحك ربيعي بالتعرف على قوانين النشر على الإنترنت في بلدك، حتى لا تتعرض لمشاكل قانونية، فأمانك الشخصي هو العملية الأهم. 
«لا تقدم برنامجًا صوتيًا على الإنترنت إلا إذا كنت تعشق الراديو، ولديك خبرة فيما ستقوله للناس، وتتمتع بمهارات بحث قوية، وعليك اختيار اسم قوي ومميز لبرنامجك يعبر عن الفكرة بشكل سليم»، هكذا ينصحك محمود ربيعي. 
1 - تنفيذ البودكاست قد لا يحتاج إلى استديو محترف، لكنه بالتأكيد يحتاج إلى مكان مناسب للتسجيل، إذ أن أجواء التّسجيل مسؤولة بشكل كبير عن مقدار التشويش والصدى الذي سيلتقطه المايك، لذلك عليك اختيار غرفة مناسبة في منزلك بشرط أن تكون هادئة وبعيدة عن أي مصدر تشويش خارجي مثل مراوح السّقف، واحرص على العمل في وسط الغرفة وابتعد عن حوائطها التي ستعكس الصوت. 
2 - إذا أردت تسجيل البودكاست الخاص بك بطريقة أشبه بالاستديوهات المحترفة، فيمكنك شراء حجرة تسجيل ذكية للعزل الصوتي يطلق عليها «ISOVOX 2»، وهي حجرة تتسع لمايك التسجيل ورأسك فقط، لكنها ستوفر لك عزلاً مُمتازًا ستكون نتيجته النهائية مبهرة، وهذا الفيديو يشرح لكم فكرة الغرفة.
3 – لا تحتاج لإنفاق مبالغ طائلة على تعلم برامج الصوت التي ستحتاجها في تحرير برامجك الصوتية، كل ما عليك أن تكتب اسم البرنامج الذي ترغب في تعلمه مسبوقًا بكلمة تعليم على موقع يوتيوب وستجد عشرات الفيديوهات المتخصصة المفيدة، وننصحك أن تبحث بالإنجليزية، فالنتائج أفضل وأقوى وأكثر احترافية.
(عن/ شبكة الصحفيين الدوليين)


تابعنا على
تصميم وتطوير