الزوراء /احمد عبد الوهاب:
تحسباً من عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الخامس من نوفمبر المقبل، لاسيما أنه معروف بانتقاداته لحلف شمال الأطلسي، يبدو أن الأخير بدأ يدرس خططاً للحفاظ على تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا.
وفي التفاصيل، يبدو أن الولايات المتحدة بالإضافة إلى دول غربية أخرى تدرس إمكانية نقل مجموعة متعددة الجنسيات بقيادة أميركية تحت إمرة الناتو، من أجل توليها عمليات تنسيق شحن الأسلحة إلى كييف، من ضمن مقترحات عديدة أخرى يمكن أن تساعد في الحفاظ على تدفق الأسلحة في ظل رئاسة ترامب الثانية المحتملة
فخلال اجتماع وزراء خارجية الناتو في بروكسل امس الأربعاء واليوم الخميس، من المتوقع أن يناقش المسؤولون مجموعة من الخيارات، بما في ذلك النقل التدريجي للمجموعة - التي تسمى مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية – تحت سيطرة الحلف، وفق ما كشف ثلاثة مسؤولين أوروبيين ومسؤول أميركي مطلعين على الموضوع، لصحيفة بوليتيكو.
فيما أوضح مسؤول أميركي ثان أن اقتراحاً آخر من شأنه أن يمنح الناتو موقعا أكثر رسمية داخل المجموعة الأوكرانية، بدلاً من نقلها تحت سيطرته، قد يطرح أيضا.
كما أكد أن المناقشات حول مشاركة الناتو ضمن المجموعة تجري “على مستويات رفيعة للغاية”، بهدف إضفاء الطابع الرسمي على الدعم الأوروبي ودعم التحالف لكييف
في المقابل، رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الرائد تشارلي ديتز تأكيد المناقشات، قائلاً إن وزارة الدفاع “ليس لديها إعلانات جديدة حول شكل أو هيكل المجموعة.
لكنه أوضح أن البنتاغون يناقش بشكل مستمر السبل الأفضل لضمان استمرار الدعم لأوكرانيا.
يشار إلى أن نقل المجموعة إلى حلف شمال الأطلسي سيشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الدعم الغربي في المستقبل المنظور، وسط مخاوف أوروبية من عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
لاسيما أن السياسة والاعتبارات الداخلية في الولايات المتحدة ودول أخرى تهدد بالفعل بقطع التمويل العسكري اللازم لكييف.وكانت المجموعة الأوكرانية أطلقت قبل نحو سنتين، في الأسابيع الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية، من قبل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك الجنرال مارك ميلي لتنسيق الدعم الغربي إلى كييف. ويُنسب إليها الفضل في تسريع توفير المعدات والأسلحة وغيرها من المساعدات لأوكرانيا بعشرات المليارات من الدولارات، والتي كانت حاسمة في التصدي للقوات الروسية.
تأتي تلك المناقشات وسط قلق من احتمال فوز ترامب بالرئاسة في نوفمبر المقبل، لا سيما أنه أطلق تصريحات عدة خلال الأشهر الماضية أثارت امتعاض أعضاء في الحلف الدفاعي، ولعل أهمها حين قال إنه قد يشجع روسيا على مهاجمة بعض دول الناتو في حال لم يسددوا مستحقاتهم المالية.
ولطالما وجه المرشح الجمهوري المثير للجدل انتقادات للحلف وبعض الدولي فيه، لاسيما تلك التي تتخلف عن الدفع أو تسدد مبالغ أقل من بلاده بكثير.
كما أخذ عليه في بعض الأحيان ثنائه على ذكاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتبجحه مرارا بأنه قادر على انهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أيام.