اعتقد بات من الضروري الانتقال من مرحلة الشك والشك المقابل بين من يفترض فيهم أركان العملية السياسية التي ومثلما يفترض يتشاركون فيها على “ الحلوة والمرة” في كل الظروف والأحوال. ومن بين ما ينبغي حسمه هو قضية التوازن في مؤسسات الدولة التي لايمكن بناؤها على أسس وطنية دون اكتمال هذا العنصر دون أن ينظر إلى من يتحدث به بعين الشك والريبة. والواقع ان موضوع التوازن مطروح من قبل القوى السياسية منذ سنوات. بل يكاد يكون بندا ثابتا عند تأسيس اي حكومة عراقية بعد عام ٢٠٠٣ والى اليوم. ولما كان مطروحا وبندا ثابتا يتم التعهد بإنجازه فإن تكرار الحديث عنه يعني وجود خلل في عملية انجاز التعهدات. لذلك يصبح التذكير جزء من آلية محاسبة مستمرة بين اطراف العملية السياسية ولو على طريقة المثل القائل “ اذا تريد صاحبك دوم حاسبه كل يوم”. لكن علينا أن نفرق بين من يطرح هذا الامر قصد التشكيك والتوظيف الخاطئ لاغراض أخرى لا علاقة لها بالبناء الصحيح للعملية السياسية وبين من يطرحه من باب التذكير والتحذير خشية استغلاله من قبل الأطراف التي لاتريد المضي بالاستحقاقات التي تم الاتفاق عليها عند تشكيل هذه الحكومة من خلال “ ائتلاف ادارة الدولة”. وفي هذا السياق اود الإشارة إلى ما تناوله احد أطراف هذا الائتلاف وهو الشيخ خميس الخنجر في لقائه الاخير من على قناة “ الشرقية”. فالشيخ الخنجر الذي هو زعيم حزب السيادة في الوقت الذي أكد خلال اللقاء “ وجود خلل في عملية التوازن” وان هناك شعور ب” التهميش” لكنه في الوقت نفسه أكد ومن باب الحرص على العملية السياسية وتماسك الائتلاف أن هناك إجراءات بهذا الاتجاه. كما أن الشبخ خميس الخنجر اشاد في الوقت نفسه بما يقوم به رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من جهود. ولذلك فإنه عند تفكيك خطاب الخنجر تشعر انه خطاب سياسي ينطلق من باب الحرص على استمرار التوافقات لكي يعبر الجميع هذه المرحلة وصولا إلى مرحلة البناء والأعمار لكل مناطق العراق دون استثناء.