رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
نتعافى بحكمة الزعماء المحبين للعراق


المشاهدات 1238
تاريخ الإضافة 2024/04/21 - 8:42 PM
آخر تحديث 2024/05/02 - 4:27 AM

يعتقد كثير من المحللين للشأن العراقي أن الرئيس محمد شياع السوداني وخلال زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية استطاع إقناع واشنطن بقدرته نسبيا على أن يكون «طرفا عراقيا موثوقا به وقابلا للتفاهم معه» بالذات حول الملفات الشائكة في العلاقة بين بغداد وواشنطن، فالعراق «يحتاج إلى أن يكون بمنأى عن الصراع الإقليمي وهو في ظرف دقيق وحساس على مستوى العلاقات الثنائية الأميركية العراقية، وكذلك على مستوى ظروف المنطقة، فالزيارة سياتي اكلها في القريب العاجل. تبعا للمؤشرات من الانتقال بالعلاقات إلى مرحلة جديدة تتضمن تفعيل بنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي المتماشية مع برنامج حكومته الذي يركز على الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وكذلك على الشراكات المنتجة مع مختلف دول العالم». ولعل أهمها عمل اللجنة العسكرية العليا بين العراق والتحالف الدولي، والهادفة للوصول إلى جدول زمني لإنهاء مهمة التحالف والانتقال إلى علاقات ثنائية مع الدول المشاركة فيه.
لذلك لا يعينني من جديد بعد زيارة عمل تبدو موفقة من أقصي وذهب بدون رجعة عن الواجهة السياسية في قيادة العراق، ولا يعنيني مطلقاً الأصوات النشاز التي ارادت أن تخطف صوت الشعب لصالحها وتدويرها في بنك السفالة الذي يخضع لسوق النخاسة والسرقة والتلاعب بمصائر الناس إنها صرخة من أعماق الحقوق المسلوبة صرخة صميميه لا تقف خلفها أي جهة سياسية أو حزبية يمكن من خلالها اعتبار التظاهرات مسيّسة أو مدفوعة، لأن كل الهتافات التي هتف بها ثوار انتفاضة المقهورين والخبز، كفيلة برد الادعاءات الكاذبة التي ظهرت هنا وهناك.
إذ يعنيني أن التغير قادم والخطوة تبدأ بحلم، والحلم سيكبر حتى يغدو سرمدياً ووردياً في العراق، الذي نهب وسرق منذ عشرين عاما، يعنيني أن الفقراء استفاقوا ليطيحوا بالفاسدين الذين مرغوا بالوحل تاريخ وحضارة شعب وبلد تمتد جذوره في أعماق التاريخ الإنساني. يعنيني أكثر ان يكون من يقود البلد مخلصا نزهيا لبلده وشعبه ليس وحده فحسب بل كل من حوله 
كما ان هناك خطوات أو بالأحرى قرارات ونجاحات السيد محمد شياع السوداني رئيس الوزراء الشجاع والمنفذ لهذه الاحلام والطموحات التي كانت مؤجلة بسبب الفساد، هي ضوء في نهاية نفق مرعب وكابوس عشنا مأساته وأحزانه وأوجاعه في كل مفصل من مفاصل حياة البائسين والمحطمين الذين ساقتهم الأقدار إلى حتفهم وقدرهم الذي فرض عليهم بعصا الطاعة للأحزاب المدنية الدينية التي تسلطت بكل عقائدها المنحرفة فاستغلت مشاعر الناس للركوب فوق جبهات المصلين أهات وألآم، مقابلها سرقات واختلاسات في وضح النهار. حيث ساهم إصرار الرئيس شياع السوداني على المباشرة والإشراف الشخصي على كثير من المفاصل الأساسية حل مشكلة الدولار بالتدريج وإيجاد طرق ووسائل بفك الاختناقات المرورية، بإعطاء انطباع بأنه جادّ جداً في تحقيق اسم حكومته «حكومة الإنجاز»، وعبور العراق الى حالة الاستقرار العام سواءً في الأمن أو الاقتصاد أو الخدمات.
ان إيلاء الحكومة الحالية الجوانب الاقتصادية ذات الأهمية البالغة، من خلال عقد الاتفاقيات الاستراتيجية مع دول كبرى اميركا بريطانيا وفرنسا وألمانيا والشركات الكبرى التابعة لهما، لاستثمار انتاج النفط والغاز المصاحب لاستخراج النفط وتطوير المنظومة الكهربائية، والعمل الحثيث على انتشال البنى التحتية من واقعها، وغيرها الكثير من المشاريع التنموية. ثم تحريك الركود الذي يخيم على عمل المؤسسات العامة، في مجال تقديم الخدمة ومكافحة الفساد وتوفير فرص العمل، عبر تثبيت العقود وتعيين قرابة مليون مواطن عراقي.
لقد عبر الناس بعفوية عن القبول والرضا عن الحكومة رغم النقوصات بعدما انفلت الصبر من عقاله فكانت هذه الصرخات المكبوتة التي لم تخرج بطراً أو حقداً، بل لمطالب خدمية تصب في مصلحة المواطنين، وتصحيح مسار العملية السياسة المترهلة والفاقدة لشرعيتها، هي أصوات أدركت أن حريتها وحقوقها لا يجلبها الصمت والسكوت، بل بالدماء والتضحيات فتأخذها عناداً، فالشعب هو مصدر السلطات ومبدأ دستوري مستقر، فالشعب هو من يمنح السلطة عن طريق الانتخاب لكل من السلطة التنفيذية والتشريعية، وبهذا الدستور يمنح الشعب سلطة تحقيق العدالة للنظام المالي والقضائي بكافة مكوناته من تحقيق واتهام ودفاع وفحص فني وحكم وتنفيذ. القرار والتشريع فكم من حكومات سقطت واندثرت، وكم من طغاة انزاحوا عن وجه بغداد الجميلة، حاضرة العرب وعيون الأدب والشعر والثورة.


تابعنا على
تصميم وتطوير