يوم الاثنين 15 إبريل 2024 منتصف الليل، بدأت موجة خير على الوطن، أصوات من الرعد وبرق السماء الذي أنار المنازل ليصحو من فيها، بدأت الأمطار بالهطول، في تسارع وقوة. البداية بمنخفض هو الأصعب والأشد منذ 75 عاماً، كنت أستعد يومها للسفر عبر مطار دبي الدولي لحضور مؤتمر المطارات الخضراء، الذي ركز الحديث على تأثير التغيير المناخي وأهمية استعداد مطارات العالم لهذا التغيير والتحول للطاقة النظيفة المستدامة، كنت صباح الثلاثاء أنظر للسماء الملبدة بالغيوم وأتساءل إن كانت ستتأخر رحلتي أم ستلغى..! وصلت إلى المطار في الموعد ووصلتني رسالة تأخير رحلتي، كنت أراقب هطول الأمطار من نوافذ المطار، وبعد ساعات دخلت لطائرتي وزاد الانتظار ولا يزال المطر يدغدغ أفكاري، ركزت في نافذة الطائرة فإذا بي أدرك أن طائرتي تقف أمام مكتبي الأول في قطاع الطيران، هنا بدأت مشواري الأول في «بيئة الطيران». هنا بدأت الشرارة الأولى والتأسيس، جلست في صمت أفكر: ماهي رسالة الله لي؟
تحركت الطائرة على المدرج، وبدأت طوابير الطائرات في الإقلاع في موجة أمطار شديدة، حلق الطيار فوق منطقتي السكنية قبل الدخول في العاصفة، كنت أرى المناطق السكنية بوضوح، منطقتي، الشارع، المدارس، الأحياء، الحديقة، المحال، إلخ. وفجأة اختفى كل شيء، كنا في العاصفة..! وبدأت الطائرة تهتز وكانت أغرب وأصعب 15 دقيقة في حياتي. الإنسان بطبيعته يرتبك، وكان الخوف والربكة حتى اخترت أن أذكر الله وأفتح صفحات القرآن وأقرأ لتهدأ نفسي، وفي الثانية الأولى التي ثبتت الطائرة وخرجنا بسلام قلت «الحمد لله، هناك رسالة من الله لي!».
وصلنا بسلام وتابعت كل الصور والفيديوهات التي جاءت عن الدولة والمطار، توقف المطار جزئياً وشركات الطيران، وكان العالم ينظر ويشاهد، وحين بدأنا المؤتمر الكل بدأ يسألنا عن أوضاع الدولة ومطار دبي الذي كان محل أنظار العالم..! كانت تساؤلات كثيرة أثناء المؤتمر في يومه الأول 18 إبريل، وبما أننا نناقش موضوع التغير المناخي، وضرورة الاستعداد والتكيف، طرح السؤال بشكل صريح: يا ترى كم سيستغرق مطار دبي حتى يعود إلى عملياته كما كان؟ وبعد هذا السؤال أعلن المطار عن العودة بشكل كامل خلال 24 ساعة..!
في اليوم التالي يوم 19 إبريل وفي مقدمتي في بداية جلستي التي أدرتها حول تحديات المطار لدعم الطاقة النظيفة قلت وبكل فخر «شكراً لكل من سأل عنا، وطرح تساؤلاته، مطار دبي يعود منذ أمس للتشغيل بكامل سعته؛ ليصفق الجميع إعجاباً». أكدت على أهمية الشراكات، التعاون، التفهم، من قبل الجميع وحتى المسافرين، من هنا وأنا أكتب هذه المقالة من أثينا أرفع القبعة لكل شركائنا في الدولة ولكل الجهات في كافة أنحاء الدولة على ما بذلوه، أدرك أني سأعود وسأرى الحياة طبيعية كما تركتها قبل أيام، شكراً لأنكم جعلتمونا في كل مكان نفخر بأننا أبناء الإمارات.
mar_alblooshi@hotmail.com